رمز الخبر: ۳۱۶۳۷
تأريخ النشر: 13:50 - 06 June 2012
واولى دواعي القلق لدى اسرائيل هي التحديات الامنية التي قد تتسبب هذه التطورات لها. وهذا القلق اشتد عندما سقط مبارك في مصر وتحول الغاء معاهدة كامب ديفيد الى احد المطالب الرئيسية للشعب المصري.
عصر ايران – ان سقوط بن علي في تونس لم يقلق السعوديين فقط بل دق ناقوس الخطر في فلسطين المحتلة ايضا.

وان كان السعوديون قلقون بان دومينو الاحتجاجات ستطالهم في النهاية وتؤدي بحياة هذه الاسرة وتزيحهم عن عرشهم، فان الصهاينة يملكون هواجسهم وقلقهم الخاص بهم ايضا. ان هذا القلق دفع اسرائيل وعلى النقيص من صمتها الظاهر، الى القيام بتخطيط واسع للتصدي لاحتجاجات الشرق الاوسط.

واولى دواعي القلق لدى اسرائيل هي التحديات الامنية التي قد تتسبب هذه التطورات لها. وهذا القلق اشتد عندما سقط مبارك في مصر وتحول الغاء معاهدة كامب ديفيد الى احد المطالب الرئيسية للشعب المصري.

ان هذه الصدمة كانت عنيفة لدرجة ان الجنرال افيف كوخافي قائد استخبارات الجيش الاسرائيلي وصم في الكنيست الاسرائيلي بعدم الكفاءة لانه لم يستطع التكهن بسقوط مبارك.

ولذلك فقد اقدم الجيش الاسرائيلي على تجديد بنية وحداته الحربية على الحدود مع مصر والتي كانت قد حلت تقريبا بعد معاهدة كامب ديفيد.




وتحولت صحراء سيناء بسرعة الى احد مواقع التدهور الامني وشنت هجمات متعددة من قبل مجموعات غير معروفة على اهداف اسرائيلية.

ان الاستهدافات المتتالية لخط انابيب الغاز بين مصر واسرائيل وكذلك عدة هجمات صاروخية على ميناء ايلات شكلت اولى اشارات بدء التدهور الامني على الجبهة الجنوبية لاسرائيل.

وعلى الرغم من ان المجلس العسكري المصري يرى انه ملتزم تجاه معاهدة كامب ديفيد وقد يكون قدم لللبيت الابيض التعهدات اللازمة بشان امن اسرائيل قبل تسلمه السلطة في مصر، لكن هذه التعهدات لم تحل دون اندلاع ازمة في العلاقات بين مصر واسرائيل.

ان مهاجمة الشعب المصري للسفارة الاسرائيلية في القاهرة يمكن اعتبارها اول علامة على بدء الازمة التي كان نتيجتها الطبيعية وقف تصدير الغاز المصري الى اسرائيل.

وفي ظل طبيعة الكيان الصهيوني فانه كان من الطبيعي الا يقف هذا الكيان موقف المتفرج قبال هذه التطورات.

والهدف الاول الذي يتابعه الكيان الصهيوني هو زرع الياس لدى الشعب المصري من الثورة. وبسبب معرفة اسرائيل بالوضع في مصر، كان متوقعا ان يؤدي عدم الاستقرار الداخلي الى ايجاد الشك والترديد لدى شريحة واسعة من الشعب المصري تجاه نتائج الثورة ومن ان التدهور الامني هذا سيستمر ما لم تتول حكومة في القاهرة تتعهد بامن اسرائيل.

وبذلك لا يجب الاستغراب من نتائج الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية وحذف جميع المترشحين المنتمين للتيارات الرئيسية للثورة.

ان نجاح احمد شفيق قد يكون النتيجة الطبيعية للظروف السائدة في مصر وطبيعي ان تتمنى اسرائيل بان يدخل "مبارك رقم اثنين" القصر الرئاسي في القاهرة.

والقلق الاسرائيلي الرئيسي الثاني هو تقلص مساحته الاستراتيجية في المنطقة.

وعلى الرغم من ان اي بلد عربي ماعدا مصر والاردن لا يقيم علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، لكن معظم الانظمة العربية المحافظة تقيم في السر علاقات ودية مع اسرائيل.

ان اسرائيل تخشى من ان سقوط هذه الانظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وغموض الانظمة التي حلت محلها، يتسببا بتقليص نفوذها الامني والسياسي لحساب اعدائها.

ان المحاولات التي يبذلها الكيان الصهيوني للحفاظ على الانظمة العربية المحافظة تمشيا مع العربية السعودية، يمكن اعتبارها خطوة اسرائيل الاولى في اطار مواجهة هذه التهديدات الاستراتيجية.

والسياسة الثانية التي تتبعها اسرائيل فيما يخص التطورات العربية تتمثل في العمل على الاتيان بحكومات تكون ملتزمة بامن اسرائيل والا تتحرك نحو ايران بالتحديد.

والسياسة الثالثة التي تنتهجها اسرائيل لمواجهة تقلص مساحة نفوذها الاستراتيجي هي الانضمام الى الائتلاف العربي – التركي المعادي لسورية.

ان مواقف السلطات الصهيونية تظهر بان اسرائيل بصدد الاطاحة ببشار الاسد في سورية لكي تتمكن من خلال ذلك القضاء على ائتلاف المقاومة في المنطقة.

ان بعض اعضاء المجلس الوطني السوري في اسطنبول مثل بسمة قضماني الناطق باسم المجلس يقيمون علاقات وثيقة مع اسرائيل وطبيعي ان يكون هذا المجلس المدعوم من الغرب ودول مثل السعودية وقطر وتركيا، ملتزما بامن اسرائيل.

وطبيعي ان يحاول الصهاينة ومعهم اصدقاؤهم في السر والعلن ادارة هذه التطورات لكي لا يشكل ما يخرج في النهاية من باطنها ما يهددهم.

وشكل الانظمة البديلة يحل في المركز الثاني من حيث الاهمية. ورغم ان اسرائيل لا تميل كثيرا الى تولي الاسلاميين السلطة، لكن ما يهمها في مطلق الاحوال هو ضمان امنها.

ونظرا الى العداء المتبادل بين اسرائيل والمواطنين العرب يجب القول انه ان نجح هذا الكيان في وضع مشاريعه وخططه موضع التطبيق، فانه يجب بعد هذا الربيع انتظار بدء خريف في الدول العربية.