رمز الخبر: ۳۱۴۹۰
تأريخ النشر: 15:37 - 30 April 2012
كبير الباحثين الايرانيين في الارشيف الوطني البريطاني:
والملفت ان امارة الشارقة لا ترغب كثيرا ان تطرح قضية الجزر بصورة منفصلة عن الامارات وان ضغوط الدول العربية الاخرى وشركائهم الغربيين، دفعهم الى مواصلة طرح مزاعمهم.
عصر ايران – مجيد تفرشي هو كبير الباحثين الايرانيين في الارشيف الوطني البريطاني ويتعامل تفرشي مع اكثر من ثلاثين مليون وثيقة تاريخية متعلقة بايران، يمكن ان تسلط الضوء على الزوايا الخفية للعلاقات بين ايران وبريطانيا والحقوق والملكية القانونية الايرانية والعديد من ابعاد المصالح الوطنية الايرانية. ونظرا الى اهمية موضوع الجزر الايرانية في الخليج الفارسي والتصرفات خارج العرف الدبلوماسي للامارات العربية المتحدة والتصريحات الصلفة التي تطلق ضد سيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية على جزرها الثلاث، فان الحوار التالي الذي اجري مع تفرشي يمكن ان يبين المستندات والوثائق التي تؤكد تبعية هذه الجزر لايران. ونورد فيما يلي هذا الحوار:

- ان موضوع الجزر الايرانية الثلاث تحول الى قضية سياسية رافقتها تقلبات بموازاة العلاقات بين ايران ودول الخليج الفارسي. وفي اخر اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي وقبل تصاعد حدة التطورات في الشرق الاوسط، شوهد نوع من الصمت من قبل اعضاء المجلس فيما يخص ملكية هذه الجزر، اذ اعتبر علامة ايجابية من قبل العرب تجاه ايران. ماذا يكشف تاريخ هذه الجزر في الوثائق البريطانية ؟

+ لا يجب اعتبار هذا الصمت ايجابيا. ففي الدول العربية المختلفة لاسيما الامارات والعربية السعودية وحتى مصر وسورية والعراق، هناك نقاش ممنهج حول اسم الخليج الفارسي والملكية المزعومة للامارات لهذه الجزر. ففي جميع الكتب الدراسية لهؤلاء يتم ذكر اسم الخليج الفارسي ب "الخليج العربي". ان موضوع الخليج الفارسي والمزاعم ضد ايران، يعتبر بالنسبة للدول العربية موضوعا اقليميا ومفرا بشكل ما للتغطية على هزائمهم واخفاقاتهم بشان فلسطين وباقي الموضوعات الدولية، فهو يشكل في الحقيقة نوعا من الاسقاط بالنسبة للدول العربية. فهؤلاء لم ينظروا الى ايران كشريك او صديق استراتيجي.

وفيما يخص الجزر الايرانية الثلاث ، يبدو ان هذه القضية تحولت خلال الاعوام الاخيرة الى ثاني اكبر تحد اقليمي ودولي لايران. وحتى اظن ان تسوية التحدي النووي ممكن ان يتحقق قبل موضوع الجزر الثلاث، لان موضوع الجزر ارتبط بمجمل الدول العربية. ان الدول العربية لم تتخذ سياسة معادية واضحة ضد ايران فيما يخص الموضوع النووي لكن الامر كذلك فيما يخص الجزر.

وقد وقعت ثلاثة احداث مهمة في المنطقة منذ اواخر نوفمبر وحتى اوائل ديسمبر من عام 1971. الحدث الاول انسحاب القوات العسكرية البريطانية بالكامل من الخليج الفارسي والثاني دخول القوات الايرانية الى الجزر الثلاث والثالث تاسيس دولة الامارات.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945، كانت الحكومة البريطانية قد وعدت مستعمراتها العربية في المنطقة بمنحها الاستقلال. وصادق البرلمان البريطاني عام 1968 على ان تنسحب القوات البريطانية من الخليج الفارسي وان تسلم المناطق الخاضعة للاستعمار الى المشيخات . وخلال هذه الفترة وحتى عام 1971، انفصلت ثلاث مشيخات عن الاخرى. فقد استقلت الكويت عام 1961 وقبل الاخرين. كما نالت البحرين استقلالا من خلال استفتاء غير حقيقي، وفي تلك الفترة لم تكن ايران تنشر قوات في البحرين كما كان الامر في الجزر الثلاث لكنها تخلت عن دعاويها بشان السيادة على البحرين عام 1970. وقبل نحو شهرين من انسحاب القوات البريطانية من الخليج الفارسي، اعلن حكام قطر انهم لا يريدون ان يكونوا في اطار اتحاد الامارات العربية المتحدة. ومنذ عام 1968 حتى 1971، جرت محادثات مكثفة جدا بين ايران وبريطانيا ونقلت مطالب ورغبات الدول العربية الى ايران عن طريق بريطانيا.

لكن الحكومة البهلوية ، لم تكن مستعدة اطلاقا للدخول في مفاوضات مع العرب، وكان لديها منطق صحيح في هذا الخصوص، لانها كانت تعتقد بانهم لم يؤسسوا بعد دولة ولا يتسمون بالطابع الرسمي حتى يجلسوا خلف طاولة المحادثات مع ايران. وبناء على ذلك فقد اجريت محادثات فقط مع بريطانيا حول الجزر. وقد استقبل الشاه في اواخر حكومته فقط وفدا من الشارقة لاجراء محادثات، وكان التعامل معه على مستوى مساعد وزير. والطريف ان الوفد كان يضم شخصين، احدهم رجل قانون امريكي يدعى "نورتكات ايلي" بوصفه مستشار حاكم الشارقة والثاني مهندس شاب اختير عن قصد بسبب دين والده واصل امه. فكانت والدته ايرانة من القاجار وابوه من الشيعة العراقيين. وكان هذا الشخص يدعى "حميد ضياء جعفر" وهو حاليا صاحب شركة "كرسنت" الكبيرة والمثيرة للجدل والتي تريد لسنوات شراء الغاز من ايران. وكان قد تخرج للتو من جامعة كامبريج وجاء الى الامارات.

وحتى عام 1971 طرات تطورات كثيرة بين ايران وبريطانيا بشان الجزر وحتى ان البلدين اصبحا قاب قوسين او ادنى من قطع العلاقات بينهما. وتغير وزير الخارجية الايراني انذاك اي اردشير زاهدي. وكان ويليام لوس مندوب بريطانيا مطلق الصلاحيات في الخليج الفارسي يعتقد بان زاهدي كانت له مواقف صلبة وغير مرنة بشان ملكية ايران لهذه الجزر وان وجوده على راس الدبلوماسية الايرانية يحول دون المضي قدما في المحادثات بين طهران ولندن بشان الجزر.

ومن قبيل الصدفة ان شخصين ممن ينظر اليهم المؤرخون بنظرة سلبية، كانت لهم مواقف صلبة بشان موضوع الجزر وتبعيتها لايران. احدهم عبد الحسين تيمورتاش في عصر رضا شاه والثاني اردشير زاهدي في عصر محمد رضا شاه.

- وهل موضوع الجزر الثلاث يصل الى عهد رضا شاه؟

+ نعم ان موضوع الجزر طويل. فالقضية لا تقتصر على الجزر الثلاث التي نتحدث عنها. فمنذ بداية القرن التاسع عشر، كانت هذه الجزر الثلاث وعدة جزر اخرى محط اطماع الاجانب. ففي عام 1903 وعندما كانت حكومة مظفر الدين شاه تمر بظروف عصيبة وهشة، احتلت القوات البريطانية هذه الجزر واستمر الاحتلال 68 عاما. والطريف والمهم في هذا الامر هو انه طوال سنوات الاحتلال هذه فان ايا من الحكومات الايرانية (سواء الجيدة منها والسيئة او التي تتمتع بقاعدة شعبية ام لم تتمتع بها) لم ترضخ لهذا الشيئ بان هذه الجزر ليست ايرانية. ولم اعثر لحد الان وخلال دراساتي على اي وثيقة تشير الى ان الحكومات الايرانية كانت قد قبلت قبل احتلال الجزر وطوال الاعوام ال68 هذه وفترة ما بعدها، مزاعم سيادة العرب على الجزر الثلاث.

- اذن منذ متى طرح موضوع ان هذه الجزر عربية؟

+ ان هذه الجزر انتزعت من ايران بالقوة عام 1903 من قبل البريطانيين. وقبل ذلك كان بعض قراصنة البحر ياتون الى الجزر او ان كان البريطانيون يتدخلون لكن سيادة الجزر كانت تخضع لايران في الاغلب. ومنذ هذا العام فصاعدا وعندما ازدادت قوة بريطانيا في الخليج الفارسي، رفعت بريطانيا علمها في الجزر واعتبرت ان هذه الجزر متعلقة بها. وقد انتبهت من خلال دراسة الوثائق البريطانية بان قضية التواجد البريطاني في جزر الخليج الفارسي لا يقتصر على هذه الجزر الثلاث. فكانت عدة جزر اخرى بتصرف ايران خضعت للاحتلال في عهد قوة بريطانيا واستعادتها ايران لاحقا. مثل جزير فرور او جزيرة فارسي. لكن بما ان الدعوى بشان الجزر الثلاث استمرت، فانها اكتسبت شهرة.

واضافة الى ذلك فقد حصلت مؤخرا على اكثر من 2000 وثيقة تظهر انه خلال الاعوام الاربعة من الحرب العالمية الثانية، كانت الحكومة البريطانية تصر بشكل غريب على شراء او استئجار عدة جزر ايرانية من الحكومة الايرانية بشكل طويل الامد، واستخدمت في هذا المجال الضغط السياسي فضلا عن ممارسة النفوذ. لكن ورغم صعوبة الظروف والمواقف الضعيفة فان ايا من الحكومات الايرانية في تلك الفترة لم ترضخ لهذه الاقتراحات بل عارضتها.

- اذن يبدو ان قضية الجزر الثلاث بين ايران والعرب تحولت الى صفقة طالت قصتها. ما رايك؟

+ ارى انه ان تم في يوم من الايام تسوية المشاكل بين ايران والغرب لاسيما بين ايران واميركا، فان قضية الجزر الثلاث والسيادة الايرانية ستتثبت وسيزول النزاع تلقائيا. لقد تحولت قضية الجزر الثلاث الان الى اداة ضغط من جانب اميركا ضد ايران وتحولت الى حد ما كرهينة. وكلما تدهورت العلاقات بين ايران والغرب، يطفو هذا الموضوع الى السطح بشكل اكبر. ويبدو ان العرب تحولوا في هذه القضية الى العوبة.

والملفت ان امارة الشارقة لا ترغب كثيرا ان تطرح قضية الجزر بصورة منفصلة عن الامارات وان ضغوط الدول العربية الاخرى وشركائهم الغربيين، دفعهم الى مواصلة طرح مزاعمهم. وعلى اي حال قد تكون القوة من الناحية السياسية لصالح الطرف الاخر، لكن قوة ايران اكبر من الناحية التاريخية والقانونية.

- لو وضحت لنا الوثائق والمستندات التي ازيلت عنها السرية خلال الاعوام الاخيرة حول الجزر الثلاث.

+ ان الوثائق المتعلقة بموضوع عودة ملكية الجزر الثلاث الى ايران ووفقا لقوانين الارشيف البريطاني كان يجب ان تزول عنها السرية بعد فترة ثلاثين عاما اي اواخر عام 2001 او مطلع عام 2002، لكن هذا الشئ لم يحدث. والسبب الذي قدمه المسؤولون البريطانيون لذلك كان ان موضوع هذه الوثائق لم يصبح في ذمة التاريخ وان نشر الوثائق قد يثقل احدى كفتي الميزان لصالح احد طرفي النزاع. وبسبب الماضي الطويل وكذلك السياسة الحالية للندن في دعم مزاعم الامارات في هذا الخصوص، كان واضحا بان قلق السلطات البريطانية كان ناجما عن تعزيز المواقف الايرانية.

وبعد فترة، رفعت وفقا للقوانين البريطانية دعوى واستطعت لحد الان تدريجيا الحصول على نحو 4000 ورقة من اصل 6000 ورقة وثيقة تاريخية حول هذا الموضوع. والملفت ان هذه الوثائق تؤكد تماما وجهات نظر ايران حول الجزر وتظهر كم ان مزاعم العرب هي واهية ولا اساس لها وكانت تستند الى القوة والدعم البريطاني البحت.

ان احدى المشاكل الجادة للعرب في تلك الفترة ، هو الفقر الشديد للمشيخات التي كانت تريد الحصول على اموال من ايران من خلال طرح مزاعم ملكية الجزر الايرانية لكي تغض النظر عن مزاعمها. وفي تلك الفترة اعطى الشاه نحو عشرة ملايين دولار لشيوخ الشارقة وراس الخيمة وحتى ان نزاعا نشب بين حكام هاتين الاماراتين بشان الحصول على اموال اكثر من ايران . وفي الحقيقة فان هؤلاء كانوا في تلك الفترة بصدد الحصول على عائد وان موضوع الملكية، لم يكن يحظى لهم بقيمة وطنية وحقوقية وسياسية تذكر. وكانوا يخشون ان يتعرضوا لغضب المتطرفين العرب في بلدانهم ان غضوا الطرف عن الجزر الثلاث. وبعد نحو شهرين من استعادة ايران للجزر، قتل حاكم الشارقة الشيخ خالد بين محمد القاسمي واتضح ان هذا القلق كان واردا.

- ترى ان احتمال تسوية الموضوع النووي الايراني اكثر من قضية الجزر الثلاث، لكن التطورات الجارية في الشرق الاوسط قد تغير الظروف. ما تقييمك للوضع؟

+ كلا. استبعد ذلك، لان الدول العربية لها خلافات شديدة مع احداها الاخرى لاسيما في منطقة الخليج الفارسي حول الحدود. ان قضية اسم الخليج الفارسي والجزر الثلاث هي من القضايا القلائل التي قربت بين هذه الدول التي تحاول ان تظهر ان بينها اتفاقا في وجهات النظر.

- اي انك تظن حتى ان تغيير الانظمة في الدول العربية لا يمس باتحادها في مجال مواجهة ايران وذلك من خلال الاستناد الى موضوع الجزر الثلاث واسم الخليج الفارسي؟

+ لا يمكن الجزم بان هذا الاتحاد سيبقى حتى في ظل الظروف المستجدة في الشرق الاوسط. ان كل شئ يتوقف على علاقات هذه الدول مع اميركا. ان نوعية العلاقات بين مصر واميركا قد تغيرت الان. وطبعا مصر لن تصبح عدوا لاميركا لكنها لن تكون كالسابق حليفا استراتيجيا لاميركا الى الابد. والامر كذلك فيما يخص العلاقات مع ايران .

ارى ان ايران لم تتصرف بشكل قوي للاسف في مجال الدبلوماسية العامة في البلدان العربية. ان جانبا من نظرة الانظمة العربية المستقبلية تجاه ايران يرتبط بنشاطات ايران في المنطقة. ان هناك حاجة الى عمل ثقافي متجذر وطويل الامد يشتمل على عدة ابعاد يجب ان يتم على يد خبراء في التاريخ والاجتماع والثقافة.

ان محاولات هائلة تبذل الان في العديد من الدول العربية لامحاء الجذور الايرانية من المنطقة. على سبيل المثال اوصت دولة قطر اخيرا لدى مؤسسة اميركية لتاليف كتاب بعنوان تاريخ قطر المعاصر. ان اسرة شيخ قطر لها اصول ايرانية وبحرينية. وهذا الكتاب يقع في نحو 400 صفحة وقرات فهرسه حديثا ولم اعثر فيه حتى على حالة واحدة تاتي فيها على ذكر ايران. ان هذه الاجراءات تتم بهدف تغيير الهوية الاقليمية وعزل او امحاء هوية وتاريخ التواجد الايراني في هذه المنطقة.

ان احد الاعمال التي قلما انجزت في ايران ولاباس من انجازها هو جمع التاريخ الشفهي لشيوخ المنطقة ممن كان لهم ارتباط مع ايران، مثل اسرة "كلة داري" في الامارات. وفي هذا الخصوص فانه يمكن من خلال تسجيل مذكراتهم اثبات الجذور الايرانية لهؤلاء الشيوخ. ان 75 بالمائة من سكان البحرين الان هم من الشيعة ومعظمهم من اصول ايرانية لكن هويتهم الايرانية اخذت تزول مع الوقت.

- هل ان احد الاجراءات الهادفة للدول العربية في حذف الهوية الايرانية عن المنطقة هو الاصرا ر على استخدام الاسم المزور "العربي" للخليج الفارسي؟

+ بالضبط. ففي اواسط عقد الستينيات عندما طرح جمال عبد الناصر بشكل جاد مسالة "الخليج العربي"، فان الكثير لم ياخذوا الامر على محمل الجد وكانوا يستهزئون. وعندما تولى عبد الناصر نفسه السلطة واراد ان يتحدث عن ثورة الامة العربية كان يلقي خطاباته تحت شعار "من الخليج الفارسي الى المحيط الاطلسي". وفي الحقيقة فان ناصر استخدم نفسه اسم الخليج الفارسي، لكن ومع الوقت وتصاعد حدة الخلافات بين عبد الناصر وشاه ايران واعتراف الحكومة الايرانية انذاك باسرائيل، فان العرب اخذوا يستخدمون اسم "الخليج العربي".

وفي الوثائق البريطانية التي ازيلت السرية عنها حديثا في ارشيف وزارة الخارجية البريطانية والمتعلقة بعام 1980، عثرت على وثيقة يستفسر فيها سفير بريطانيا لدى اميركا من الادارة العامة لشؤون الشرق الاوسط بوزارة الخارجية البريطانية حول التعليمات المتعلقة باستخدام اسم الخليج الفارسي. وهذه السؤال كان قد طرح قبل عشرة اعوام قبل ذلك بالضبط. وفي عام 1970 كان الجواب انه يجب الافادة من عنوان الخليج الفارسي فقط وان اسماء اخرى مثل الخليج او الخليج العربي تفتقد الى المصداقية الرسمية والحقوقية والقانونية من وجهة نظر وزارة الخارجية البريطانية. وفي عام 1980 كان الجواب هكذا "ان سياستنا الرسمية هي الافادة من اسم الخليج الفارسي، وفي مراسلاتنا مع الدول العربية نستخدم اسم الخليج من اجل الحد من غضب العرب، لكن الخليج العربي لا يجب استخدامه اطلاقا".
لكن الان وفي عام 2011 فان الكثير من الدبلوماسيين والمسؤولين الرسميين البريطانيين يستخدمون للاسف اسم الخليج العربي. ان جانبا من هذا الامر يعود الى العداء مع ايران. والجانب الاخر منه يرتبط بالصداقة الاستراتيجية للغرب مع العرب. لكن الجزء الرئيسي منه يعود الى ضعف الدبلوماسية العامة لدينا لاسيما مع العرب.

- نشهد انه طوال فترة قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ 33 عاما ولحد الان، فان وتيرة استخدام اسم الخليج العربي قد تسارعت. ما رايك؟

+ نعم. ان جانبا من هذه القضية يعود الى مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية. ان المعطيات التي استخرجتها تشير الى انه كلما اصيبت العلاقات بين ايران والغرب بالفتور، تزداد وتيرة استخدام اسم الخليج العربي في وسائل الاعلام البريطانية وعلى العكس كلما تحسنت هذه العلاقات، تزداد وتيرة الافادة من اسم الخليج الفارسي.

وعلى اي حال فان جزء من القضية يعود الى مواقف العرب ضد ايران حول اسم الخليج الفارسي في فترة ما قبل الثورة، وفي الحقيقة فان الحكومة البريطانية كانت تساند العرب وهذه الوتيرة اشتدت منذ قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

- لنكمل موضوع اسم الخليج الفارسي. ما هي نتيجة هذا الموضوع في الوثائق التاريخية؟

+ ان اكثر من 90 بالمائة من الاسماء المستخدمة في الوثائق التاريخية الموجودة في الارشيفات الاجنبية هو الخليج الفارسي وقلما استخدمت كلمة "الخليج" او "الخليج العربي". والحق ان نقول بان اسم الخليج الفارسي كان موجودا طوال التاريخ وانه منذ بداية وجود الوثائق في الارشيفات البريطانية وحتى مطلع عقد الثمانينيات فان الغالبية الساحقة للمصادر المستقلة استخدمت عبارة الخليج الفارسي. لكن هذا الامر اخذ يتغير ببطء ومع مرور الوقت.
وطبعا استخدمت عبارة الخليج العربي في وثائق الماضي لكن هذه العبارة كانت تطلق من الناحية التاريخية على البحر الاحمر ولا علاقة لها بالخليج الفارسي.

- لنتطرق الى البحرين. نقل في التاريخ بان تراجع ايران عن دعاواها بشان البحرين جاء في مقابل الحصول على امتياز السيادة على الجزر الثلاث. ماذا تظهر الوثائق التاريخية البريطانية؟

+ هذه القضية ليست مائة بالمائة. وطبعا طرحت في المفاوضات لكنها ليست ذات طابع رسمي على الارجح. ففي اعقاب الاحداث التي وقعت بواسطة تعارض السيادة الايرانية على البحرين والاجراءات العشوائية في البحرين اعلن الشاه خلال كلمة القاها في الهند قضية الاستفتاء وكان ذلك بمثابة ضوء اخضر للمجتمع الدولي. لكن المجتمع الدولي مارس الخبث في اجراء الاستفتاء.

وقد ارسل الامين العام للامم المتحدة انذاك مندوبا ايطاليا يدعى فيتوريو غيجاري الى البحرين لاقامة هذا الاستفتاء. وقد اصرت اسرة ال خليفة على ان يتم غض النظر عن اجراء الاستفتاء، لانه كما قالوا فان اجراء الاستفتاء امر محفوف بالمخاطر وقد يطالب الشعب يوما باجراء استفتاء حول حكم ال خليفة. وقام حينها ممثل الامم المتحدة باجراء نوع من الاستفسار واستطلاع الراي بدلا من اقامة استفتاء. وبذلك فقد تمت مراجعة المجموعات المختلفة من الناس مثلا في النوادي الترفيهية والثقافية ووجه اليهم سؤال عام. لم يجر استفتاء في البحرين اطلاقا حتى توجد وثيقة تاريخية بشانه.