رمز الخبر: ۳۱۹۷۹
تأريخ النشر: 16:36 - 22 September 2012
ورغم ان نطاق احتجاجات المسلمين على هذا الفيلم المسئ لا تقتصر على السلفيين والتكفيريين وانصار القاعدة لكن احد تداعيات هذه الحادثة سيكون بلاشك زيادة قوة وطاقة هذه المجموعة في الجغرافيا العقائدية والسياسية وحتى الامنية في العالم الاسلامي.
عصر ايران ؛ علي قادري – مر اكثر من اسبوع على احتجاجات المسلمين الواسعة في العالم على التطاول على مقام الرسول الاعظم (ص). حادث صادم له ابعاد واسعة وسيترك تداعيات معمقة على العلاقة بين الاسلام والغرب.

فقد كرر "11 سبتمبر 2012"، حادث "11 سبتمبر 2001" مع فارق ان الضحية في هذه المرة كان الاسلام لا الغرب! وان استهدف في ذلك الحين اسامة بن لادن ومجاهديه التكفيريين في عملية اكتنفها ومازال يكتنفها الغموض الاستخباراتي لحد الان، النقطة المركزية لليبرالية الديمقراطية، فان هذه المرة استهدف القس تيري جونز واصحابه الصهيومسيحيون، قلب الاسلام ونبيه الكريم محمد (ص).


11 سپتامبر

11 سبتمبر 2001

بنغازی

القنصلية الامريكية في بنغازي

ومثلما ان استهداف النقطة المركزية للغرب، جعل الغرب بكل خلافاته الداخلية يلتف حول محوره المركزي، فان استهداف قلب الاسلام جعل العالم الاسلامي بكل خلافاته الداخلية يتحد حول محوره المركزي.

لكن اثار هذين الحدثين تختلفان عن بعضهما البعض. فان تسبب حادث 11 سبتمبر 2001 واستهداف برجي التجارة في نيويوك في التفاف الغرب برمته حول محوره السلطوي اي الولايات المتحدة الامريكية الا ان العالم الاسلامي يفتقد الى محورية وحدوية.

قتل سفیر آمریکا

قتل السفير الامريكي في ليبيا

ومع ان 11 سبتمبر 2012 سيصب الزيت على نار الكراهية المتزايدة لامريكا وحلفائها في "العالم الاسلامي" لكنه سيزيد في النهاية من الفوضى الداخلية في ظل الفراغ الناجم عن غياب سلطة اسلامية وبالتالي فان الغرب وسلطته وكالسابق سيستغل هذا الهرج والمرج ليسد نفقاته من خلالها.

فعلى سبيل المثال، على الرغم من ان هذا السيناريو الخطير لم يتمكن من خلال مشاركة عدد من "اقباط المهجر" في الترويج للفيلم المسئ ، من تفجير التصدع القطبي – السلفي في مصر وتشديد الهوة المسيحية – السلفية التي افرزتها تطورات ما يسمى "الربيع العربي" اكثر من هذا، لكن رفع علم القاعدة على السفارة الامريكية وظهور صور بن لادن على جدران هذه السفارة، له دلالاته بلاشك.



علم القاعدة على السفارة الامريكية في القاهرة

ورغم ان نطاق احتجاجات المسلمين على هذا الفيلم المسئ لا تقتصر على السلفيين والتكفيريين وانصار القاعدة لكن احد تداعيات هذه الحادثة سيكون بلاشك زيادة قوة وطاقة هذه المجموعة في الجغرافيا العقائدية والسياسية وحتى الامنية في العالم الاسلامي.


بن لادن


صورة بن لادن خلال الاحتجاجات الاخيرة / واطلق على بن لادن في هذه الصورة اسم "شيخ المجاهدين".

ان بث هذا الفيلم المسئ وردات الفعل الواسعة عليه في العالم الاسلامي احدثت زلزالا غير مسبوق في الجهاز الدبلوماسي الامريكي. الزلزال الذي دمر ما كان قد بناه باراك اوباما في كلمته التي القاها في جامعة القاهرة بعد اشهر من فوزه بالرئاسة الامريكية.

ان قوة هذا الزلزال هي بدرجة قد تدفع حتى الى احداث تغير في الاستراتيجية الامريكية تجاه التطورات العربية للعامين الاخيرين: "كيف يمكن ان يحدث مثل هذا الحادث (قتل السفير الامريكي) في بلد ساعدنا على تحريره؟ وكيف يمكن ان يحدث في مدينة انقذناه من الدمار"؟ وهذه تساؤلات اثارتها وزيرة الخارجية الامريكية ردا على مقتل السفير الامريكي في بنغازي الليبية.

مصر

تظاهرات في مصر


وعلى الرغم من ان "الاخوان المسلمون" في مصر و "النهضة" في تونس يدعمون المصالح العليا للبيت الابيض وانضم الاخوان لاسيما في مصر بتاخر الى التظاهرات الاحتجاجية، لكن الامريكيين سيتوصلون عاجلا أم اجلا الى هذه النتيجة بان الاسلاميين حتى بلون مرسي لا يمكن لهم ان يكونوا شركاء لهم على المدى الطويل، لان الاحتجاجات الاخيرة ضد الامريكيين اظهرت ان النار التي تشتعل ستحرق الاخضر واليابس معا.

وفي سورية ، حيث ان "البديل للنظام الحالي" يتميز بظروف اسوا من ليبيا و "السيادة المطلقة للسلفيين التكفيريين" لذلك يمكن ان يدفع بتحول محتمل في سياسات البيت الابيض.

وفي المحصلة يمكن القول ان 11 سبتمبر 2012 اظهر مرة اخرى الفوارق الاساسية بين الاسلام والليبرالية الديقراطية ليبرهن مرة اخرى بان هذين الاثنين غير متناغمين فحسب بل يتعارضان كثيرا بشكل جاد.

تهران

تجمع احتجاجي امام السفارة السويسرية (راعية المصالح الامريكية ) في طهران



خاخام


حاخامات صهاينة في طقوس دينية

وفي الختام لا يجب المرور مرور الكرام على هذه الحقيقة المرة وهي ان المساهمة الكثيفة للراسماليين الصهاينة ودعم التيار الصهيو – مسيحي في الولايات المتحدة لمسلسل محاربة الاسلام في الغرب، مؤشر على وجود سيناريو ممنهج لاستمرار وتشديد التعارض بين الاسلام والغرب. السيناريو الذي تعتبر اسرائيل الرابح الوحيد فيه وهذا الكيان وكما يشهد التاريخ هو الذي يجني ثمار العداء بين الاسلام والغرب.