تقرير مصور عن موقع تصوير فلم "محمد (ص)" للمخرج الايراني مجيد مجيدي

عصر ايران – استقبلت مدينة "نور" السينمائية الايرانية قبل فترة جمعا من الاعلاميين في العالم العربي. وهذه المدينة السينمائية تضم موقع تصوير فلم "محمد (ص)" للمخرج الايراني مجيد مجيدي وتشتمل على مجسم لمكة المكرمة والمدينة المنورة.

وعلى جانب الطريق السريع المؤدي الى مدينة قم جنوبي طهران، ثمة طريق ترابي في احد جانبيه مجسم مكة المكرمة والطرف الاخر المدينة المنورة.

وهذا المكان هو مدينة نور السينمائية التي شهدت قبل فترة حضور حشد من الاعلاميين العرب الذين نزلوا ضيوفا في المكان الذي يجسم مكة المكرمة.

وهناك مجسم لكعبة صغيرة مبنية من الاحجار ومغطاة بالقماش والمعلقات المتعلقة بالعصر الجاهلي وقد ملاتها الاصنام. ويرحب عباس حسيني مدير مدينة نور السينمائية بالضيوف ويقول منذ البداية بانها لم تكتمل بعد ومازال العمل جاريا لاكمال بنائها.

لكنه يقول ان مكة المكرمة قد اكتمل بناؤها وهي مبنية من الحجر والاجر والحديد ومواد البناء وهي ليست ديكور بحت بل يتوقع ان يدوم بناؤها لمدة 15 عاما لانجاز اعمال اخرى فيها.

وحول فلم "محمد (ص)" لمجيد مجيدي يقول ان القسم الاول منه يعود لعهد ما قبل ولادة النبي الاكرم (ص) وحتى سن الثانية عشرة من عمر النبي (ص)، ويستطرد قائلا ان مجسم الكعبة الذي تشاهدوه متعلق بعهد ما قبل ولادة الرسول الاكرم (ص) وكان ارتفاع الكعبة آنذاك قليلا.

وداخل الكعبة ملئ بالاصنام باشكال مختلفة ، والكل يفحص المادة التي صنعت منها هذه الاصنام الديكورية لانتاج فلم "محمد (ص)".

ومن ثم يدعو عباس حسيني ، الضيوف لبيت عبد المطلب، البيت الذي تفتح بابه على الكبعة وثمة نخلة تمر عند مدخله ، الامر الذي يثير استغراب الصحفيين العرب. لكن حسيني الذي يلحظ هذا الاستغراب على وجوه الاعلاميين العرب، يقول اننا جلبنا عددا من اشجار النخيل من منطقة "بم" بشرق ايران وزرعناها في اطراف المدينة السينمائية وعددا اخر منها في عدة بيوت لتصبح اجواء الفلم اكثر واقعية.

وعن البيوت الموجودة في المدينة السينمائية يوضح انه تم بناء نحو 60 بيتا فيها لكن 7 بيوت منها فحسب تضم صورا داخلية وهذه البيوت متعلقة بعبد المطلب وبيت عبد الله وامنة وبيت ابوسفيان وبيت ابولهب وكذلك دار الندوة او المكان الذي كان يتجمع فيه كبار مكة.

وفي بيت عبد المطلب يطرح الاعلاميون الضيوف اسئلتهم ويستفسرون عن الفترة التي تم خلالها بناء هذه المدينة السينمائية فيرد مديرها قائلا ان عشرة اشهر فقط كانت كافية لبناء مدينة نور السينمائية. لكنه يضيف ان عشرة اشهر هي فترة بناء المباني لكن الدراسات والبحوث حول هذه المدينة السينمائية استمرت على مدى سنوات.

واضاف انه تم دراسة جميع المصادر العربية والفارسية والانجليزية حتى تم التمكن من بناء هذا الموقع بناء على هذه المصادر.

ويرد حسيني على السؤال الذي يدور في خلد الاعلاميين العرب ليؤكد بانه لن يتم تجسيد النبي الاكرم (ص) في هذا الفلم لكن سيتم تجسيد ابوطالب وعبد المطلب.

وتابع حسيني ان السيد استرانو احد اكبر المصورين السينمائيين في العالم، يوجد الان في هذه المدينة لبدء العمل والتحضير لتصوير الفلم.

واضاف ان الممثلين الايرانيين امين تارخ سيمثل دور عبد المطلب ومهدي باكدل دور ابوطالب، ويؤكد ان معظم الممثلين هم ايرانيون لكن العناصر الاخرى المساهمة في تنظيم المشهدالسينمائي هم من دول اخرى بمن فيهم الكرواتي كركا وهو المسؤول عن تصميم المسرح وكذلك مصممو المؤثرات الخاصة والازياء هم من النشطاء السينمائيين الدوليين.

واوضح انه تم انتاح نحو 300 فلم لحد الان حول السيد المسيح (ع) لكن فلما واحدا فقط وهو "الرسالة" انتج حول النبي الاكرم (ص) "وقد حاولنا ان يتم انتاج هذا العمل ليكون على المستوى الدولي ونامل بان يكون له انعكاس دولي لان من المقرر ان يتم عرض هذا الفلم باللغات الفارسية والعربية والانجليزية وربما التركية بشكل متزامن".

واوضح ان مخرج وكاتب الفلم قسما حياة النبي الاكرم (ص) الى اربعة اقسام هي "قبل الولادة وفترة الطفولة" و "من فترة الحداثة حتى البعثة" و "من البعثة حتى الهجرة" و "من الهجرة حتى الوفاة". ونظرا الى ان فلم "محمد رسول الله" يجسد الفترة من البعثة وحتى الهجرة، فانه سيكون له ثلاثة اقسام اخرى.

ومن ثم يدعو حسيني الجميع الى الصفا والمروة ويقول ان الشئ الذي يجب ان اقوله هو ان 75 بالمائة من المساحة الجغرافية التي اختيرت تتطابق مع الاجواء الحقيقية لمكة المكرمة.

واضاف ان المسافة الحقيقية بين الصفا والمروة تبلغ 350 مترا لكننا اخترنا هذه المسافة في هذا الموقع السينمائي لتكون 330 مترا.

وفي تلك الحوالي، هناك بيت عبدالله (ع) وامنة (س) ومكان ولادة النبي الاكرم (ص)، حيث يذكر الجميع بذلك البيت الذي اراد الوهابيون يوما ما تدميره لكنهم ووجهوا بمعارضة اهالي مكة وتحول اليوم الى مكتبة.

وبعد عبور الصفا والمروة، نصل الى بيت ابولهب ومركزه التجاري، حيث يوضح مدير المدينة السينمائية قائلا ان بيت ابولهب ومركزه التجاري كانا في موقع واحد في ذلك الزمان، وان هذا المشهد الكبير الذي تشاهدونه، هو سوقه وكان يعيش ويعمل في التجارة في مكان واحد.

وحول المواقع الاخرى في المدينة السينمائية يقول حسيني انه تم بناء منشات المدينة بشكل كامل وصنعنا محطة لتوليد الكهرباء لتوفر مجمل الكهرباء الذي نحتاجه في عملة التصوير والاضاءة. اضافة الى دورات المياة ومكتب المخرج ومكتب مصور الفلم ومدير الانتاج او غرفة المكياج وهناك مستودعات. وفضلا عن ذلك تضم المدينة السينمائية مطعمين وهم ينوون بناء فندق ومواقع اخرى.

وبعدها نصل الى سوق ابوسفيان، وهو مكان ملئ بالادوات ويتم السؤال من حسيني هل انه تم البدء في العمل، ويشير الى مصور الفلم ويقول ان العمل بدا فعلا وان المصور قد استقر في موقعه.

وعندما نصل الى نهاية السوق، يظهر بيت ابوسفيان، وعندما يتم السؤال منه عن مدى تطابق مواصفات السوق مع المعطيات التاريخية يقول حسيني ان السوق لم يكن يحظ باهمية تاريخية لكن بيت عبد المطلب ودار الندوة كان مهما وصنع بناء على المعطيات التاريخية.

وبعد الانتهاء من تفقد مجسم مكة، ننصرف لمشاهدة مكانين اخرين، اولهما شعب ابي طالب، ويضم بيوتا بجانب احداها الاخرى تظهر فيها بيوت ابوطالب والنبي محمد (ص) والسيدة خديجة (س)، وفي نهايته بوابة تستخدم للمرور والتصوير كمؤشر على انتهاء شعب ابي طالب.

وثمة موقع اخر بني على تلة صغيرة الا وهو كنيسة بحيرى، ذلك القس الذي تعرف على النبي محمد (ص) اثناء سفره في طفولته. ويتم بناء هذه الكنيسة التي اخذت بنظر الاعتبار لعدة مشاريع اخرى ايضا.

وفي ختام الزيارة التفقدية لهذه المدينة السينمائية ، نعود لاستقلال الحافلات والكل يأمل وربما يثق تماما بان فلما كبيرا من مخرج سينمائي كبير هو على الابواب.