رمز الخبر: ۳۰۹۳۲
تأريخ النشر: 16:14 - 17 September 2011
قائد الثوره في الموتمر الاول للصحوه الاسلاميه :
وهنا تصنع الجماهير فقط شعاراتها وأهدافها وتشخص عدوها وتفضحه وتتعقبه وترسم ولو بإجمال مستقبلها المطلوب وبالتالي تقطع الطريق أمام الخواص المداهنين والملوثين بل أمام المندسين وبذلك تحول دون الإنحراف ومداهنة العدو وتغيير المسار.
عصر ایران - وکالات - اكد قائد الثوره الاسلاميه ايه الله العظمي علي الخامنئي اليوم بان الشعوب هي التي دخلت بنفسها الي الساحه لتحقيق مطالبها في الحريه و الكرامه و العزه و ان المستكبرين و علي راسهم الولايات المتحده لن يستطيعوا فرض ارادتهم و هيمنتهم علي الشعوب .

و راي آية الله السيد علي الخامنئي اليوم في كلمه له امام الموتمر الاول للصحوه الاسلاميه بطهران أن الصحوة الاسلامية التي تشهدها المنطقة تبشر بانتصار الشعوب علي الاستكبار وسيادة الاسلام في المنطقة و العالم و ان ما جري في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي الميلادي في عدد من البلدان من تطورات صار الي تولي أنظمة تميل غالباً إلي مدراس فكرية مادية ؛ وقد تورطت بمقتضي طبيعتها بشراك القوي الإستكبارية و الإستعمارية الغربية.

و قال سماحته ، إن ماشهدته إيران من ثورة إسلامية كبري كانت 'علي حد تعبير الإمام الخميني' بمثابة انتصار الدم علي السيف بالإضافة إلي إقامة نظام متجذر ومقتدر وشجاع ومتطور ومؤثر في الصحوة الإسلامية الراهنة وهو أيضاًَ يشكل فصلاً مسهباًَ يحتاج إلي بحث ودراسة وسيستوعب حتماً مساحة هامة في تحليل الوضع الحالي للعالم الإسلامي وكتابة تأريخه. لذلك من العبث أن يعمد الأعداء أو السطحيون أن يعتبرونها موجة عابرة وحادثة سطحية. وأن يحاولوا بتحليلاتهم المنحرفة والمغرضة إطفاء شعلة الأمل في قلوب الشعوب.

 
و اكد سماحته بانه يريد في هذا الصدد ان يقف عند ثلاث نقاط رئيسيه هي : إلقاء نظرة مجملة علي هوية هذه النهضات والثورات ، و التحديات و المخاطر و الآفات والعقبات الكبري التي تقف في طريقها و اخيرا عرض مقترحات حول سبل مواجهة التحديات و المخاطر و طريقه معالجتها.
و حول النقطه الاولي قال سماحته : أعتقد أن أهم عنصر في هذه الثورات هو الحضور الواقعي و الشمولي للشعوب في ميدان العمل وساحة النضال والجهاد، ليس فقط بقلوبهم وعواطفهم وإيمانهم بل بأجسامهم وأقدامهم .

و اضاف : إن الفرق كبير وعميق بين هذا الحضور وبين انقلاب تقوم به مجموعة من العسكريين أو مجموعة مناضلة مسلحة أمام شعب لايتفاعل معهم أو حتي لايكون راضياً عنهم .
 
وتابع الامام الخامنئي يقول : في حوادث العقدين الخامس والسادس من القرن الميلادي الماضي كان عبء الثورات في عدد من بلدان آسيا وإفريقيا لاتحمله الجماهير والشباب بل تنهض به مجموعات إنقلابية أو فئات صغيرة ومحدودة مسلحة. أولئك صمموا وأقدموا ولكن حين غيروا هم أو الجيل الذي تلاهم غيروا طريقهم علي أثر دوافع وعوامل عديدة فإن الثورات إنقلبت إلي ضدها وعاد العدو ليفرض سيطرته مرة أخري. وهو ما يختلف كل الإختلاف مع تغيير تنهض به جماهير الشعب التي تندفع بأجسامها وأرواحها إلي الميدان؛ وتطرد العدو من الساحة بكل تضحية وفداء.
 
 وهنا تصنع الجماهير فقط شعاراتها وأهدافها وتشخص عدوها وتفضحه وتتعقبه وترسم ولو بإجمال مستقبلها المطلوب وبالتالي تقطع الطريق أمام الخواص المداهنين والملوثين بل أمام المندسين وبذلك تحول دون الإنحراف ومداهنة العدو وتغيير المسار.

و اضاف سماحته : إن التحرك الجماهيري قد يؤدي إلي تأخر الإنتصار النهائي للثورة ولكنه يبعد عن السطحية وعدم الثبات.إنه الكلمة الطيبة التي قال عنها سبحانه وتعالي 'ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء'. إنني حين رأيت التجمع الجماهيري الضخم المقاوم للشعب المصري الفخور من شاشة التلفزيون في ميدان التحرير أيقنت أن هذه الثورة منتصرة بإذن الله، وأذكر لكم هذه الحقيقة وهي أنه بعد انتصار الثورة الإسلامية وإقامة نظام حكم إسلامي في إيران ومانزل إثر ذلك من زلزال عظيم هز القوي الطامعة الشرقية والغربية وماولده من موجة هائلة فريدة بين الشعوب المسلمة كنا نتوقع غالباً أن مصر سوف تنهض قبل غيرها.

و اكد قائد الثوره الاسلاميه : الذي أثار في قلوبنا هذا التوقع ما كنا نعرفه عن مصر من تاريخ جهادي وفكري وما أنجبته من شخصيات مجاهدة وفكرية كبري. لكننا لم نسمع صوتاً واضحاً من مصر. كنت مع نفسي أخاطب الشعب المصري بقول أبي فراس الحمداني: 'أراك عصي الدمع شيمتك الصبر/ أما للهوي نهي عليك ولاأمر!؟'.
 
و حين تدفقت الجماهير المصرية إلي ساحة التحرير والساحات المصرية الاخري و في المدن الأخري سمعت الجواب. كأن الشعب المصري كان يقول لي بلسان قلبه' بلي أنا مشتاق وعندي لوعة/ ولكن مثلي لايذاع له سر'.ان هذا السر المقدس يعني العزم علي الثورة قد تبلور ونضج في أعماق الشعب المصري بالتدريج وتجلي بإذن الله وحوله وقوته في الساحة بشكله العظيم . تونس واليمن وليبيا والبحرين سوف تجري علي نفس هذه القاعدة إن شاءالله تعالي.'ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا'.

و اردف سماحته يقول : إن المبادئ والقيم والأهداف في مثل هذه الثورات لم تدون في مشاريع مسبقة علي يد الفصائل والأحزاب، بل هي مدونة في أذهان كل أفراد الشعب المتواجد علي الساحة وقلوبهم وإرادتهم ومعلنة ومثبتة في شعاراتهم وسلوكهم. بهذه المحاسبة يمكن بوضوح تشخيص أن مبادئ الثورات الحالية في مصر وباقي البلدان تتجلي بالدرجة الأولي في ، إحياء وتجديد العزة والكرامة الوطنية التي انتهكت علي يد الهيمنة الدكتاتورية للحكام الفاسدين والهيمنة السياسية لأميركا والغرب. رفع راية الإسلام الذي يمثل العمق العقائدي والعاطفي للشعب، وتوفير الأمن النفسي والعدالة والتقدم والتفتح مما لايتحقق إلا في ضل الشريعة الإسلامية. الصمود أمام النفوذ والسيطرة الأميركية والأوروبية التي أنزلت خلال أعوام أكبر الضربات والخسائر والإهانات بشعوب هذه البلدان. مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب ودولته اللقيطة التي غرسها الإستعمار مثل خنجر في خاصرة بلدان المنطقة وجعلها وسيلة لاستمرار سلطته المتجبرة وشرّد شعباً من أرضه التأريخية.

و قال سماحته : مما لاشك فيه أن تبني ثورات المنطقة لهذه المبادئ والأهداف وسعيها لتحقيقها لاينسجم مع رغبات أميركا والغرب والصهيونية، وهؤلاء يبذلون مابوسعهم من جهد لينكروا ذلك. لكن الواقع لايتغير بإنكاره.

إن شعبية هذه الثورات أهم عنصر في تشكيل هويتها، فالقوي الطامعة بذلت كل جهدها ومارست كل أساليبها الملتوية لحفظ الحكام المستبدين والفاسدين والتابعين في هذه البلدان؛ ولم تكف عن دعمهم إلا حينما انقطع أملها علي أثر ثورة الجماهير وعزمها.

و اردف سماحته يقول : من هنا، فإن هذه القوي لايحق لها أن تعتبر نفسها مساهمة في هذه الثورات، وفي بلد مثل ليبيا لايستطيع تدخل أميركا والـ 'ناتو' أن يشوه هذه الحقيقة. في ليببا أنزل الـ 'ناتو' خسائر فادحة لاتعوض. ولو لم يكن هذا التدخل؛ كان من الممكن أن يتأخر انتصار الشعب الليبي قليلاً ولكن لم يكن ينزل بالبلد كل هذا الدمار في بناه التحتية ولا تزهق كل هذه الأرواح من النساء والأطفال؛ ولايدعي أؤلئك الأعداء الذين كانت يدهم لسنوات بيد القذافي بأن لهم حق التدخل في هذا البلد المظلوم المدمر . إن جماهير الشعب والنخب الجماهيرية والذين انطلقوا من الجماهير هم أصحاب هذه الثورات والأمناء علي حراستها والذين يرسمون مستقبلها ويدفعون بعجلتها إن شاء الله تعالي.

و حول التحديات و المخاطر التي تواجه الثورات الشعبيه في المنطقه قال قائد الثوره الاسلاميه ، لا بد من التأكيد أولاً أن الآفات والأخطار هي موجودة؛ ولكن هناك أيضاً سبلاًً للوقاية منها. فلاينبغي أن تكون الأخطار مبعث خوف للشعوب. دعوا الأعداء يخافونكم واعلموا 'إن كيد الشيطان كان ضعيفا' ورب العزة والجلالة يقول بشأن فئة من المجاهدين في عصر الرسالة 'الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم'.

و اضاف سماحته يقول : لابد من معرفة التحديات و المخاطر للوقاية من الحيرة والتردد عند مواجهتها ولنكن علي معرفة مسبقة بتشخيص علاجها. إننا واجهنا هذه الأخطار بعد الثورة الإسلامية وعرفناها وجربناها وخرجنا من أكثرها بسلام بفضل الله وقيادة الإمام الخميني ووعي جماهيرنا وبصيرتهم وتضحياتهم. طبعاً لايزال الأعداء يحيكون المؤامرات ولا زال الشعب يقاوم بعزيمة راسخة لاتلين.

و اردف سماحته يقول أصنف هذه الأخطار والآفات في قسمين: ما كان له جذور في داخلنا وينبثق من ضعفنا؛ وماكان نتيجة مباشرة لتخطيط أعدائنا . فالقسم الأول هو من قبيل الشعور والظن بأن سقوط الحاكم العميل والفاسد والدكتاتور هو نهاية الطريق. إن هذا سيبعث علي الإرتخاء وراحة البال والغرق في نشوة النصر. ومايتبع ذلك من ضعف الدوافع وهبوط العزائم؛ وهذا هو الخطر الأول.
 
وسوف يتفاقم هذا الخطر حين يعمد أشخاص إلي الحصول علي حصة خاصة من الغنائم، ما جري في معركة أحد حيث طمع المحافظون علي مضيق الجبل بالغنيمة وما أدي ذلك إلي هزيمة المسلمين وإلي لوم رب العالمين، إنما هو نموذج بارز ينبغي أن لا ننساه أبداً.

و اضاف قائد الثوره الاسلاميه : إن الشعور بالخشية من الهيمنة الظاهرية للمستكبرين والإحساس بالخوف من أميركا وسائر القوي الطامعة خطر آخر من هذا القبيل، ولابد من توخيه، وعلي النخب الشجاعة والشباب أن يطردوا من قلوبهم هذا الخوف. إن الثقة بالعدو والانخداع بابتسامته ووعوده ودعمه إنما هو من الآفات الكبري الأخري التي يجب أن تحذر منها بشكل خاص النخب وقادة المسيرة. يجب معرفة العدو بعلاماته مهما تلبس من لباس ويجب صيانة الشعب والثورة من كيده الذي يدبره في مواضع خلف ستائر الصداقة ومد يد المساعدة.

و دعا سماحته الي الحيطه و الحذر من مكائد العدو و ضروره الابتعاد عن الغرور و قال : قد يعتري الأفراد غرور ويحسبون العدو غافلاً؛ فلابد من اقتران الشجاعة بالتدبير والحزم؛ وحسم كل الإمكانات الإلهية في وجودنا لمواجهة شياطين الجن والإنس. وإثارة الخلافات وايجاد الصراعات بين الثوار والإختراق من خلف جبهة النضال، وهي أيضاً من الآفات الكبري التي يجب الفرار منها بكل ماأوتينا من قوة.