رمز الخبر: ۳۱۵۹۲
تأريخ النشر: 10:50 - 27 May 2012
ان اعلنت 1+5 فشل المحادثات رسميا، فان هذا التوقع سيحدث لدى الراي العام الغربي في ظل الاعلام الذي مورس خلال الاعوام الاخيرة من انه حيث فشلت المحادثات الان فانه يجب وضع التهديدات الغربية ضد ايران موضع التنفيذ...
عصر ايران – على الرغم من التوقعات التي ظهرت على مستوى المجتمع في ايران بشان النجاح النهائي لمفاوضات بغداد في اعقاب الاجواء الايجابية التي سادت محادثات اسطنبول، لكن الوفد الايراني ومفاوضي 1+5 غادروا بغداد فيما كان اهم اتفاق توصلوا اليه هو تحديد زمان ومكان الجولة القادمة من المحادثات وهما 18 و 19 حزيران/يونيو في موسكو.

واعتبر سعيد جليلي رئيس الوفد الايراني المشارك في مفاوضات بغداد، هذه المفاوضات بانها مكنت الطرفين من المزيد من التعرف على رؤى احدهما الاخر.

ولم يكن لدى كاثرين اشتون رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ما تقوله سوى تكرار المكررات حين قالت: "نتوقع من ايران اتخاذ خطوات محددة لبناء الثقة. ان الطرفين حريصان على المضي قدما في المفاوضات، رغم ان ثمة خلافات جوهرية، ولهذا السبب فاننا سنواصل المحادثات".

وهذه التصريحات تدلل على ان اجتماع بغداد ، لم يتمخض عن نتيجة محددة ولم يؤثر على مسار البرنامج النووي الايراني.

في حين ان 1+5 كانت قد اتت الى بغداد بنية وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة.

والحقيقة ان مضي الوقت هو لصالح ايران في ملفها النووي، الامر الذي كان كذلك لحد الان وان العدد المحدود من اجهزة الطرد المركزي التجريبية في العقد الماضي، وصل اليوم الى درجة من الكم والكيف بحيث تنجز التخصيب بنسبة 20 بالمائة كما استطاعت ايران انتاج القضيب النووي.

لذلك فان نظرنا الى المحادثات بنظرة نووية بحتة، فان ايران ستكون الفائز في اجتماع بغداد لانها كسبت الوقت من دون ان تقدم تنازلات.

وطبعا يجب القول بان 1+5 لا سبيل امامها – في الظروف الحالية – سوى التماشي الزمني مع ايران ، لان الامر لا يحتمل اكثر من ثلاث حالات:

1- ان اعلنت 1+5 فشل المحادثات رسميا، فان هذا التوقع سيحدث لدى الراي العام الغربي في ظل الاعلام الذي مورس خلال الاعوام الاخيرة من انه حيث فشلت المحادثات الان فانه يجب وضع التهديدات الغربية ضد ايران موضع التنفيذ. لكن الظروف الدولية والاقتصادية الحالية، لا تسمح بتاتا باعتماد خيار القوة (في الظروف الراهنة على الاقل).

2- والحالة الثانية هي ان يتراجع احد الطرفين ويهزم امام الاخر. في حين ان الطرفين لم يحيدا لحد الان عن مطالبهما ومواقفهما الرسمية. لذلك فان هذا الخيار، غير عملي هو الاخر في الوقت الحاضر.

3- ان الجمع بين الحالتين انفتي الذكر يساوي "تعليق الموضوع النووي الايراني" اي انه ليس في مصلحة الغرب ان يعلن فشل المفاوضات لكي لا يتسبب ب "توقع" التعامل بالقوة ولا يمكنه الاعلان عن ان المحادثات حققت النتائج المرجوة. لذلك على النقيض من رغبته الباطنية، فانه سيكون راضيا بان يسير وراء الملف النووي الايراني من جنيف الى اسطنبول ومن هناك الى بغداد ومن ثم يتهيا للسفر الى موسكو وليس واضحا ماذا سيكون التالي.

ومع الوقت، فان ايران ستكتسب بطبيعة الحال مزيدا من القدرات النووية وسيكون بوسعها التحدث من موقع افضل من "مفاوضات" الى "مفاوضات" وهذا ملائم للنتيجة النهائية للطرفين اللذين يجب "ان يقدما تنازلات ويحصلا على تنازلات".