رمز الخبر: ۳۱۶۴۰
تأريخ النشر: 11:49 - 09 June 2012
ان صحة هذه الحقائق تاكدت اكثر عندما اكد موقع " syriatruth.org" الالكتروني التابع لتنسيقيات المعارضة السورية (المعارضة غير المسلحة في سورية والتي تختلف عن المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له) المعلومات
عصر ايران؛ علي قادري – لن ينسى سكان سهل الحولة في قلب سورية ابدا الجمعة السوداء في 25 ايار/مايو. وقد بثت وسائل الاعلام نبا المذبحة التي ارتكبت ضد اهالي هذه المنطقة وراح ضحيتها عشرات القتلى ووجهت اصابع الاتهام بسرعة نحو النظام السوري.

وذكر المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، ان عشرات المدنيين في الحولة من اتباع الطائفة السنية قد قتلوا جراء الهجمات التي شنها الجيش السوري بمدافع الهاون على منطقة الحولة، بينهم 49 طفلا و 30 امراة. الزعم الذي رفضه النظام السوري بقوة وقال ان المجموعات المسلحة هي التي تقف وراء هذه الجريمة المروعة.

وبثت اول صورة عن هذه الحادثة عبر قناة "بي بي سي" نقلا عن صفحات المعارضين السوريين على الفيسبوك. الصورة التي قوبلت على الفور باحتجاج مصورها. فقد اتهم ماركو دي لوفر، المعارضين السوريين وقناة بي بي سي بقلب الحقيقة واعلن بان هذه الصورة تعود الى مقبرة جماعية تتعلق بانتفاضة الشيعة بجنوب العراق عام 1991 تم اكتشافها في 27 مارس 2003 في منطقة النصيب التي تبعد 40 كيلومترا عن بغداد.

ودفع احتجاج دي لوفر قناة "بي بي سي" الى حذف الصورة لكن الجيش السوري الحر اصر على ان هذه الصورة متعلقة بمذبحة الحولة.

لكن الضجة حول صورة دي لوفر لا تشطب الحقيقة المرة المتمثلة بقتل الاطفال والنساء في الحولة. الجريمة التي يمكن ان نعتبر مرتكبيها اكبر العقبات الرئيسية التي تعترض انهاء الازمة السورية وتحقق المطالب العادلة للشعب السوري. لذلك فانه ومع الكشف عن طبيعة هذه الجريمة النكراء يمكن الوصول الى الطبيعة الرئيسية للازمة في سوريا، النظام الحاكم ام المعارضين المسلحين التابعين للمجلس الوطني المعارض؟

وبعد التقرير الاولي للمراقبين الدوليين في سورية والذي ذكروا فيه بان معظم ضحايا جريمة الحولة قد قتلوا من جراء تعرضهم لاطلاق النار من قرب، اعلن روبرت كولويل المتحدث باسم اللجنة العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بان هذه الحادثة تسببت بمقتل 108 اشخاص قتل عشرون منهم فقط من جراء الهجوم بمدافع الهاون فيما قتل الاخرون من جراء الاعدام الجماعي الذي نفذته المليشيات العلوية التابعة للحكومة.

وفي ظل الضغوط الغربية والدعوة التي وجهها وزير الخارجية الاماراتي بوصفه الرئيس الدوري لوزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي الى مجلس الامن الدولي لعقد اجتماع طارئ، فقد وفر هذا التقرير الاولي اساسا لقرار مجلس الامن حول مجزرة الحولة ، وبعدها بدات موجة واسعة من الضغوطات والتهديدات الدولية ضد دمشق. وقامت بعض الدول بما فيها فرنسا وتركيا واليابان بطرد السفراء السوريين واستدعاء سفرائها من دمشق فيما هدد رئيس الاركان المشتركة للجيوش الامريكية مرة اخرى بتدخل عسكري في سورية، التهديدات التي قوبلت برد سريع من روسيا والصين وايران.

ومنذ الاعلان عن هذه الحادثة المؤلمة ، تسببت تداعياتها الطائفية والمذهبية بموجة من القلق في داخل سورية وخارجها ودفعت الكثير الى القول بان سورية في طريقها الى حرب داخلية ذات طابع طائفي ومذهبي.

ويقال انه بعد 72 ساعة من وقوع هذا الحادث، هجرت مئات الاسر العلوية في دمشق وحدها منازلها وديارها خوفا من المجموعات المسلحة التابعة للجيش السوري الحر وتوجهت نحو المناطق الساحلية التي يقطنها العلويون.

وهددت كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر بقيادة عبد الرزاق طلاس بانها ستثار لدماء اطفال الحولة من بشار الاسد. وبعد هذه التهديدات هاجمت هذه الكتيبة قلعة حمص واضرمت فيها النيران، وبذلك تم خرق وقف النار الرسمي بين الجيش السوري والجيش الحر في اطار خطة عنان.

ومع الاعلان بان عبد الله مشلب احد اعضاء مجلس الشعب السوري والذي كان قد انتخب اخيرا في الانتخابات البرلمانية، كان من بين الذين اعدموا في مذبحة الحولة، ازدادت الشكوك حول دور الجيش السوري الحر في ارتكاب هذا الحادث.

وكشفت المقابلة التي اجراها احد الناجين من هذه الجريمة مع قناة " ANNA" المزيد من الحقائق حول الجمعة السوداء في الحولة. الحقائق التي كشفت عن ان الضحايا المدنيين كانوا جميعا من الطائفة الشيعية. ونظرا الى قلق الاقليات الدينية والطائفية (بما فيها الشيعة) من سقوط نظام الحكم في سورية وتولي حكومة سلفية السلطة، فان اغلبية هذه الاقليات تدعم نظام الحكم في سورية.

ان صحة هذه الحقائق تاكدت اكثر عندما اكد موقع " syriatruth.org" الالكتروني التابع لتنسيقيات المعارضة السورية (المعارضة غير المسلحة في سورية والتي تختلف عن المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له) المعلومات
التي وردت في هذه المقابلة:

"لقد بدات الحادثة بعد صلاة الجمعة، عندما هاجمت مجموعة من المسلحين بقيادة نضال بكورية ، قاعدة للجيش السوري على التلة المطلة على القرية وقتل خلالها 25 من ميليشيا هذه المجموعة.


وبعد وصول تعزيزات من الجيش السوري الحر عند الساعة 3:30 من بعد الظهر، سقطت هذه التلة وقتل جميع جنودها بشكل فجيع.

وبعد احتلال القاعدة، وقعت هذه الجريمة المروعة. وماعدا عبد الله مشلب، وزوجته وابنائه، تم اعدام جميع افراد اسر ال السيد وال عبد الرزاق، بينهم 20 طفلا من ال السيد و 10 اطفال من ال عبد الرزاق على يد المجموعة السلفية المسلحة.

وبذلك تم جمع جثث الذين اعدموا وجثث المسلحين الذين قتلوا خلال الاشتباك مع الجيش السوري ووضعت في مسجد القرية وارسلت صور منها على الفور الى قناة "الجزيرة".

ومزيدا من المعلومات عن هذه الحادثة، موجودة على الرابط التالي للموقع الالكتروني للمعارضة السورية:
http://www.syriatruth.org/news/tabid/93/Article/7474/Default.aspx

والطريف ان التقرير الذي نشرته لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الحكومة السورية يوم الخميس، لم يسم طائفة الضحايا الرئيسيين لهذه الجريمة وذكر فقط بانهم من الاسر الموالية للحكومة، الامر الذي يمكن اعتباره تحسس نظام الحكم تجاه عدم تصعيد الحساسيات الطائفية والمذهبية ازاء هذه الجريمة النكراء.

ان اتضاح هذه الحقيقة المرة من ان الضحايا المدنيين لهذه الكارثة كانوا جميعا من الشيعة لا يعني ان الامر كان سيختتلف ان كان هؤلاء الضحايا من الطائفة السنية او العلوية. ان سورية تمر بظروف عصيبة. وان وقعت سورية بنسيجها الطائفي والسكاني في شرك حرب طائفية ومذهبية، فان هذه الحرب ستتجاوز الحدود السورية وستصل الى لبنان وتركيا والعراق وستحدث حينها "كارثة انسانية".