رمز الخبر: ۳۱۰۳
تأريخ النشر: 12:41 - 05 March 2008
وكما توقع الاحرار والشرفاء في العالم فقد جسد هذا القرار حالة الازدواجية والتناقض المسيطر على عقول بعض الاعضاء الدائمين في هذا المجلس وبالتحديد اميركا وفرنسا وبريطانيا.
عصر ايران – حميد حلمي زادة : في مشهد باهت اصدر مجلس الامن الدولي يوم الاثنين 3/3/2008 قراره المرقم 1803 الهادف الى تشديد العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية على خلفية تمسكها بحقوقها المشروعة في امتلاك الطاقة النووية السلمية.

وكما توقع الاحرار والشرفاء في العالم فقد جسد هذا القرار حالة الازدواجية والتناقض المسيطر على عقول بعض الاعضاء الدائمين في هذا المجلس وبالتحديد اميركا وفرنسا وبريطانيا.

اللافت في هذا السياق هو ان لا احد في الاسرة الدولية يستطيع ان يفهم مغزى جنوح الاطراف الغربية نحو فرض مزيد من الضغوط على طهران في حين ان تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي يؤكد بما لا يقبل الشك على سلامة هذا البرنامج النووي وعدم وجود ادلة تشير الى انحراف الجمهورية الاسلامية الايرانية عن ميثاق الوكالة.

ويسود اعتقاد بان القوى الغربية المناوئة لاي تقدم تحققه طهران في النواحي العلمية تميزت غيظا حينما جاء تقرير البرادعي على غير ما تشتهي سياساتها الاستكبارية والاستغلالية.

وقد وصف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية السيد محمد على حسيني القرار 1803 بانه يتعارض وروح ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان اصداره جاء على خلفية سياسية مغرضة معتبرا القرار بانه يفتقد الى اي قيمة وانه مرفوض ومدان في آن معا.

والظاهر ان تحالف الغرب المتصهين لا يولي اي اعتبار او احترام للمؤسسات الدولية التابعة للامم المتحدة وهو لا يخجل من اصدار قرارات ذات معايير مزدوجة مكرسا بذلك شريعة الغاب التي لا تقيم وزنا لقيم العدالة والانصاف في التعاطي مع التطلعات المحقة للدول والشعوب في العالم.

على ان المؤكد هو ان اعتماد لغة الغطرسة والباطل من قبل المحركين الرئيسيين في مجلس الامن الدولي لن يفت في عزم الجمهورية الاسلامية الايرانية ولن يضعف ارادتها المستقلة ولن يوقف عجلة التقدم والتطور التنموي والعلمي فيها باي حال من الاحوال.

فقد برهنت مسيرات الجماهير المليونية التي خرجت في انحاء ايران في يوم "22 بهمن" 11 شباط 2008 على ان الشعب الايراني المؤمن المجاهد الذي جدد بيعته لقيم ومبادئ الثورة الاسلامية المظفرة في هذه المناسبة الخالدة يقف ايضا بكل قوة وحزم خلف قيادته الرشيدة وحكومته المناضلة بالاتجاه الذي يحقق رفعة الجمهورية الاسلامية الايرانية ورقيها في الميادين المختلفة.

لقد اكد شعبنا المضحي بانه على اهبة الاستعداد لخوض التحدي والدفاع عن مكاسبه وانجازاته سواء في المجال النووي السلمي او في ابحاث الفضاء.

من هنا كان على المحرضين في مجلس الامن الدولي ان يتقلوا هذه الرسالة ويفهموها بعناية وتدبر وتعقل.

لكن يبدو ان متلقي الرسالة لم يعوا حقيقة الهبة الشعبية المدوية ليس في ايران وحدها وانما في انحاء العالم الاسلامي وذلك تضامنا مع منطق الحق والعدل الذي كانت طهران وماتزال تلتزمه في التعامل مع القضايا والثوابت الوطنية والاسلامية.

ولا شك بان ابتلاء الاستكبار العالمي بالعمى او التعامي عن رؤية الحقيقة الساطعة هو الذي يجعله يتمادى في غيه وعدوانه ويدفعه الى اصدار قرارات من خلال مجلس الامن الدولي تفتقد للحدود الدنيا من المصداقية ضد ايران او اي موقع متالق اخر يرفض الرضوخ للغة العجرفة والصلف الاميركي والاسرائيلي.