رمز الخبر: ۳۱۸۹۵
تأريخ النشر: 17:18 - 25 August 2012
وعلى الرغم من قدم التهديدات التي تطلقها اميركا واسرائيل بشن هجوم عسكري على ايران، لكن الظروف الزمنية والحيثيات المتعلقة بهذه التهديدات تظهر انه كلما راى المنافس ان موقعه يتراجع وينحسر في المنطقة كلما ازدادت وتصاعدت لهجة تهديداته.
عصر ايران – "رقصة الموت" هي ترجمة حرة لصحفي اسرائيلي معروف اختارها لتسمية التهديدات الاخيرة التي اطلقها بنيامين نتانياهو بشان الهجوم العسكري الاسرائيلي على ايران. وكتب "ناهوم بارنا" ان نتانياهو يدعونا من خلال تهديد ايران بشن هجوم عسكري عليها الى "رقصة الموت". وكتب صحيفة "كوريرة دالاسرا" الاسبانية بهذا الشان تقول ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يدعو "مواطنيه" الى رقصة الموت في حين ان العديد من السلطات الاسرائيلية تتردد بشكل جاد ازاء مهاجمة ايران عسكريا.

وعلى الرغم من قدم التهديدات التي تطلقها اميركا واسرائيل بشن هجوم عسكري على ايران، لكن الظروف الزمنية والحيثيات المتعلقة بهذه التهديدات تظهر انه كلما راى المنافس ان موقعه يتراجع وينحسر في المنطقة كلما ازدادت وتصاعدت لهجة تهديداته.

وتزامنا مع ذلك قال ماتان ويلناي المقرر ان يعطي منصبه كوزير للدفاع المدني ل افي ديختر، في تصريحات تظهر خوف وهلع الصهاينة انه "لا مكان للفزع. ان حربنا مع ايران لا تطول اكثر من 30 يوما وسيقتل فيها 500 اسرائيلي فحسب!". وهنا تعلق صحيفة "نيويوركر" الامريكية انه ان كان ماتان ويلناي صائبا في قوله ومن ان اسرائيل تمتلك هكذا قوة عسكرية، فلماذا لم تظهرها في حربي ال33 و 22 يوما؟!

وحول مزاعم وزير الدفاع المدني الاسرائيلي الذي قدر فيها ان الحرب التي قد يشنها كيانه ستتسبب ب 500 قتيل اسرائيلي فقط ، يجب القول ان الصهاينة اصروا هذه المرة وكعادة اسلافهم على "بخس الكيل والميزان"!، لان عدد الصهاينة الغزاة الذين سيصابون بالسكتة القلبية فقط في الساعات الاولى من الهجوم بسبب الفزع الذي سينتابهم من جراء ذلك سيكون اكثر بكثير من 500 قتيل وسيتجاوز على الارجح عدة الاف شخص، لانه كما تؤكد القرائن والشواهد فان هؤلاء القوم اكثر شعوب العالم حرصا على الدنيا وما فيها ويخشون الموت بشدة. لكن عدد القتلى وكما يقول السيد حسن نصر الله سيكون عشرات الالوف من الاسرائيليين على الاقل في الايام الاولى من اندلاع الحرب المحتملة. وحسبما يقول عاموس ناطواع من مؤسسة "تخنيون للعلوم والتكنولوجيا" فان الهجوم الصاروخي الايراني على منطقة حيفا حيث تتواجد فيها منشات البتروكيماويات والكيمياء الحيوية ومصافي النفط والغاز ومخازن الامونياك والهيدروجن والاثيلين سيخلف 70 الف قتيل على اقل تقدير. لذلك يجب القول بان الاسرائيليين يبخسون الكيل والميزان حول عدد قتلاهم.

ويجب التذكير هنا ان المجتمع الاسرائيلي هو "مجتمع فسيفسائي" تربطه مع بعضه البعض حاجتان هما "الامن" و "الملاذ" فحسب ولا رابط اخر بينه وطالما لا يستطيع قادته توفير هاتين الحاجتين له، فان المجتمع الاسرائيلي المزور سيتجه نحو الانهيار.

وحسب التقارير الاعلامية التي تنشرها الصحافة الاسرائيلية بين الفينة والفينة فان الاعوام الاخيرة لاسيما بعد حرب ال33 يوما شهدت القاء ظلال من الشك على قدرات الجيش الاسرائيلي على توفير الامن لسكان فلسطين المحتلة، فان نسبة استقطاب اليهود الجدد من المناطق الاخرى الى فلسطين المحتلة اقتربت الى الصفر وان اتجاه الهجرة نحو فلسطين المحتلة اصبح عكسيا.

ان اميركا تثبت في سجلها العسكري، هزيمتين في افغانستان والعراق فيما اسرائيل هزمت في حرب ال33 و 22 يوما وان هذه الحروب الاربعة وقعت قبل التطورات الاخيرة في المنطقة وبزوع فجر الصحوة الاسلامية فيها. وحسبما يقول مك غارون واليزابث مور من المسؤولين السابقين لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "الا يشاهد الرئيس الامريكي ومستشاروه تطورات الوضع في المنطقة والا يعرفون انه في حال هاجمت اسرائيل، ايران عسكريا، فان اسرائيل ستزول في المرحلة الاولى وستواجه اميركا واوروبا ازمة قاتلة". ولهذا السبب تتحاشى اميركا التدخل عسكريا في سورية بصورة مباشرة وفوضت هذه المهمة الى تركيا والسعودية وقطر لتتدخل بالنيابة عنها.

وعلى الرغم من ان التهديدات الاسرائيلية، هي عمليات نفسية لا اكثر ، لكن ان اتسمت بطابع حقيقي لكنا نجرؤ على القول بان الكيان الصهيوني سيحقق من دون ان يدري او يريد، الحلم القديم للجمهورية الاسلامية الايرانية وجميع الشعوب الاسلامية، لانه كما قال السيد حسن نصر الله في كلمة القاها بمناسبة يوم القدس العالمي ان الهجوم العسكري الصهيوني على ايران، سيضع نهاية لانتظار الجمهورية الاسلامية الايرانية طال 32 عاما في القضاء على اسرائيل، وهذا يشكل فرصة ذهبية ستمنحها تل ابيب لايران بعد 32 عاما من الانتظار.

المصدر : صحیفة کیهان