رمز الخبر: ۳۱۶۴۱
تأريخ النشر: 14:49 - 10 June 2012
من جهة اخرى ، فان تسليم المانيا بوصفها احد اعضاء مجموعة 1+5 لغواصة نووية الى اسرائيل ، يشكل رسالة سافرة الى ايران من ان الغرب غير ملتزم بالاتفاقات المبدئية التي تم التوصل اليها خلال مفاوضات اسطنبول وبغداد.
عصر ايران ؛ علي قادري – "وجه جليلي تنبيها الى اشتون"، هذا الخبر بثته قبل ايام وسائل الاعلام الايرانية. الخبر الذي يظهر بان مجموعة 1+5 تماطل في عقد الجلسات التخصصية التي تسبق الجولة الجديدة من المحادثات. وبالاحرى، لا توجد افاق مشجعة للجولة الجديدة من المفاوضات المقررة قريبا في العاصمة الروسية موسكو.

ان تنبيه جليلي الى اشتون وجه في وقت حضر الجنرال بن غانتز قائد هيئة الاركان المشتركة للجيش الاسرائيلي امام لجنة الامن والسياسة الخارجية بالكنيست الاسرائيلي واعلن عن ما سماها "الجهوزية التامة" للجيش الاسرائيلي لمواجهة البرنامج النووي الايراني.

وثمة اخبار عن الجبهة الداخلية لاسرائيل من ان الجيش الاسرائيلي وفي اطار تعزيز جهوزية سكان فلسطين المحتلة، اطلق صبيحة يوم الاربعاء صفارات الانذار في القدس.

من جهة اخرى ، فان تسليم المانيا بوصفها احد اعضاء مجموعة 1+5 لغواصة نووية الى اسرائيل ، يشكل رسالة سافرة الى ايران من ان الغرب غير ملتزم بالاتفاقات المبدئية التي تم التوصل اليها خلال مفاوضات اسطنبول وبغداد.

وفي طهران ، فان هذه المماطلة والتهديدات لا تشكل حدثا جديدا في المفاوضات النووية ويبدو بان الطرف الاخر قد تلقى الرد الايراني تجاه هذه الضغوطات النفسية.

ان احد مكاسب الغرب بعد الجولات العديدة من المفاوضات مع الجانب الايراني هو انه عرف بان قائد الثورة الاسلامية في ايران هو صاحب الكلمة الفصل فيما يخص الملف النووي. وهذه الحقيقة دفعت اطراف المفاوضات الى متابعة مواقف ووجهات نظر القائد بشكل دقيق.

وحذر قائد الثورة مرة اخرى خلال مراسم تكريم الذكرى السنوية لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية، حذر اسرائيل من اي مغامرات ازاء البرنامج النووي الايراني واعلن صراحة بان الهجوم الاسرائيلي سيرتد عليها كالصاعقة.

ويعتبر مائير داغان احد المعارضين الرئيسيين لشن هجوم عسكري على المواقع النووية الايرانية. ان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) يعرف جيدا ماذا تعني هذه الصاعقة. وقال في تصريح حديثا "لا يسال احد ماذا سيحدث بعد خمس دقائق من بدء الغارات الجوية على ايران؟ والجواب ان حربا من العيار الثقيل ستندلع في المنطقة".

ان تصريحات الرئيس السابق للموساد تكتسي اهمية من ناحية ان نعرف بان السلطات الامنية والعسكرية الاسرائيلية تحتل موقعا خاصا في عملية صنع القرار في الكيان الصهيوني، السلطات التي تتمتع بثقلها حتى بعد مرحلة التقاعد. كما ان الراي العام الاسرائيلي يعتبر داغان احد اقوى مدراء تاريخ الموساد ويتابع تصريحاته بدقة.

ويستبعد ان تكون لبن غانتز وجهة نظر مختلفة عن داغان. والقائد الحالي للجيش الاسرائيلي هو مساعد الجنرال غابي اشنازي القائد السابق للجيش الاسرائيلي الذي يعد هو الاخر احد المعارضين الجادين لدخول الجيش الاسرائيلي في مواجهة عسكرية مع ايران، وطبيعي ان يكون بن غانتز قد ادرك اسباب هذه المعارضة.

ومع ذلك فهناك تصور يتسم بالدقة في طهران وهو ان اي اجراء عسكري اسرائيلي ضد المنشات النووية الايرانية لابد وان يتلقى ضوء اخضر من الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الامريكية ، الضوء الذي يسعى الغرب لاظهار ان لونه يتراوح بين الاصفر والاخضر.

وفي حالة كهذه لا يجب اخذ الاستنتاجات الامنية والعسكرية الصهيونية بعدم اعتماد الخيار العسكري على محمل الجد فحسب بل يجب التحلي بالوعي التام لان اسرائيل بوصفها الذراع العسكرية للغرب في الشرق الاوسط ، ستطبق اي قرار يتخذ في واشنطن بحذافيره.

ونلقى مرة اخرى نظرة على نتائج هكذا خيار غير مدروس. ان رد طهران على هذا الاجراء سيكون مدمرا واذا تصور الغرب بان ايران ستكون بمفردها في هذه المواجهة التاريخية فانه يكون قد وقع في خطا فظيع ، لانه كما توقع داغان ، فان كل المنطقة ستدخل في حرب كبيرة بعد خمس دقائق من تنفيذ هذا الخيار ، الحرب التي اعدت سيناريوهاتها منذ فترة طويلة.

وان كانت نتيجة البدء في هذه الحرب هي خسارة – خسارة لايران والغرب ، فانه يجب اشراك اسرائيل في هكذا خسارة.

وان ظنت سلطات الكيان الصهيوني بان بشار الاسد سيكون عاجزا عن التجاوب مع ايران بسبب الاضطرابات في سورية فانها تكون قد ارتكبت خطا فظيعا لان الجبهة الشمالية للكيان الصهيوني ستصبح فعالة بسرعة مع اقلاع اول مقاتلة اسرائيلية باتجاه ايران.

وعلى الرغم من ان ايران لن تحرض ابدا حزب الله على ابداء ردة فعل لكنه وحسبما تفيد المصادر المطلعة ، فان قرارا واضحا اتخذ في مجلس قيادة المقاومة الاسلامية: اذا ما هاجمت اسرائيل، ايران فان حزب الله سيدخل الحرب دعما لايران. وهذا الاجراء يجب اعتباره المرحلة الاولى لبدء الحرب الاقليمية.

وان تركز الرد الايراني على الهجوم العسكري الاسرائيلي بشكل رئيسي على المراكز النووية الاسرائيلية ، فان نتائج دخول حزب الله على الخط ، ستطال جميع فلسطين المحتلة وبذلك فان اسرائيل ستخوض حربا لا تشبه ابدا حروبها السابقة.

والرؤية الاخرى السائدة هي ان هدف الغرب من ارباك مناخ المفاوضات ، ليس اعتماد الخيار العسكري ولا الحرب النفسية بل الهدف يكمن في اعادة ترتيب الاوراق على الطاولة.

ويسود هذا التصور العواصم الغربية بان التطورات في المنطقة كانت لصالحها بعد مفاوضات بغداد ، لذلك فانه يجب اعادة ترتيب اوراق اللعب ، لاسيما وان الغرب يحاول ايجاد ظروف جديدة في ملفاته مع ايران وروسيا بعد دخول بوتين الكرملين مجددا.

واذا كانت هذه الرؤية صائبة يجب الاقرار بان لا خيار امام ايران سوى تفعيل بعض اوراقها الاقليمية. وليس من الضروري طبعا ان يتم هذا الاجراء مصحوبا بصوت عال ، بل المهم ان ينتبه الطرف الاخر الى ان اعادة ترتيب الاوراق لن يحصل بالضرورة وفق رغبته.