رمز الخبر: ۳۱۰۴۲
تأريخ النشر: 16:02 - 13 October 2011
واتضح عداء الرياض تجاه ايران في برقيات أمريكية مسربة نقلت عن الجبير قوله لدبلوماسيين أمريكيين منذ أربعة أعوام ان الوقت قد حان "للتصدي لايران."
عصر ایران - رويترز - تسلط اتهامات بشأن مخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن الضوء على الحرب الباردة بين السعودية وايران لبسط النفوذ في منطقة الخليج(الفارسي) لكن بعض المحللين المتخصصين في شؤون الشرق الاوسط يشككون في الادلة وتوقيت الاعلان الامريكي.

وقالت واشنطن يوم الثلاثاء انها أحبطت مخططا شارك فيه رجلان يرتبطان بأجهزة أمنية ايرانية لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير وهو مقرب من العاهل السعودي الملك عبد الله. ونفت ايران الاتهام لكن السعودية قالت ان طهران "ستدفع ثمنا".

ويأتي هذا الاتهام بعد توترات بين السعودية وايران بسبب الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي وتشتبه كل منهما في أن الاخرى تحرض على الاضطرابات ضدها او ضد حلفاء لها.

وتحاول سوريا الحليفة الوثيقة لايران في المنطقة العربية اخماد احتجاجات مندلعة منذ ستة أشهر ضد الرئيس بشار الاسد الذي ينحي باللائمة في الاضطرابات على جماعات مسلحة مدعومة من الخارج.

وواجهت السعودية احتجاجات في المنطقة الشرقية التي تعيش بها معظم الاقلية الشيعية وأرسلت قوات الى مملكة البحرين المجاورة لمساعدتها في اخماد مظاهرات قادتها الاغلبية الشيعية هناك والتي تعتبرها الرياض وكيلة لايران.

ويقول محمد المصري الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ان هناك حربا سرية بين السعوديين والايرانيين وأضاف أنه ليس مندهشا من أن تكون الولايات المتحدة احدى ساحات القتال بسبب الدور الكبير الذي تلعبه في تشكيل السياسة تجاه المنطقة.

ومضى يقول ان الامريكيين عادة لا يلفقون التقارير من هذا النوع مشيرا الى أنه يشتبه في أن كل هذا مرتبط بسوريا. وقال ان ايران تعتبر أن السعوديين يلعبون دورا نشطا في محاولة تغيير النظام السوري.

وقبل اندلاع الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي وعرفت اعلاميا باسم "الربيع العربي" أذكت المخاوف السعودية من البرنامج النووي لايران ونفوذها في العراق بعد سقوط الرئيس  صدام حسين العداء بين الدولتين اللتين تتنافسان على النفوذ في منطقة الخليج(الفارسي) المنتجة للنفط.

واتضح عداء الرياض تجاه ايران في برقيات أمريكية مسربة نقلت عن الجبير قوله لدبلوماسيين أمريكيين منذ أربعة أعوام ان الوقت قد حان "للتصدي لايران."

وفي عام 2008 نقل الجبير عن العاهل السعودي الملك عبد الله قوله لواشنطن أن "تقطع رأس الافعى."

لكن على الرغم من هوة انعدام الثقة بين السعودية وايران يتساءل محللون عما اذا كانت طهران أقدمت بالفعل على خطوة اغتيال دبلوماسي كبير على أرض الولايات المتحدة.

ويقول محمد قدري سعيد الخبير الاستراتيجي في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية انه غير مقتنع بأن تحاول ايران اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة مشيرا الى أن هذا ليس له مغزى سياسي.

ويقول ميشال نوفل مدير القسم الخارجي بصحيفة المستقبل اللبنانية انه متشكك في توقيت توجيه الاتهامات اذا كانت الولايات المتحدة تعلم بالمخطط منذ عدة اشهر.

وتساءل لماذا الان على الرغم من أن الرئيس الامريكي باراك أوباما علم بالامر في يونيو حزيران وقال انه لا يعتقد أن الايرانيين لديهم القدرات اللازمة لتنفيذ عملية من هذا النوع في واشنطن.

والادلة المبدئية التي تربط ايران بالمخطط المزعوم فيما يبدو هي أن المشتبه به الذي ألقي القبض عليه في الولايات المتحدة أبلغ ضباط انفاذ القانون الامريكيين أن رجالا فهم أنهم مسؤولون كبار في قوة القدس وهي فرع سري للحرس الثوري الايراني جندوه ووجهوه.

ويقول المحلل اللبناني نبيل بومنصف ان الادلة ضعيفة.

وقادت الولايات المتحدة جهودا عالمية لعزل ايران بسبب برنامجها النووي وتصعيد عقوبات الامم المتحدة عليها في الاعوام القليلة الماضية ردا على ما تعتقد واشنطن وحلفاؤها بالمنطقة بما في ذلك السعودية واسرائيل أنه واجهة لتصنيع أسلحة نووية.

وقال المصري من الجامعة الاردنية انه اذا صحت هذه التقارير فانها تظهر يأسا ايرانيا.

وأضاف أن هذا يظهر أن طهران بدأت تشعر بأثر التطورات الاقليمية والسياسة السعودية الاكثر حزما تجاه سوريا.

لكن الكثير من العرب مازالوا متشككين في دوافع الولايات المتحدة في منطقة لم ينس معظم من يعيشون فيها الاسباب الواهية التي قدمتها واشنطن لتبرر غزو العراق عام 2003 .

وتساءل وليد مبارك استاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية الامريكية عن السبب في أن تثير الولايات المتحدة هذه القضية الان وما اذا كانت الولايات المتحدة بحاجة الى ذريعة لاتخاذ اجراء ضد ايران