رمز الخبر: ۳۱۶۶۳
تأريخ النشر: 12:53 - 16 June 2012
وفي الوقت الحاضر يبدو ان افكار عصر الجاهلية مازالت تستحوذ على عقليات بعض هؤلاء حتى وان اطلقوا على انفسهم اسم "المثقف" بحيث انهم يقللون من شان الدين الاسلامي الحنيف ويجعلونه بمستوى دين عربي وينظرون اليه بهذه النظرة الضيقة.
عصر ایران – خصص مثقف بحريني القسم الرئيسي من كلمة القاها امام المؤتمر الامني في المنامة لمهاجمة ايران.

وزعم انور عبد الرحمن رئيس تحرير صحيفة "اخبار الخليج" في كلمته امام المؤتمر الامني في البحرين ان الايرانيين يتنكرون لجذور الثقافة العربية في تاريخهم وادعى بان الايرانيين مصابون ب"العمى" تجاه الفوائد التي حصلوا عليها من الثقافة العربية.

وفيما يركز على الجذور العربية للدين الاسلامي الحنيف فان تعاليم هذا الدين الحنيف لها جذور الهية وان بعثة النبي محمد (ص) بين العرب في عصر الجاهلية جاءت بسبب انه ان كان قد بعث نبي من قوم اخر فان التعصب العربي في تلك الحقبة كان سيحول دون اعتناقهم الاسلام (الاعراب اشد كفرا ونفاقا – سورة التوبة ، الاية 97). في حين ان سائر الشعوب والقوميات في العالم كانت متحررة من مثل هذه التعصبات الجاهلة وكانت جاهزة لقبول الدين الالهي بمناى عن العصبيات الجاهلية.

وفي الوقت الحاضر يبدو ان افكار عصر الجاهلية مازالت تستحوذ على عقليات بعض هؤلاء حتى وان اطلقوا على انفسهم اسم "المثقف" بحيث انهم يقللون من شان الدين الاسلامي الحنيف ويجعلونه بمستوى دين عربي وينظرون اليه بهذه النظرة الضيقة.

وفيما يطلق عبد الرحمن المزاعم حول اللغة العربية فان القرائن والشواهد التاريخية الدامغة تقول بان الايرانيين هم الذين جمعوا وصاغوا قواعد اللغة العربية وان العرب وحتى قبل ان يعتنق الايرانيون ، الاسلام، لم يكونوا يملكون اساسا قواعد اللغة وان هذا البحريني يتكلم ويكتب الان على اساس تلك القواعد التي صاغها الايرانيون.

وهذا الكاتب البحريني اصيب بسوء الفهم فيما يخص زعمه بان "الايرانيين جنوا منافع من الثقافة العربية" ويحاول ترضية العرب على نفقة الاسلام. فان كان الايرانيون جنوا فائدة ونفعا، فانهم جنوه من الاسلام لا من الثقافة العربية التي كانت الى ما قبل الاسلام غارقة في جاهلية ارهاصاتها وأد البنات وعبادة الاصنام لكن في تلك الحقبة كانت النساء تتمتعن بمكانتهن في ايران وكان ابناء ايران كلهم موحدين.

ان الايرانيين كانوا طوال التاريخ على صلة متبادلة مع الاسلام فحسب لا مع العرب لكونهم مجرد عربا او بسبب ثقافتهم العربية.

وفي الحقبة المعاصرة ، كان الايرانيون هم الذين دفعوا اثمانا من اجل القضايا العربية، ففيما سار القادة العرب على طريق خيانة القضية الاسلامية – العربية ، فلسطين فان الايرانيين ومن خلال مواكبتهم ومسايرتهم للشعوب العربية المسلمة احيوا القضية الفلسطينية وبثوا الروح والزخم في جسم المقاومة.

ويشير هذا المثقف البحريني في تصريحاته الى تاريخ ايران العريق ويزعم بان مساهمة ايران ما قبل الاسلام في انتاج العلم والطب وسائر العلوم كانت بمستوى الصفر وذلك بسبب احتكار العلم والتعلم على الطبقة الاريستوقراطية.

واضاف : لكن ومع دخول الاسلام الى ايران وتمتع جميع ابناء شعبها بحق التعلم، فان ايران قدمت علماء كبارا بمن فيهم ابن سينا والفارابي والخوارزمي والرازي الى عالم العلم والمعرفة.

ولم يتطرق الى سبب عدم تقديم الدول العربية سواء قبل الاسلام او بعده لعلماء مثل العلماء الايرانيين ومازالت مساهمة الدول العربية في انتاج العلم في العالم بمستوى الصفر.

ويبدو ان من الافضل لهذا المثقف البحريني ان يراجع افكاره وتوجهاته التي ورثها من عصر الجاهلية بدلا من الدخول في مواجهة مع تاريخ الكبار والاختفاء خلف الاسلام وعليه ان يعلم بان اطلاق السباب والشتائم ضد الثقافات الكبرى والتاريخية قد يجلب له الشهرة الا ان هذه الشهرة لن تكون رديفا لحسن الصيت والسيرة وحسبما يقول الشاعر الايراني الشهير سعدي الشيرازي "لن يعتبره اصحاب الحكمة والصحافة، كبيرا ان اساء وتهكم على العظماء والكبار"