رمز الخبر: ۳۱۳۳۰
تأريخ النشر: 15:26 - 22 February 2012
(رويترز) - قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يوم الاربعاء انها لم تتمكن من التوصل الى اتفاق مع ايران خلال محادثات استغرقت يومين حول أنشطتها النووية وان الجمهورية الاسلامية رفضت طلبا بزيارة موقع عسكري هام.

وفي ثاني رحلة من نوعها خلال أقل من شهر توجه فريق رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران لحث مسؤولين ايرانيين على البدء في علاج مخاوف متزايدة من احتمال سعي ايران لصنع أسلحة نووية.

ومن المرجح أن تزيد نتيجة الزيارة من توترات قائمة أصلا بين طهران وقوى غربية كثفت من عقوباتها على ايران المنتج الرئيسي للنفط في الاشهر القليلة الماضية.

وقالت الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا في بيان بعد المحادثات التي أجريت في 20 و21 فبراير شباط "خلال الجولتين الاولى والثانية للمناقشات طلب فريق الوكالة الاذن بدخول الموقع العسكري في بارشين. ولم تأذن ايران بهذه الزيارة."

وذكرت الوكالة اسم موقع بارشين في تقرير مفصل في نوفمبر تشرين الثاني مما أعطى ثقلا من جهة مستقلة لمخاوف غربية من أن تكون ايران بصدد صنع قنبلة نووية وهو ما ينفيه مسؤولون ايرانيون.

وقال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "عدم قبول ايران طلب زيارة بارشين مخيب للامال. تعاملنا بروح بناءة لكن لم نتوصل لاتفاق."

وفي وقت سابق قال علي أصغر سلطانية مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة الطلبة الايرانية للانباء ان طهران تتوقع اجراء المزيد من المحادثات مع وكالة الطاقة الذرية التي تتمثل مهمتها في منع انتشار الاسلحة النووية في العالم.

لكن جيل تيودور المتحدثة باسم أمانو لم تشر الى اعتزام اجراء المزيد من الاجتماعات. وقالت "في هذه المرحلة حاليا ليس هناك اتفاق حول المزيد من المباحثات."

وترفض ايران اتهامات بأن برنامجها النووي محاولة مستترة لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية قائلة انها تسعى لتوليد الكهرباء فحسب.

لكن رفضها تقليص انشطتها النووية التي يمكن أن يكون لها أغراض مدنية وعسكرية والسرية التي اتسمت بها كانا من العوامل التي أدت الى فرض عقوبات صارمة من الامم المتحدة وأخرى من الولايات المتحدة وأوروبا.

ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل استخدام القوة مع ايران اذا خلصتا الى أن الدبلوماسية والعقوبات لن تمنعها من صنع قنبلة نووية.

وفي واشنطن لم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من وزارة الخارجية الامريكية على بيان وكالة الطاقة الذرية.

وكان فريق الوكالة المؤلف من خمسة أعضاء بقيادة هرمان ناكيرتس نائب المدير العام يسعى الى الحصول على رد من ايران بشأن المعلومات التي تلمح الى أن برنامجها المدني المعلن ستار لبرنامج تسلح.

وفي العام الماضي ساعد تقرير من الوكالة لمح الى أن ايران سعت الى التكنولوجيا النووية العسكرية على تكثيف أحدث مجموعة من عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والتي تسبب صعوبات اقتصادية في ايران قبل الانتخابات البرلمانية في مارس اذار.

ومن المعلومات الرئيسية في تقرير الوكالة معلومات عن أن ايران أقامت غرفة احتواء كبيرة في بارشين الى الجنوب الشرقي من طهران لاجراء تجارب تتضمن تفجيرات شديدة وهو ما قالت الوكالة انه يمثل "مؤشرا قويا على صنع محتمل للسلاح".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان جهودا مكثفة بذلت للتوصل الى اتفاق في المحادثات حول وثيقة "تسهل توضيح القضايا المعلقة" الخاصة بالبرنامج النووي الايراني وما يتعلق منها بالابعاد العسكرية المحتملة.

وقالت الوكالة في بيان صريح بشكل غير معتاد "للاسف لم يتم التوصل الى اتفاق على هذه الوثيقة."

وقد يكون لعدم احراز تقدم في مهمة الوكالة أثر على امكانية استئناف مفاوضات نووية أوسع نطاقا بين ايران وست قوى عالمية هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب المانيا.

وأبدى الغرب في الاسبوع الماضي بعض التفاؤل من احتمال اجراء محادثات جديدة خاصة بعد أن أرسلت ايران خطابا الى كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي وعدت فيه "بمبادرات جديدة" دون شروط مسبقة.

لكن الولايات المتحدة والدول الحليفة ربما تصبح أكثر عزوفا اذا شعرت أنه من غير المرجح أن تنخرط الجمهورية الاسلامية في مباحثات حقيقية بشأن أنشطتها النووية.

ونقل عن نائب قائد القوات الايرانية المسلحة قوله يوم الثلاثاء ان ايران ستتخذ اجراءات استباقية ضد أي عدو اذا شعرت ان مصالح أمنها القومية معرضة للخطر.

وقال محمد حجازي لوكالة فارس للانباء "استراتيجيتنا الان هي أنه اذا شعرنا بأن أعداءنا يريدون تعريض مصلحة ايران القومية للخطر ويريدون اتخاذ قرار بذلك فاننا سنتحرك دون انتظار تصرفهم."

وردا على عقوبات نفطية هددت ايران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم باغلاق مضيق هرمز الذي يمر به ثلث شحنات النفط المحمولة بحرا في العالم في حين أن الولايات المتحدة أشارت الى أنها ستستخدم القوة ليظل مفتوحا.

وقال البيت الابيض انه ما زال هناك وقت للدبلوماسية.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض عندما سئل عن زيارة توم دونيلون مستشار الامن القومي الى اسرائيل خلال مطلع الاسبوع "لاسرائيل والولايات المتحدة هدف مشترك وهو منع ايران من الحصول على سلاح نووي."

وأضاف "هناك وقت ومجال لنجاح الدبلوماسية.. حتى تؤتي العقوبات نتائجها في تغيير السلوك الايراني."