رمز الخبر: ۳۱۹۶۱
تأريخ النشر: 14:31 - 15 September 2012
نظرا الى ان كندا تخضع لبريطانيا ويعين حاكمها من قبل ملكة بريطانيا وان جميع القرارات المهمة تتخذ من قبل هذا الحاكم فمن الطبيعي ان تكون كندا مستاءة من ايران بسبب اغلاقها السفارة البريطانية في طهران.
عصر ايران – ورد في الاخبار ان الحكومة الكندية اغلقت سفارتها في طهران ومنحت مهلة من خمسة ايام للدبلوماسيين الايرانيين في كندا لمغادرتها الى ايران. وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان صدر بهذه المناسبة ان القضية النووية الايرانية وعدم تطبيق ايران لقرارات مجلس الامن هي من الاسباب التي دفعت كندا الى اتخاذ هكذا قرار. لكن لا هذه الاسباب ولا الدعم الايراني للحكومة السورية لا يمكن ان تشكل سببا عقلانيا لقطع هذه العلاقات. لكن الواضح ان الحكومة الكندية تريد من وراء هكذا اجراءات التصيد في الماء العكر والتودد الى اميركا والكيان الصهيوني.

ويمكن ذكر عدة اسباب باعتبارها الاسباب الرئيسية التي تقف وراء اغلاق كندا سفارتها في طهران وهي:

1- الوضع الاقتصادي المتازم في كندا

ان الازمة الاقتصادية الامريكية بصفة خاصة والازمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم بصفة عامة، القت بظلالها على جارة اميركا الشمالية اي كندا. وفي الوقت الحاضر حيث نشهد سقوط الاسواق بالدول الغربية، فان الاقتصاد الكندي شانه شان الوضع الاقتصادي المزري بباقي الدول الغربية يقف في المنطقة الحمراء اي الركود الاقتصادي. وحسب الخبراء الاقتصاديين فان من المستبعد ان يخرج الغرب من هذه الازمة الخانقة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

2- ردة الفعل تجاه مخرجات قمة طهران لعدم الانحياز

وبداية لابد من الاشارة الى النتائج التي حققتها قمة عدم الانحياز التي استضافتها طهران اخيرا. بما في ذلك الغاء وابطال وافشال التهديدات والعقوبات الرئيسية التي كان يتابعها الاعداء واظهرت القمة بان سياسات امريكا والكيان الصهيوني معزولة بين الدول. كما ان تحليل ايران بشان الحوكمة العالمية وادارة المنظمات الدولية واستخدام الطاقة النووية وقضايا من هذا القبيل هي من الحقائق المقبولة لدى الشعوب والتي ادرجت في البيان الختامي للقمة.

كما اقيمت القمة بامن تام ما اثار حفيظة الغربيين الذين كانوا يروجون بان ايران بلد يعاني من عدم الاستقرار ويفتقد الى الامن.

وعلى الرغم من ان الامم المتحدة تعتبر اكبر محفل دولي لكن حركة عدم الانحياز تعتبر اول منظمة دولية تتخذ قراراتها بطريقة ديمقراطية ويمكن احلال هذه الحركة بتدبير خاص محل الامم المتحدة للقيام باعمال مهمة وتعوض عن الاحتجاج العام على هيكلية الامم المتحدة.

3- الانتقام من اغلاق السفارة البريطانية

نظرا الى ان كندا تخضع لبريطانيا ويعين حاكمها من قبل ملكة بريطانيا وان جميع القرارات المهمة تتخذ من قبل هذا الحاكم فمن الطبيعي ان تكون كندا مستاءة من ايران بسبب اغلاقها السفارة البريطانية في طهران.

وفضلا عن ذلك فان حكومة هاربر المتطرفة لها ماض في معاداة الشعب الايراني وكانت السباقة في فرض عقوبات غير قانونية واحادية على البنك المركزي والبنوك الايرانية كما اقدمت على الاخلال في عمل القنصلية الايرانية في كندا وبذلت محاولات لاغلاق الحسابات المصرفية للمواطنين الايرانييين. ان هذا الاجراء الكندي مؤشر على ان الساسة الكنديين وامتثالا منهم لبعض الدول الغربية وكذلك سياسات الكيان الصهيوني يضحون بمصالح الشعب الكندي من اجل تحقيق مآربهم السياسية.
ويبدو ان هذا الاجراء يشكل اول ردة فعل من جانب اميركا وبريطانيا والغربيين على نجاح قمة عدم الانحياز في طهران المقرر ان تتبلور فيها خطوة عالمية ضد الارهاب والكيان الصهيوني. وكان طبيعيا بالتالي ان تتخذ اميركا والكيان الصهيوني في ظل هذه الظروف اجراء كهذا ضد ايران.