رمز الخبر: ۳۰۹۹۲
تأريخ النشر: 15:18 - 02 October 2011
والسؤال الجاد الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا يتوقع محمود عباس من طلب تشكيل الدولة على جزء صغير من ارض فلسطين من دون حق امتلاك الجيش والقوة الجوية ومن دول الاحتفاظ بالقدس الشريف ومن دون حق عودة نحو 4.5 لاجئ فلسطيني؟
عصر ايران – ان استضافة طهران للمؤتمر الدولي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني تحت شعار "كل فلسطين لجميع الفلسطينيين" شكل فرصة ذهبية لالقاء نظرة تاريخية على القضية الفلسطينية، ومن الضروري اقتناص هذه الفرصة لكي تحظى اهم قضية مشتركة بالنسبة للعالم الاسلامي بمكانتها الحقيقية والملائمة.

ونقطة القوة لجلسة افتتاح المؤتمر هي ان الحضور وجميع المراقبين سمعوا من على لسان قائد الثورة الاسلامية رفضه صراحة لمشروع تشكيل الدولة الفلسطينية على 22 بالمائة من ارض فلسطين ومنح 78 بالمائة من فلسطين للصهاينة الغاصبين والاعتراف بالكيان الصهيوني المحتل واكد بان كل فلسطين متعلقة بجميع الشعب الفلسطينيي. وهذا الكلام هو الذي اكدت عليه الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تاسيسها واعتبرت ان تشكيل دولة على ارض فلسطين من خلال اصوات جميع الفلسطينيين هو السبيل الوحيد وهي لا تقبل اطلاقا بوجود دولتين على هذه الارض.

والنقطة المهمة الاخرى التي يجري طرحها في الظروف الحالية من قبل جميع المسلمين كضرورة ملحة، تكمن في ان القضية الفلسطينية متعلقة بجميع الامة الاسلامية. ان اهتمام الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذا الموضوع نابع من التوجه العميق والدائم الذي ابداه الامام الخميني الراحل (رض) تجاه القضية الفلسطينية ومازال هذا التوجه قائما لحد الان.

ان القضية الفلسطينية هي ليست بالقضية التي تتعلق بالفلسطينيين او عرب المنطقة وحدهم بل هي موضوع اساسي يقع في مقدمة قضايا العالم الاسلامي وبلاشك فان جميع احرار العالم ايا كان مشربهم ومذهبهم سيكونون الى جانبنا في هذه القضية العادلة والحقة.

ومن لا يدري بان تقدم جيش الكيان الصهيوني في الماضي لم يكن ناتجا عن قوة الالة الحربية للعدو المحتل بل كان ناتجا عن عجز وتبعية وتردد الحكومات العربية وغياب التماسك وانعدام التضامن فيما بينها ومازال يمكن لحد الان تعريف الانظمة العربية الرجعية على هذا الاساس. لكن اليوم وببركة صحوة الشعوب في ظل الدوافع الاسلامية فان المنطقة تقف على عتبة تغير وتطور هائل ويمكن بوضوح تلمس قوة انصار المقاومة في المنطقة.

وفي ظل ظروف كهذه فان سماسرة الصهاينة بداوا يعملون بنشاط اكبر من السابق سواء في الخفاء او العلن من اجل احتواء الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية وحتى حرفها من جهة واعتبارها بانها حركة محدودة ولا علاقة لها بسائر الانتفاضات وهي ذات دوافع داخلية بحتة من جهة اخرى. في حين ان المحور الرئيسي المشترك لهذه الانتفاضات الشعبية في العالم العربي يكمن في العمل من اجل تثبيت قوة العالم العربي والعالم الاسلامي على الصعيد الدولي الامر الذي يتجسد بالتحديد في تحرير فلسطين.

والان وقد طلب محمود عباس من مجلس الامن الدولي الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنه حصل على رد مشروط وسلبي.

والسؤال الجاد الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا يتوقع محمود عباس من طلب تشكيل الدولة على جزء صغير من ارض فلسطين من دون حق امتلاك الجيش والقوة الجوية ومن دول الاحتفاظ بالقدس الشريف ومن دون حق عودة نحو 4.5 لاجئ فلسطيني؟ ان طلب محمود عباس هو في الحقيقة اعترافا رسميا باحتلال فلسطين والاعتراف رسميا بالمحتلين الغزاة والتزامه الدائم بالتخلي عن حق المقاومة في مواجهة الاحتلال.

وفي ظل مراجعة سجل تيار محمود عباس خلال السنوات الاخيرة يمكن التاكد جيدا بان المحتلين قد منحوهم فقط حق قمع وملاحقة النشطاء الفلسطينيين لكنهم لا يعطوهم حق اتخاذ القرار وابداء الراي والاقدام في خارج هذا النطاق.