رمز الخبر: ۳۱۳۲۷
تأريخ النشر: 16:02 - 21 February 2012
والخطر الاكبر هو ان هذه الخلافات وانشغال قادة حماس بالقضايا الناتجة عنها، سيلهي هذه الحركة بالالاعيب السياسية وسيضعف روح المقاومة والنضال لديها. وهذا المكسب يكتسي قيمة بالنسبة للصهاينة.
عصر ايران – بعد اسبوع من التوقيع على اتفاق الدوحة بين خالد مشعل ومحمود عباس، اتضح الان بان قادة حماس غير راضين عن توقيع الاتفاق مع فتح، ويتهمون خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالتفرد وعدم كسب موافقة قادة حماس. ويبدو ان هذا يشكل بداية لخلاف مبدئي في حماس، يبقى مصير هذه الحركة رهن له.

ووجه القيادي البارز في حماس محمود الزهار انتقادا لاتفاق الدوحة وقال انهم في حماس اجروا محادثات مع باقي قادتها واتضح بان "الجميع" مستاؤون من هذا الاجراء، ولذلك فانه لا يمكن تطبيقه. واورد هذا القيادي في حماس ثلاثة ادلة على استياء قادة حماس من اتفاق الدوحة.

وقال ان هذا الاتفاق يظهر نجاح برامج فتح واجراءاتها فيما يخص المفاوضات مع اسرائيل كما ان منح منصب رئاسة الوزراء لمحمود عباس في الحكومة الفلسطينية المقبلة يعد عملا غير صحيح تم من دون تنسيق فضلا عن ان محمود عباس الذي سيتولى رئاسة الحكومة الفلسطينية الجديدة سيطبق اجندته فيما يخص التعاون مع الكيان الصهيوني ضد فصائل المقاومة وهذا امر غير مقبول بالنسبة لحماس.

ان تاكيد الزهار على كلمة "الجميع" لتبيان معارضة قادة حماس لاتفاق الدوحة يظهر ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس قد فقد نفوذه وموقعه لدى قادة حماس وانه ليس بوسعه اتخاذ قرارات مهمة من قبيل اتفاق الدوحة من دون نيل موافقة هؤلاء القادة. وهذا الامر سيولد الكثير من المشاكل لحماس، الشئ الذي يسعى الكيان الصهيوني لتنفيذه ويريد تقويض حماس من خلال دق اسفين فيها وبث الخلاف بين قادتها لينتقم لهزيمته التي مني بها في حرب ال22 يوما على غزة. وان يقي نفسه مستقبلا من تنظيم فلسطيني قوي.

ويبدو ان حركة فتح استطاعت بمدد شيوخ قطر ودولاراتهم النفطية، تنفيذ مهمتها كما يريدها الصهاينة وان تدفع بحماس الى ورطة. ان
اضعاف وتقويض حركة حماس بوصفها اقوى تنظيم نضالي على الساحة الفلسطينية، يعد من المهام الرئيسية لحركة فتح ومحمود عباس شخصيا، وان قادة حماس الذين يعرفون ذلك، ذكروا به مرارا، ولهذا السبب فان الاجراء الذي اقدم عليه خالد مشعل اثار استغراب المراقبين السياسيين والمهتمين بالشان الفلسطيني.

واتفاق الدوحة الذي وقع في 6 شباط/فبراير في العاصمة القطرية الدوحة من قبل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بحضور امير قطر وولي ععهده ورئيس وزرائه وزير الخارجية، يؤكد على تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في فلسطين برئاسة محمود عباس. وجاء في الاتفاق ان الهدف من تشكيل هذه الحكومة هو التمهيد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في فلسطين واعادة بناء غزة.

وكما هو واضح من نص الاتفاق، فان رئيس حركة فتح سيتولى زمام الامور في حكومة الوحدة الوطنية ولن تتولى حماس مسؤولية على ارض الواقع. وفي هكذا ظروف، ستجرى انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية. وواضح بان فتح وفي ضوء ماضيها في التعامل والتعاون مع الكيان الصهيوني ومعاداة حركة حماس، ستتصرف اثناء الانتخابات بشكل توجه هذه الانتخابات لحسابها وحسبما يريد الصهاينة، لازاحة حماس من الساحة. وفي مثل هذه الحالة، فان اعتراض حماس على كيفية اجراء الانتخابات لن يحقق شيئا فحسب بل سيؤدي الى نزاعات واختلافات داخل حماس نفسها، مصدرها اتفاق الدوحة. الشئ الذي يتابعه الصهاينة ويقع تطبيقه على عاتق فتح.

والخطر الاكبر هو ان هذه الخلافات وانشغال قادة حماس بالقضايا الناتجة عنها، سيلهي هذه الحركة بالالاعيب السياسية وسيضعف روح المقاومة والنضال لديها. وهذا المكسب يكتسي قيمة بالنسبة للصهاينة.

ان قلق قادة حماس من اتفاق الدوحة ومعارضتهم للخطوة التي اقدم عليها خالد مشعل ناجمتان حتما عن تصاعد رائحة المساومة، الرائحة التي تشكل جوهرها الرئيسي الدولارات النفطية لشيوخ قطر الذي يحتلون موقع الريادة الان في ممارسة الضغط على سوريا نيابة عن اميركا والكيان الصهيوني والرجعية العربية. وهؤلاء بهذه الخلفية لا يمكن لهم ان يريدوا الخير للشعب الفلسطيني ولا هدف لهم سوى جر حماس الى المساومة. فالخسارة الكبرى، ستطال حماس الذي رضخ رئيس مكتبها السياسي للمشاركة مع حركة فتح وجعل حماس عرضة للفرقة والخلاف.