رمز الخبر: ۳۱۰۹۶
تأريخ النشر: 11:01 - 08 November 2011
(رويترز) - حذرت روسيا وايران الغرب يوم الاثنين من توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الاسلامية وقالتا ان أي هجوم يستهدف برنامجها النووي سيؤدي الى خسائر مدنية في الأرواح ويوجد تهديدات جديدة للأمن العالمي.

تزامنت التصريحات المنفصلة لوزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والايراني علي اكبر صالحي مع تكهنات بشأن ضربة اسرائيلية محتملة للمواقع النووية الايرانية قبيل صدور تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية من المتوقع ان يسلط المزيد من الضوء على ما يشتبه في أنها أوجه عسكرية للانشطة النووية الايرانية.

وسُئل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره الايرلندي عن تقارير تشير الى استعداد اسرائيل لشن ضربة عسكرية محتملة فقال "سيكون خطأ فادحا لا يمكن التنبؤ بعواقبه."

وفي مدينة سان بطرسبورج الروسية قال صالحي ان ايران "تدين اي تهديد بهجوم عسكري على الدول المستقلة".

وكان صالحي يتحدث الى جانب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ووزراء اخرين من دول اعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون وهي تجمع اقليمي تهيمن عليه روسيا والصين وتتمتع فيه ايران بوضع مراقب.

كما رفضت وزارة الخارجية الالمانية العمل العسكري ضد ايران مشيرة الى ان النزاع يجب ان يحل من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي. وقال متحدث باسم الوزارة "تظل هذه هي الطريقة الرئيسية للمضي قدما في التعامل مع هذا التهديد للامن الاقليمي والدولي."

وربما يعزز تقرير من المتوقع ان تصدره وكالة الطاقة الذرية هذا الاسبوع الشكوك في ان ايران تسعى لتطوير قدرة على صنع قنابل نووية ويدفع الغرب الى الدعوة لفرض عقوبات اخرى من الامم المتحدة على ايران.

وأيدت روسيا والصين على مضض اربع جولات سابقة من العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي. لكن العضوين اللذين يتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن اوضحا ان اي عقوبات جديدة سيكون من الصعب بدرجة كبيرة حشد التأييد لها.

وتدعو موسكو الى عملية تدريجية يجري بمقتضاها تخفيف العقوبات الحالية مقابل خطوات تقوم بها ايران لتبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي الذي تقول طهران انه للأغراض السلمية فقط.

وتعارض روسيا التي بنت أول محطة ايرانية للطاقة النووية أي عمل عسكري بشدة.

وقال لافروف "ليس ثمة حل عسكري للقضية النووية الايرانية وما من حل عسكري لاي مشكلة اخرى في العالم المعاصر."

وتابع "يتأكد لنا هذا كل يوم حين نرى كيف تسوى المشاكل في المنطقة المحيطة بايران .. سواء في العراق أو افغانستان او ما يحدث في دول اخرى في المنطقة. لا يقود التدخل العسكري الا لسقوط عدد أكبر بكثير من القتلى ولمعاناة انسانية."

ومما يعكس مخاوف اقليمية من عواقب أي هجوم على ايران قال مسؤول حكومي في الكويت اليوم الاثنين ان بلاده لن تسمح باستخدام اراضيها لشن هجمات على اي من جيرانها.

وكانت الكويت محطة انطلاق للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق وتقع على مسافة قصيرة من ايران عبر الخليج.

وردد صالحي كلمات لافروف بعد ساعات.

وقال في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون "التجربة السابقة تظهر ان الاعمال العسكرية المتعمدة والاحادية من جانب دول معينة تؤدي الى عدم الاستقرار وقتل اشخاص ابرياء وظهور تهديدات جديدة للعالم."

وحفلت وسائل الاعلام الاسرائيلية بتكهنات بشأن سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل لتوافق بين اعضاء حكومته لشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) جورج ليتل ان الولايات المتحدة لا تزال تركز على استخدام اوراق الضغط السياسية والدبلوماسية على ايران.

وسئل عما اذا كان يعتقد ان اسرائيل ستبلغ الولايات المتحدة في حالة قيامها بعمل عسكري ضد ايران فقال ليتل "سيكون من الافضل دائما بالطبع العمل عن كثب مع الاسرائيليين بشأن مسألة خطيرة كهذه."

ويعتقد محللون سياسيون أن مثل هذه العملية سوف تدفع ايران على الارجح للقيام بعمل انتقامي ضخم لوقف حركة الملاحة في الخليج وتعطيل تدفق النفط والغاز لاسواق التصدير.

وستؤدي أيضا الى توتر العلاقات بين الغرب وروسيا التي من المتوقع ان يعود بوتين لرئاستها في 2012.

ويقر مسؤولون امنيون بارزون في روسيا بأن مخاوف الغرب تجاه البرنامج الايراني مشروعة ولكن موسكو تقول انه ليس ثمة دليل دامغ على ان ايران تحاول تصنيع قنابل نووية.