رمز الخبر: ۳۲۰۰۰
تأريخ النشر: 15:23 - 30 September 2012
إذن نحن ومنذ أن زرع الكيان الصهيوني في فلسطين، نقف امام معادلة غير متوازنة ولا مفهومة، وذلك اذا ما اخذنا التحذيرات الاخيرة لمجرم الحرب (نتنياهو) خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة مما سماه (الخطر النووي الإيراني)، على محمل الجد، وتساوق ذلك مع تصريحات لوزير خارجية النظام البحريني، تدعو طهران الى التعامل بشفافية اكبر بشأن ملفها النووي.
من المطلوب أن يكون هناك شعور عالمي شامل بالخطر الذي يمثله (الكيان الصهيوني) على مستوى تهديد الأمن والسلام الدوليين. وهذا الأمر تؤكده الوقائع على الأرض سابقاً وراهناً ولا شك مستقبلاً.

 فقد كانت (اسرائيل) وما تزال قاعدة عدوانية أفرطت في استخدام الإرهاب والإجرام والنفاق والزيف طيلة العقود السبعة الماضية. كما وأولغت في دماء أبناء فلسطين (اهل الديار)، ولبنان ومصر وسورية والأردن، بكل الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً (كالنابالم والصواريخ المزودة باليورانيوم المنضب، والقنابل العنقودية وغيرها).

ومن المعروف أن هذا الكيان الغاصب يمتلك تاريخاً اسود في إغتيال العلماء والتقنيين والأطباء والخبراء من مختلف الإختصاصات، وهو ما بات السلاح الأبرز للصهاينة لتصفية اصحاب العقول والأدمغة اللامعين جسدياً في أنحاء العالم الإسلامي عموماً وفي ايران خصوصاً، مع ثبوت الأدلة التي تدين زعماء تل ابيب في هذا المضمار.

 والأسوأ من هذا وذاك للبشرية، هو ما تمثله (اسرائيل) الغاصبة من تهديد حقيقي لها جراء امتلاكها المئات من الرؤوس النووية ضمن ترسانتها العسكرية، التی تتضخم يوماً بعد آخر بسبب الإمدادات الاميركية والاوروبية من اسلحة الدمار الشامل الى (الدولة العبرية).

 إذن نحن ومنذ أن زرع الكيان الصهيوني في فلسطين، نقف امام معادلة غير متوازنة ولا مفهومة، وذلك اذا ما اخذنا التحذيرات الاخيرة لمجرم الحرب (نتنياهو) خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة مما سماه (الخطر النووي الإيراني)، على محمل الجد، وتساوق ذلك مع تصريحات لوزير خارجية النظام البحريني، تدعو طهران الى التعامل بشفافية اكبر بشأن ملفها النووي.

والواقع تجسد التصريحات الخليفية اوضح صورة مفضوحة للتواطؤ الخليجي مع التصعيد الصهيواميركي، كما ويعكس المشهد الهزلي جداً لما آلت إليه اوضاع أنظمة الخنوع والإذعان للإملاءات الغربية والإسرائيلية. فبقدر ما يعتمد الغزاة والمحتلون الأميركان والصهاينة على مواقف الأذلاء والممسوخين من شيوخ البترودولار وأمراء المؤامرات والفتن الطائفية لتسويق سياساتهم السلطوية وتنفيذ مخططاتهم الإستكبارية، تتجلى لشعوب المنطقة ولاسيما أبناء الصحوة الاسلامية المباركة، عظمة الحركة النهضوية التغييرية التي اقدموا عليها مطلع العام (2011)، وضاعفوا بها الضغوط والمخاوف والهزات، على غاصبي فلسطين والقدس الشريف، الأمر الذي بات يضيق الخناق اكثر فأكثر على (اسرائيل) وزعمائها ومستوطنيها من شذاذ الآفاق.

لقد كان يتعين على المجتمع الدولي أن يوقف رئيس وزراء العدو الصهيوني، عند حده، حينما قام (نتنياهو) بعرض ساخر امام زعماء دول العالم في الأمم المتحدة اواخر ايلول 2012 ووضع خطاً احمر على ما اعتبره (تطور القوة النووية الايرانية) في مشهد وقح يجسد حقيقة النظرة الإستعلائية الاسرائيلية الى الآخرين، معبراً في الوقت ذاته عن إستهتاره السافر بمعاهدة حظر الإنتشار النووي (NPT) التي لم يوقع عليها، لا هو ولا مجرمو الحرب الصهاينة الذين سبقوه في الكيان الغاصب.

اما الجمهورية الاسلامية التي اكدت مراراً وتكراراً وعلى أرفع المستويات إلتزامها بميثاق الوكالة العالمية للطاقة الذرية، ولائحتها الداخلية وبمعاهدة (NPT)، فإنها تمتلك من المصداقية والشفافية، ما تستطيع به اقناع المنظومة الدولية بسلمية انشطتها النووية ومشروعية مطالبها في هذا المضمار، مثلما هي تملك من القوة والجهوزية الدفاعية، ما يمكنها من ايلام الكيان الصهيوني وحماته الدوليين، والمتواطئين معه في المنطقة، اذا ما ارتكبت (إسرائيل) أية حماقة يمكن أن تنال - قيد أنملة - من الأمن الوطني الإيراني او الأمن الإقليمي الإسلامي. المؤكد أن كلامنا هذا يدعمه الكثير من مقومات القوة المادية والمعرفية والإيمانية، فهو - اذا - ليس كلاماً دعائياً او للإستهلاك المحلي، بل هو الرد اللازم لكبح جماح الغطرسة الغربية الصهيونية التي باتت تتعمد إشاعة الإختلال والفوضى والموت في العالم الإسلامي.