رمز الخبر: ۳۱۲۳۸
تأريخ النشر: 11:25 - 24 December 2011
وهذه المرة تقدم الامريكيون بطلب مماثل لدى ايران ، في موقف انفعالي ومن منطلق الضعف: "اعيدوا الينا جاسوسنا"!
عصر ايران – قبل اقل من سنة من الانتخابات الرئاسية الامريكية، وقعت ثلاثة احداث في ايران، هزت الحملة الانتخابية للديمقراطيين في اميركا.

الحادث الاول تمثل في استمرار وتطوير النشاطات النووية الايرانية التي لم يستطع اوباما وقفها والحد منها رغم كل الوعود التي اطلقها والمحاولات التي بذلها.

وهذا الاخفاق لا يقتصر على اوباما طبعا، لان اسلافه لم يفلحوا هم الاخرون في عرقلة تحرك ايران المستمر باتجاه التحول الى دولة نووية. وطبعا في عهد الرئيس الامريكي الحالي فان الحدث المهم الذي طرأ في المجال النووي الايراني هو نقل النشاطات النووية الايرانية الحساسة الى مواقع محصنة تحت الارض لكي تبقى في مامن عن اي اعتداء وهجوم، وبذلك اصبح الامر عصيبا وشاقا على المعتدين المحتملين وربما ضرب من المحال.

والحدث الثاني والذي يشكل حقيقة فضيحة سياسية وامنية لاوباما، هو غنم ايران لاحدث طائرة تجسس في العالم. ان صدمة طائرة " RQ-170" الامريكية بلاطيار كانت عنيفة لدرجة ان البيت الابيض لم يكن بوسعه في بداية الامر سوى اللجوء الى الصمت، فيما مارست وسائل اعلام مثل VOA القرع على طبول الانكار الى ان اتخذ اوباما موقفا انفعاليا للغاية ودعا ايران الى اعادة الطائرة الامريكية اليهم!

وكان سكنة البيت الابيض الديمقراطيين يعيشون صدمة RQ-170 ويتعرضون لاقسى الانتقادات العامة ومن الجمهوريين حتى وقع الحدث الثالث، الا وهو ان جهاز الاستخبارات الايراني اعلن عن القبض على جاسوس كان يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي اية)، العميل الذي تلقى تدريبات من اجل التجسس في ايران لتتبدد بذلك احلام وآمال الاستخبارات الامريكية.

وهذه المرة تقدم الامريكيون بطلب مماثل لدى ايران ، في موقف انفعالي ومن منطلق الضعف: "اعيدوا الينا جاسوسنا"!

وكما ان ايران لم تعد اليهم جاسوسهم الجوي فانها ستحتفظ لديها بجاسوسهم الارضي لان عهد الباس المعتدين طاقما واقامة مراسم وداع رسمية لهم قد ولى.

وهذه التطورات ان استكملت مع تنامي النفوذ الايراني في العراق عقب الانسحاب الامريكي منه، فانها ستجعل من اسم ايران ، اسما مرعبا ومخيفا بالنسبة للمعسكر الانتخابي لباراك اوباما، الرئيس الامريكي الذي يواجه اكثر من مشكلة على الصعيد الداخلي فضلا عن انه يواجه مشكلة معقدة اسمها ايران على صعيد السياسة الخارجية.

ان ما حدث هذا الشهر وقد يستمر، ذكرى الاستيلاء على السفارة الامريكية عام 1979 ما يعيد الى الذاكرة اثره على هزيمة الديمقراطيين الذين كانوا يحكمون آنذاك في البيت الابيض واخفاق جيمي كارتر شخصيا – الرئيس الامريكي آنذاك -.

وربما سيكون اوباما من الرؤساء الامريكيين القلائل الذين تربعوا على سدة الرئاسة لدورة واحدة فحسب بسبب الضربات التي يتلقاها من الجبهة الايرانية الا اذا اقدم خلال هذه الاشهر القليلة المتبقة على رئاسته على ادخال اصلاحات معمقة على العلاقات الثنائية وان ينزل من البرج العاجي الذي يعتليه ويرضخ للتفاوض مع ايران على كراسي متكافئة ومتساوية الارتفاع.