رمز الخبر: ۳۰۹۵۹
تأريخ النشر: 17:40 - 26 September 2011
وديكتاتور اليمن (68 سنة) الذي يتولى السلطة منذ 33 عاما يحمل الان مهمة جديدة فيما هو مصاب بشدة في الراس واليدين والصدر وهو غير قادر على ممارسة مهامه العادية في المشهد السياسي.
عصر ايران - عاد الديكتاتور اليمني علي عبد الله صالح الى صنعاء خلسة وبصورة سرية ومفاجئة بعد ثلاثة اشهر من العلاج النفسي والجسدي وتبادل الراي السياسي مع سلطات آل سعود وسلطات الامن الامريكية في الرياض.

وتفيد التقارير عن الانتقال السري للديكتاتور المدمى الى اليمن انه وصل على متن طائرة ملكية سعودية الى عدن بعد عقده لقاءات سرية مع المسؤولين السعوديين في حين كان المسؤولون اليمنيون قد تبلغوا باعداد مطار عدن لوصول وفد سعودي رفيع المستوى على ان يتم نقل اعضاء هذا الوفد مباشرة من مطار عدن الى صنعاء بواسطة عدة طائرات عمودية لكن وبعد هبوط هذه الطائرات العمودية في القصر الرئاسي في صنعاء تبين بان هذا الوفد هو الديكتاتور اليمني ليس الا.

وديكتاتور اليمن (68 سنة) الذي يتولى السلطة منذ 33 عاما يحمل الان مهمة جديدة فيما هو مصاب بشدة في الراس واليدين والصدر وهو غير قادر على ممارسة مهامه العادية في المشهد السياسي.

وعلى الرغم من ان عودة علي عبد الله صالح كانت مفاجئة بالنسبة للكثير من اليمنيين وكانت في تعارض مع الكثير من التحليلات من انه ينوي التخلي عن السلطة بسبب شدة الجروح المصاب بها وانه يقبل بمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي بما فيها التخلي عن منح نائبه عبد ربه منصور سلطاته تمهيدا لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، الا ان العديد من المراقبين السياسيين وفي ظل التوقيع على اتفاقية حدودية بين علي عبد الله صالح مع نظام آل سعود ومنح بموجبها السعودية مساحات واسعة من اراضي شمال اليمن، كانوا يتوقعون ان يدعم النظام السعودي ، حكومة اليمن الديكتاتورية وتوريث السلطة لابناء على عبد الله صالح. ويعتبرون ذلك جائزة للخدمات التي اسداها ديكتاتور اليمن وجعل نفسه كبش فداء لحكام آل سعود للحد من تقدم موجة الثورات الشعبية الى السعودية.

وقبل اسبوع عندما بث خبر لقاء علي عبد الله صالح مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، اعتبر بعض المحللين هذا اللقاء بانه بمثابة مشروع سعودي جديد لاعادة ديكتاتور اليمن الى صنعاء وتحميله مهمة جديدة للحد من تقدم الثورات الشعبية نحو السعودية واتفاق بشان تقديم السعودية الدعم الشامل له للعودة الى اليمن ومواصلة الحكم.

ان آل سعود الذي تعاملوا مع اليمن على الدوام ك"حديقتهم الخلفية" ينوون الان احياء هذه الجثة المتحركة وتحويلها الى درع دفاعي للحد من انتشار الثورات الشعبية الى السعودية وقمع الصحوة الاسلامية، ولذلك فانهم اضافوا بندا جديدا الى مبادرة مجلس التعاون تتمثل في عودة علي عبدالله صالح وتوليه السلطة لعامين اخرين في ظل انجاز اصلاحات ظاهرية واقامة انتخابات صورية لينقل من خلالها السلطة الى ابنه احمد علي عبد الله.

ان ما يتوضح اليوم مع عودة ديكتاتور اليمن الى صنعاء، الدور الرئيسي الذي تضطلع به الرياض في دعم الديكتاتور وقلق السلطات السعودية من اي تغيير في الهيكلية السياسية لجارتهم وانتصار الثورة الشعبية في اليمن، لانها على يقين بان سقوط الديكتاتور اليمني سيمهد الطريق لاندلاع الثورة الشعبية في السعودية ضد آل سعود فضلا عن ان مشاركة آل سعود في قمع الانتفاضة الشعبية في البحرين تمت بهدف الحد من سقوط آل خليفة والحد من انتقال الثورة من البحرين الى السعودية.

ولم يبق اليوم شك لدى احد بان نظام آل سعود خائف تماما من الثورات الشعبية ويعتبرها خطرا كبيرا يقض مضاجعه ولامن المنطقة واستقرارها لاسيما النظام الملكي في السعودية. ولذلك فانهم وقفوا بوجه الثورة المصرية التي اطاحت بحليفهم حسني مبارك واستقبلوا ديكتاتور تونس زين العابدين بن علي بعد ان اطاحت به الثورة الشعبية التونسية.

لذلك يرى المراقبون السياسيون بان السلطات السعودية بصدد قمع الثورة الشعبية في اليمن من خلال الالة العسكرية وانصار الديكتاتور اليمني الذين نزلوا الى الشوارع الان لقمع التظاهرات الجماهيرية.

والموقف الامريكي تجاه التطورات اليمنية ملفت للنظر. فالساسة الامريكيون يدعمون ويؤيدون الاستراتيجية السعودية في اليمن لكنهم يتخذون موقفا مراوغا ومزدوجا من خلال دعوة ديكاتور اليمن للتخلي عن السلطة. ان خواء وهشاشة البيانات والدعوات الامريكية بشان اليمن قد عرفها علي عبد الله صالح جيدا واعتبرها ضوء اخضرا اميريكيا له لقمع الثوار. ان حصيلة التدخل الامريكي في اليمن لها اثر بالغ على استمرار سلطة على عبد الله صالح فيما يتواصل الدعم المالي والعسكري له رغم انهم يتظاهرون بانهم يطالبون بتنحيه عن السلطة.

ان استئناف القوات العسكرية التابعة لديكاتور اليمن قمع الشعب اليمني يظهر بان نظام صالح مازال يمسك بالحبل الاجنبي لكن هذا الحبل اصبح مهترئا وسيتمزق تحت ارادة الشعب اليمني لنيل الحربة وسترتد مخططات ال سعود ضد الثورات الشعبية في المنطقة عليهم.