رمز الخبر: ۳۱۵۸۷
تأريخ النشر: 11:38 - 24 May 2012
ان هذه المحاولات تبرهن مرة اخرى بان العربية السعودية قد تجاوزت لمدة طويلة حدود المنافسة وتحولت الى عدو لايران.
عصر ايران ؛ علي قادري – بثت وسائل الاعلام خلال الايام الاخيرة تصريحا ل سرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قال فيه بانهم يتلقون بين الفينة والفينة اشارات سواء بشكل عام او بوجه خاص تدل على ان بعض العواصم، تميل اكثر من اي وقت مضى الى الخيار العسكري ضد ايران.

وفي ايران لا احد يثق بالروس لكن اي احد لا يجب ان يشك بوجود هكذا عواصم . اولئك الذين يقلقون بشدة من نتائج المفاوضات بين ايران والغرب ويعتبرون اي اتفاق بين ايران ومجموعة 1+5 بمثابة فوز لطهران وخسارة لهم.

واول من يقلق من نجاح محادثات بغداد هي اسرائيل. ورغم ان اسرائيل تعرف قبل غيرها بان لا خيار عسكريا لحل البرنامج النووي الايراني لكنها تحاول من خلال افشال محادثات بغداد ، تصعيد الضغوط الدولية على ايران الى درجة تدفع طهران في النهاية الى وقف نشاطاتها النووية بشكل كامل.

ومن وجهة نظر اسرائيل ، فان نجاح هذه المفاوضات ، سيخرج ايران من الزاوية وكنتيجة لاتفاقات الطرفين – وستكون بدايته الاتفاق على البرنامج النووي – فان طهران ستحول في فترة زمنية محددة ، اكبر تهديد في تاريخها المعاصر الى اكبر فرصة.

ان الضجة التي افتعلها الكيان الصهيوني اخيرا فيما يخص موقع "بارشين" والمتمثلة في نشر صور تظهر ما يسمى الشق العسكري للبرنامج النووي الايراني، ناتجة عن هذا القلق.

وكتب المحلل السياسي الاسرائيلي باراك راويد الاسبوع الماضي في صحيفة "هاآرتص" بان بث اخبار كهذه هو لصالح القوى التي تنوي تهميش ايران وممارسة المزيد من الضغط عليها اكثر مما هو لصالح القوى التي تعتزم ابداء مزيد من المرونة خلف طاولة المفاوضات.

وحول نتائج الاتفاقات المحتملة بين ايران و1+5 يرى راويد انه ان استطاعت ايران والقوى الكبرى في العالم التوصل الى اتفاق في هذه الجولة من المفاوضات ، فان حدة العقوبات على طهران ستتراجع وكنتيجة لهذا الاتفاق ، يتم تعليق حظر البنك المركزي الايراني الذي صادقت عليه امريكا للضغط على ايران وكذلك رفع حظر واردات النفط الايراني من قبل الاتحاد الاوروبي فضلا عن انه لن يتم فرض عقوبات جديدة ضد ايران.

ومع ذلك فان اسرائيل تعرف بان ثمة رغبة دولية لانجاح محادثات بغداد ، الرغبة التي شوهدت في اخر تصريحات ادلى بها الرئيس الامريكي على هامش قمة مجموعة الثماني حين قال "نحن نامل بان يتم تسوية القضية النووية الايرانية بالطرق السلمية واحترام وحدة الاراضي والحقوق الدولية لايران".

ولهذا السبب فان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعلن "ان المطالب من ايران عشية المحادثات النووية، محدودة لدرجة انه حتى ان وافقت عليها الجمهورية الاسلامية ، فان هذه الامكانية ستبقى متاحة لطهران للمضي قدما في برنامجها النووي".

لكن الاسرائيليين ليسوا العينة الوحيدة لتصريحات ريابكوف ، وحتى ان سلمت اسرائيل بان ايران النووية هي "حقيقة لا تنكر" لكن هناك دولة لا ترضى بالحمى بل تطالب بابعد منها اي الموت : الا و هي العربية السعودية.

ان الرياض تعتبر نفسها اكبر الخاسرين من اي اتفاق بين ايران و 1+5 وبذلت خلال الاعوام الاخيرة جهودا واسعة لحث وتحفيز الغرب على مهاجمة ايران عسكريا.

ووفقا للمالوف والمعتاد فانه يجب سماع صوت السعوديين من قناة "العربية". وقد بثت هذه القناة اخيرا اخبارا من ان "مجاهدي خلق ايران" قد كشفوا في تقرير من ست صفحات بان نحو 60 مهندسا بارزا يعملون في 11 مؤسسة تحت اشراف وزارة الدفاع الايرانية بصورة سرية لانجاز ابحاث في مجال تصنيع السلاح الذري.

وطبيعي ان يسعى "المنافقون" لتكرار سيناريو عام 2002 حسب زعمهم من خلال بث هكذا اخبار لكن لماذا تقدم "العربية" في هذه الحقبة الزمنية على بث هذه الاخبار، هو تساؤل ان اردنا الرد عليه فانه يجب الالتفات الى القلق البالغ الذي ينتاب السعودية.

ان السعودية وفضلا عن ان شانها شان الصهاينة لا تريد ان تخرج طهران من الزاوية وان تتواصل الضغوطات على الحكومة والشعب في ايران لتتخلى طهران عن برنامجها النووي بشكل كامل، لديها قلق كبير اخر. فالرياض تعرف ان الملف النووي من وجهة نظر طهران وواشنطن لا ينطوي بشكل بحت على القلق الغربي من البرنامج النووي الايراني وانه تحت هذا الملف هناك ملفات مهمة اخرى مثل ملف امن الطاقة وعدة ملفات اقليمية اخرى، اذ ان اي اتفاق على الملف النووي سيفسح المجال امام اجراء محادثات بشان الملفات التحتية الاخرى.

ان هذه المحادثات تعني بالنسبة للرياض لعب فيلين في المنطقة العشبية بالشرق الاوسط ، اللعبة التي قد تفضي الى سحق العظاءات والسحليات.

ولهذا السبب فان السعودية لا تقنع بالضغوطات والعقوبات الاقتصادية على ايران حكومة وشعبا بل تبذل جهودا حثيثة ليوضع في النهاية الخيار العسكري للتعاطي مع الملف النووي الايراني على جدول اعمال الغرب ، الخيار الذي لا يخدم لالف سبب وسبب مصالح الغرب في ظل الظروف الحالية.

ان هذه المحاولات تبرهن مرة اخرى بان العربية السعودية قد تجاوزت لمدة طويلة حدود المنافسة وتحولت الى عدو لايران.

ويجب الانتظار ما اذا كانت محادثات بغداد ستعطي ثمارها ام لا وكيف سيتم تطبيق الاتفاقات المحتملة ، لان هكذا محادثات تنطوي عادة على اي احتمالات. لا يجب توقع حل وتسوية جميع المشاكل بين ايران والغرب بمجرد خروج الوفد الايراني من صالة المحادثات. اننا في بداية الطريق ونامل ان نظهر اكثر قوة في ادامة هذا الطريق ، وعندها سنستحضر في ذاكرتنا اعداءنا الحقيقيين.