رمز الخبر: ۳۱۷۰۳
تأريخ النشر: 14:00 - 28 June 2012
ان الاخوان يعرفون جيدا بان التحديات التي تمر بها مصر اكبر بكثير من وزنهم وانهم ومن اجل تجاوز هذه المرحلة الحساسة لا سبيل امامهم سوى اشراك الاخرين وتقسيم كعكة الثورة معهم، حتى وان كانوا على خلاف جاد معهم.
عصر ايران ؛ علي قادري – شدد محمد مرسي في اول خطاب تلفزيوني له بوصفه رئيسا لمصر، على اربعة محاور عامة.
 
1-      اشاد بشهداء ثورة 25 يناير واسرهم وسعى لطمانة الاحزاب والشخصيات والجمهور الثوري بان محمد مرسي متعلق بجبهة الثورة وسيبذل قصارى جهده من اجل تحقيق اهداف الثورة.
 
 
2-      اكد الرئيس المصري المنتخب على المصالحة الوطنية بين جميع اطياف الشعب المصري والمؤسسات القانونية بما فيها الجيش والشرطة والجهاز القضائي واعتبر ان السبيل الوحيد للتغلب على التحديات التي تمر بها مصر، هو التمسك ب "الوحدة الوطنية".
 
3-      واشار مرسي الى تعهداته في مجل الشراكة الوطنية في ادارة شؤون البلاد بعد الثورة ولوح بعدم الاستئثار والتفرد بالسلطة من قبل الاخوان المسلمين في ادارة شؤون البلاد. وذهب مرسى الى ابعد من ذلك حينما قال انه ان لم يلتزم بتعهداته فلا طاعة للشعب له كرئيس لمصر.
 
4-      وشدد الرئيس المصري المنتخب على الالتزام بالاتفاقات والتعهدات الدولية من جهة واقامة توازن في العلاقات مع القوى الاقليمية والدولية من جهة اخرى وقال ان مصر تحت رئاسة محمد مرسي ستعود لتتبوأ مكانتها التاريخية.
 
ويمكن بسط الاطار العام الذي قدمه محمد مرسي في هذا الخطاب وفي ضوء الظروف الداخلية والخارجية لمصر كالتالي:
 
أ‌)        مصير الثورة المصرية مرتبط بحل معادلة الاخوان – الجيش
 
على الرغم من انه وقبل سقوط مبارك لم يكن يخطر على بال اكثر المحللين السياسيين تفاؤلا بان اخوانيا سيتولى يوما ما، زمام الامور في مصر، لكن يجب الانتباه الى ان زمام هذه الامور هش للغاية. والحقيقة ان الجدل التاريخي بين الاخوان المسلمين والجيش مازال مستمرا وطالما ان محمد مرسي وحلفاءه الثوريين لا يستطيعون تجاوز هذا الحاجز، فان المجلس العسكري سيبقى المتحكم بالتطورات في مصر، وان جنرالات هذا المجلس سيضطلعون بالدور بوصفهم الحكام الحقيقيين لاهم دولة عربية.
 
 
ب‌)    المصالحة الوطنية هي اصعب تحد يواجه الثورة المصرية
 
واعلن الرئيس المصري المنتخب انه لا يعترف بالاعلان الدستوري المكمل الذي يمنح صلاحيات واسعة للمجلس العسكري وانه سيؤدي اليمين الدستورية فقط امام البرلمان الذي حل على يد هذا المجلس. وهذا اول تحد داخلي لمحمد مرسي وحتى ان افترضنا بان الرئيس المصري المنتخب يستطيع من خلال مصالحة سياسية مع الجيش الحصول على صلاحيات مقبولة كرئيس للجمهورية، فانه سيواجه لفترة طويلة اخرى تحديات عصيبة. ان مصر ما بعد الثورة تواجه ازمة اقتصادية كبيرة وان الارقام تشير الى ان الحكومة تواجه عجزا ضخما في الموازنة.
 
ج) كعكة الثورة ستقسم
 
ان تاريخ اخوان المسلمين في مصر يظهر بان هذا التيار الاسلامي تصرف ببراغماتية في التعاطي مع التطورات السياسية. لذلك فانه ليس مستبعدا التوصل الى اتفاق مع التيارات السياسية الليبرالية لادارة شؤون البلاد حيث اعلن قبل ا يام عن توافقات حصلت بين محمد مرسي وبعض هذه المجموعات ومحورها محمد البرادعي.
 
ان الاخوان يعرفون جيدا بان التحديات التي تمر بها مصر اكبر بكثير من وزنهم وانهم ومن اجل تجاوز هذه المرحلة الحساسة لا سبيل امامهم سوى اشراك الاخرين وتقسيم كعكة الثورة معهم، حتى وان كانوا على خلاف جاد معهم.
 
وطبعا فان بعض الاحزاب والشخصيات الثورية مثل حزب الكرامة (ناصريون) وبالتحديد حمدين صباحي اعلنوا انهم لن يشاركوا في حكومة محورها اخوان المسلمين، وسيعملون كمحور ثالث في التطورات المستقبلية لمصر.
 
د) الانفتاح في السياسة الخارجية
 
ان محمد مرسي سعى جاهدا لايصال هذه الرسالة الى العالم الخارج بان مصر تحت رئاسته ستضطلع بدور مستقل ونشط في الشرق الاوسط وشمال افريقيا رغم التزامه بمعاهدة السلام مع اسرائيل. ان الرئيس المصري المنتخب يعرف جيدا انه من اجل النجاح على الصعيد الداخلي لابد له بالناي بمصر عن التوترات الخارجية. وهذا يعني ان مصر لن تنضم في المستقبل القريب الى اي من المحاور الاقليمية وستسعى الا تحشر نفسها قدر الامكان في الجدل بين ايران والسعودية.
 
 
وطبيعي ان يتخذ محمد مرسي ونظرا الى طبيعته الاخوانية، موقفا متشددا من سورية، لكنه لن يقف على الارجح بجانب السعودية  وقطر وتركيا التي تدعم الميليشيات المسلحة.
 
ومع ذلك فان موقف مصر تحت رئاسة رئيس اخواني من القضية الفلسطينية وبالتحديد حماس التي تعد ابن الاخوان المسلمين، سيشكل اختبارا جادا لمحمد مرسي ومن يشاطرونه الراي. وعلى الرغم من ان كفة حماس في مقابل فتح والسلطة الفلسطينية ستكون اثقل بعد فوز مرسي، لكن مصر مرسي لن تقف ابدا بوجه السعودية.
 
وفيما يخص العلاقات بين مصر واسرائيل يتوقع ان يستمر السلام البارد الذي حدث بعد سقوط مبارك بين الجانبين. والى اي مدى سيتقدم الاخوان المسلمون في دعم حماس في ظل التزامهم بمعاهدة كامب ديفيد وطبعا القبول بمشروعية اسرائيل، او الى اي مدى ستذهب مصر تحت رئاسة اخواني في مواصلة الحصار على غزة، هي تساؤلات جادة تطرح نفسها في اختبار تعهد الاخوان المسلمين تجاه الملف الفلسطيني.
 
واما ايران ومصر!
 
الحقيقة ان عودة مصر الى الخريطة السياسية للمنطقة بوصفها قوة اقليمية ، هي لصالح ايران. وفي الوقت نفسه فان من الخطا تماما توقع ايجاد علاقة متينة بين طهرن والقاهرة في المستقبل المنظور. فاضافة الى الضغوطات الاقليمية والدولية التي تمارس لمنع تعزيز العلاقات بين ايران ومصر، فان هناك في الداخل المصري مجموعات سلفية تعتبر كعامل ردع في هذا الخصوص. ومن جهة اخرى فان ثمة ملفات بين الطرفين يستغرق حلها وقتا لذلك ليس من الجائز التعجل في هذا المجال!