رمز الخبر: ۳۱۴۱۱
تأريخ النشر: 16:02 - 15 March 2012
اعتبر ممثل حركة الجهاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور ناصر أبو شريف، الانتصارَ الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة على الصهاينة خطوةً جديدة وانجازاً آخراً يُسجل في قاموس أبطالها على طريق النصر المبين الذي ستُشارك فيه زحوف الأمة .

ونقلت وكالة أنباء فارس عن د. أبو شريف قوله:" لقد ظنّ العدو وقيادته السياسية العليا التي وقعت على اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ زهير القيسي بأن الأمر سيمر ويكون الرد محدوداً ومن قِبل ألوية الناصر صلاح الدين فقط، لكن تدخُل الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهذه القوة وبهذا الحزم أفشل مخططه، بعدما كان يتوقع أنه سيُسوى سريعاً بتدخلٍ من مصر كما جرت العادة".

وأكد أن المقاومة كانت تُراهن في معركتها على الله انطلاقاً من قوله سبحانه وتعالى:" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، وقوله عز وجلَّ:" وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"، ومن ثمَّ على صمود شعبنا الذي لم ينكسر رغم العدوان، وعلى سواعد مجاهديها الذين سطروا بتضحياتهم الجسام وبأدائهم القتالي النوعي توازناً في الرعب مع الاحتلال.

وفي سؤاله عن التهدئة الذي أعلن الجانب المصري التوصل لها فجر الثلاثاء، قال ممثل الجهاد الإسلامي في إيران:" الاتفاقُ الأخير يقول بأن أي عملية اغتيال سوف يتم الرد عليها بالقوة التي رآها العدو".

ونوه د. أبو شريف إلى أن "الاحتلال حاول تغيير قواعد اللعبة بعدوانه الأخير على قطاع غزة؛ بحيث تكون يده مطلقةً ويد المقاومة مقيدة"، مستدركاً:" لكن عزيمة شعبنا ومجاهديه الأبطال أبت دفع فاتورة شغف القيادة الصهيونية بالدم الفلسطيني".

وفيما إذا كانت المقاومة ستوسع دائرة النار إذا ما واصل الصهاينة عدوانهم على القطاع، قال د. أبو شريف:" بالتأكيد، المجاهدون كانوا جاهزين لأي تطور"، مضيفاً:" نحن لا نرغب في فتح حرب واسعة بهذا الظرف الحساس، لكننا بالتأكيد على أهبة الاستعداد للتعامل مع ما قد يطرأ في ميدان المعركة".

وأوضح أن المقاومة تمتلك أوراقاً رابحة ستستخدمها في زمانها ومكانها المناسب، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "لدينا نقاط قوة كما للعدو نقاط قوة، وعندهم نقاط ضعف كما أن عندنا نقاط ضعف، لكننا نتفوق عليهم بالصمود والإرادة".

ودلل د. أبو شريف على قوله بـ"تجول الشعب الفلسطيني في الشوارع خلال العدوان، بينما عاش مليون صهيوني في الملاجئ ومواسير الصرف الصحي خلال تعرض مدنهم وبلداتهم لقصف الصواريخ من قبل المقاومة".

وأرجع ممثل الجهاد الإسلامي في إيران صدارة حركته في المواجهة بالميدان، وفي قلاع الأسر بمعارك الأمعاء الخاوية التي خاضها الشيخ الأسير خضر عدنان وحقق فيها انتصاراً وتواصلها الأسيرة هناء شلبي على خطاه انتصاراً للكرامة وتحدياً للاحتلال إلى عدة أسباب.

وبيَّن د. أبو شريف أن من بين تلك الأسباب الإيمان الراسخ بديننا والأفكار التي جبلت عليها عقول أبناء الجهاد الإسلامي، فضلاً عن تحرر أبناء الحركة من كثير من القيود التي تكبل الفصائل والقوى الأخرى.

وتعليقاً على التهديدات الصهيونية بتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية، رأى د. أبو شريف أنها جعجعات هدفها الضغط على المجتمع الدولي وخصوصاً أمريكا في هذه السنة الانتخابية من أجل ابتزازها وأخذ مواقف متشددة تجاه إيران منها.

وقال:" الكيان الصهيوني لن يستطيع ضرب إيران دون أن ينظر ماذا سيحصل في الدقيقة التي تلي أي عدوان، العالم كله لن يتحمل ما سيحدث، وبالتالي ليس هناك من هو معنيٌ بالحرب".

ونبَّه د. أبو شريف إلى أن هنالك حرباً حقيقيةً ضد إيران تدور بدون سماع أصوات الطائرات وأصوات القنابل، مبيِّناً أنها حربٌ اقتصادية ودبلوماسية.
ويؤكد ممثل الجهاد الإسلامي في إيران، أن "طهران لديها العزيمة والقدرة على مجابهة ما تتعرض له، فهي تُحارب منذ انتصار ثورتها الإسلامية، وإن كانت هذه الحرب أشدها".

واستطرد يقول:" إيران اليوم ليست إيران الأمس، فهي الآن دولةٌ قوية ومقتدرة، وتمتلك أوراق لعب كثيرة تستطيع بها انتزاع تنازلات من الذين يقومون بحربها"، مشدداً على أن "الجمهورية الإسلامية لن تخضع، لأنها محقة وتعرف أنها على الحق".