رمز الخبر: ۳۱۰۴۵
تأريخ النشر: 13:11 - 15 October 2011
ردة فعل أمريكية غاضبة علي إيران علي خلفية إبحار المدمرة الإيرانية "جماران" الي المياه الدولية القريبة من المياه الإقليمية الأمريكية وهي عملية تحد واضحة من قبل إيران لكسر إحتكار الدول الكبري في هذا المجال وإثبات عدم جدوي العقوبات والقرارات الدولية الظالمة ضد إيران .
عصر ایران - أمير موسوي
 
زعم وزير العدل الأمريكي ايرك هولدر انه تم الكشف عن عملية لاغتيال السفير السعودي لدي واشنطن السيد عادل الجبير وتفجير السفارة الصهيونية هناك خطط لها إيرانيان اثنان هما امير منصور أرباب سيار وغلام شكوري وأدعا أن أمير منصور قد إعترف بأنه تلقي تعليمات وأموالا من غلام شكوري الضابط في قوات "قدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني لتنفيذ هذه العملية بمساعدة أحد العناصر التابعة لعصابات تهريب المخدرات في المكسيك.

هذه الإتهامات لها دلالات كثيرة من حيث المحتوي والتوقيت وهي تدل على مدى إرتباك وإضطراب الإدارة الأمريكية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإنها تبحث عن أي سيناريو يضعف إيران ويبرز قوتها هي أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي بعد خسارتها جولات عديدة في ميدان المواجهة العسكرية والأمنية والإقتصادية والسياسية وحتي الإلكترونية ، فهي تري أنها كلما زادت من ضغوطها علي إيران كلما تقدمت الأخيرة عليها في الكثير من الميادين وقد أغضبها اخيرا نجاحات ايران في المجالات النووية والدفاعية والإقتصادية، والذي زاد الطين بلة هو التعاطف الكبير بين ثورات الربيع العربي والصحوة الإسلامية الجارية في المنطقة مع توجهات القيادة الإسلامية في إيران وقد تجلي هذا الأمر في المؤتمرين اللذين عقدا في طهران مؤخرا وهما مؤتمر الصحوة الإسلامية ومؤتمر دعم الإنتفاضة الفلسطينية اذ أشادت القيادات العربية والإسلامية المشاركة في هذين المؤتمرين بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه القضايا المصيرية العربية والإسلامية والتأييد الكامل لرؤي وتوجهات الإمام الخامنئي ؛ هذه المواقف وغيرها أثارت حفيظة أمريكا وحلفائها مما جعلهم يبحثون عن مخارج لحفظ ما تبقي لهم من ماء وجه.

وهنا نسرد بعض دلالات هذه الإتهامات :

1- في بادئ الأمر لابد من الإشارة الي أن المتهم الأول أمير منصور أرباب سيار هو أمريكي الجنسية من أصول إيرانية ومصنف ضمن المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية تم إلقاء القبض علية عام 2001 بتهمة السرقة وحوكم وأودع السجن هناك لفترة طويلة وقد تم إطلاق سراحه مؤخرا ضمن صفقة إستخباراتية معه وهذه الإتهامات المفبركة ضد إيران هي أولها .

2- يراد بهذه الإتهامات التغطية علي ما يجري من إحتجاجات آخذة بالإتساع في وال ستريت ومناطق أخري بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في أمريكا.

3- حرف الأنظار عن الإنتصار الكبير الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية وحكومتها الشرعية في غزة من إنتصار سياسي كبير في عملية تبادل الأسري علي الكيان الصهيوني الذي اخفق طوال الخمس سنوات الماضية من خلال الحروب والإغتيالات والحصار المميت ورغبته في عدم تقديم أي تنازلات للمقاومة في غزة من اجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعات شاليط لكن كل محاولاته باءت بالفشل بسبب صلابة موقف حماس ومن ورائها الشعب الفلسطيني الذي قبل تحمل جميع المصائب التي صبت عليه دون التنازل أمام المحتل ومن يدعمه من العرب والغرب .

4- إتجهت العلاقات الأمريكية السعودية نحو التوتر والبرود بعد سقوط مبارك وعدم تمكن الولايات المتحدة من إنقاذه وكذلك عدم استطاعة الأخيرة من الحفاظ علي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعدم تمكنها من إسقاط النظام في سورية ، مما جعل من ايران قوة صاعدة في المنطقة بعد عجز الولايات المتحدة عن لجم قدراتها النووية والدفاعية المتنامية . وبهذه الأكذوبة الجديدة تحاول أمريكا كسب ود السعودية ثانية وخلق فتنة جديدة في المنطقة من خلال زيادة التوتر بين ايران والمملكة حتي تستطيع بيع أسلحة أكثر إلي السعودية لملء خزينتها.

5- تأليب القوي الدولية والإقليمية ضد إيران بعد ترددها في تنفيذ العقوبات ضدها وذلك لإستصدار المزيد من القرارات الدولية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

6- محاولة الإدارة الأمريكية تشويه سمعة إيران أمام الرأي العام العربي والإسلامي للحيلولة دون التعاطف معها وخاصة بعد وثبة ثورات الربيع العربي والصحوة الإسلامية الجارية في المنطقة.

7- الإنتقام من ايران علي خلفية احتجاز الجواسيس الأمريكيين الثلاثة الذين عبروا الحدود الإيرانية قبل ثلاث سنوات وتقديمهم للمحاكمة والذي انتهي أمرهم بالعفو عنهم والرأفة بهم وإطلاق سراحهم الشهر الماضي .

8- ردة فعل أمريكية غاضبة علي إيران علي خلفية إبحار المدمرة الإيرانية "جماران" الي المياه الدولية القريبة من المياه الإقليمية الأمريكية وهي عملية تحد واضحة من قبل إيران لكسر إحتكار الدول الكبري في هذا المجال وإثبات عدم جدوي العقوبات والقرارات الدولية الظالمة ضد إيران .

وفي الختام نتمني على أشقائنا في المملكة العربية السعودية أن لا ينجروا وراء هذه الإيحاءات الكاذبة التي تريد الوقيعة بين الجارين الكبيرين المسلمين وخاصة أن العالم الإسلامي والمملكة السعودية بصورة أخص متجهان الآن نحو إقامة مناسك الحج وهو المنسك الذي يرمز الي الوحدة والتفاهم والتحابب بين المسلمين جميعا ويرمز ايضا الي البراءة من المشركين والكافرين والمتآمرين علي وحدة وتماسك خير أمة أخرجت للناس .

الموقف الرسمي السعودي يظهر هذا التفاؤل الطيب لكن وللأسف الشديد أن بعض وسائل الإعلام المنسوبة للمملكة تشير الي أن هناك مجموعة تريد الإصطياد في الماء العكر. ولابد من التأكيد على أن أي توتر في العلاقات الإيرانية السعودية سيصب في صالح الكيان الصهيوني والإستكبار العالمي وبالتالي سيكون في ضرر أمن وإستقرار المنطقة ومصالح شعوبها . وأي موقف غير مدروس من أي طرف في المنطقة سيضر بالجميع .

وأخيرا نطالب الدبلوماسية الإيرنية ببذل أقصي جهودها لتوضيح الحقيقة للأشقاء في المملكة العربية السعودية وأن يستمروا بالموقف الحكيم الذي إتخذوه منذ الساعات الأولي لبدء الفتنة الأمريكية الجديدة وأن يوصوا القائمين علي وسائل الإعلام التابعة لهم بعدم صب الزيت على النار لأن هذه الفتنة لو نفذت أجندتها في المنطقة لا تبقي ولاتذر ولن ينتج منها إلا الخراب والدمار والوقيعة بين المسلمين فهل من مستجيب.