رمز الخبر: ۳۱۱۰۹
تأريخ النشر: 14:31 - 13 November 2011
وحسب هذا المشروع فان ديكتاتور اليمن وازاء تخليه عن السلطة سيحظى بحصانة قضائية وعلى المعارضين ان يضمنوا بانهم لن يقيموا اي دعوى ضده بسبب ممارسته القمع والاضطهاد ضد الشعب على مدى ثلاثة عقود من حكمه.
عصر ايران – عشية انعقاد مؤتمر الرياض الذي من المقرر ان يناقش مشروع مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي بشان الازمة في اليمن، استهدفت القوات الموالية لديكتاتور اليمن مرة اخرى، الناس بهجماتها الوحشية وقتلت وجرحت العشرات منهم.

وحسب الانباء التي بثت فقد بلغت هذه الهجمات ذروتها في مدينة تعز، حيث اطلقت القوات الموالية لعلي عبد الله صالح، النار على الناس من الجو والارض ما ادى الى مقتل واصابة اكثر من مائة شخص.

ان الهجمات الجنونية للديكتاتور يمكن تقييمها في اطار ممارسة الضغط على المعارضين لارغامهم على الرضوخ للشروط والاملاءات الاحادية التي يتضمنها مشروع مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي.

والحقيقة ان ديكتاتور اليمن قد وصل الى نهاية الطريق وان ما يسمى مشروع مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، ما هو الا خطة تمكن القوى الغربية وحلفائها الاقليميين من السيطرة على الوضع في فترة ما بعد علي عبد الله صالح.

ومشروع مجلس التعاون الذي قدم قبل نحو اربعة اشهر يتضمن انتقال السلطة في اليمن بالشكل الذي رسمته الرياض بالتنسيق مع اميركا. وبموجب هذا المشروع فان علي عبد الله صالح يجب ان ينقل سلطاته الى نائبه في غضون 30 يوما بعد توقيعه على المشروع لكي يتم تشكيل حكومة انتقالية، على ان تجرى الانتخابات خلال 60 يوما.

وحسب هذا المشروع فان ديكتاتور اليمن وازاء تخليه عن السلطة سيحظى بحصانة قضائية وعلى المعارضين ان يضمنوا بانهم لن يقيموا اي دعوى ضده بسبب ممارسته القمع والاضطهاد ضد الشعب على مدى ثلاثة عقود من حكمه.

واضافة الى ذلك فان هذا المشروع هو بشكل يكفل عدم المساس بهيكلية الجيش والجهاز الامني الذي يهيمن عليه ابناء واقارب الديكتاتور. كما ان المشروع يتضمن ابقاء علي عبد الله صالح في منصب الرئاسة حتى انتخاب الرئيس القادم، الامر الذي لا يتناغم مع المطالب الثورية للشعب اليمني. وفي ضوء ذلك، فان من الواضح تماما بان هذا المشروع اعتمد لانقاذ الديكتاتور من جهة كما ان محتوى المشروع بشكل يكفل حفظ نفوذ السعودية والغرب في اليمن خلال عملية نقل السلطة من جهة اخرى.
 
والمؤسف ان قادة بعض المجموعات السياسية اليمنية المعارضة والتي لم تضطلع بدور يذكر في نضال الشعب اليمني، خاصة خلال الاشهر التسعة الاخيرة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، وافقت على هذا المشروع، فيما رفضه بشكل قاطع الشباب الذين يشكلون النواة الرئيسية لاحتجاجات الاشهر الاخيرة في اليمن ويتولون الدور الرئيسي في الثورة والمقاومة.

ان الانظمة الغربية وعلى راسها اميركا، تدخلت على الخط بشدة بعد اندلاع الثورات الشعبية في المنطقة لتركب الموجة وتقود هذه الثورات بالاتجاه الذي تريده هي، وهي تتربص الان بالثورة في اليمن. وفي هذا الخضم، فان السعودية تلعب دور الارتباط لتحقيق هذا الهدف، لان حكام الرياض يخشون بقدر ما يخشاه الغربيون، الانهيار التام لنظام علي عبد الله صالح.

وبالنسبة لحكام السعودية لاسيما بعد ما شهدته كل من تونس ومصر وليبيا والاطاحة بالديكتاتوريين في هذه الدول، اصبح مصير نظامي اليمن و البحرين، يكتسي اهمية لهم. ويعلم قادة الرياض انه مع الاطاحة بالحكم في اليمن والبحرين، فان العد العكسي للاطاحة بحكمهم سيبدا هو الاخر، لذلك فانهم يعملون باقصى ما لديهم من اجل حماية هذه الانظمة والحيلولة دون سقوطها باي ثمن كان.

لكن على حكام الرياض وحلفائهم الغربيين ان يكيفوا انفسهم مع هذه الحقيقة بان عهد الديكتاتوريات والاستبداد في منطقة الشرق الاوسط بما في ذلك في اليمن اخذ في الزوال بسرعة، وان خططهم ومشاريعهم بما فيها مشروع مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، لا يمكن ان تشكل عائقا امام الامواج الهادرة التي انطلقت في المنطقة.