رمز الخبر: ۳۲۰۴۲
تأريخ النشر: 16:23 - 13 October 2012
وهذا التهديد، يمكن اعتباره تطورا استراتيجيا خطيرا في سياق ان اسرائيل معرضة للضربة، وان ارتباك وتخبط الجيش الاسرائيلي في التعاطي مع هذه القضية، حدث لهذا السبب بالضبط.
عصر ايران؛ علي قادري – على الرغم من ان صيف عام 2006 بجنوب لبنان، ثبت انهيار اسطورة ان الجيش الاسرائيلي جيش لا يقهر، لكن لا ننسى انه عندما نتحدث عن الجيش الاسرائيلي، نقصد به الجيش المدجج باحدث الاسلحة والمزود بالتكنولوجيا العصرية في مجل البر والبحر والجو.

لاسيما وان سلاح الجو لهذا الكيان، كان متفوقا في جميع الحروب التي خاضها، على من يواجهه.

ان هذا التفوق الجوي الاسرائيلي، يتيح للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، اختراق اجواء وسماء اعداء هذا الكيان لجمع المعلومات والمعطيات عن التحركات والامداد والمواقع العسكرية الحساسة لهؤلاء، سواء كانت معطيات حقيقة وصحيحة او مجازية ومغلوطة!

وعلى الرغم من امتلاك اسرائيل اكثر التكنولوجيا المعدنية والالكترونية والاتصالات تطورا في العالم في مجال تصميم وتصنيع وتطوير طائرات بلا طيار وحتى ان دولا مثل روسيا والصين تعد من مشتري هذه الصناعة الاسرائيلية، لكن لا احد في هذا الكيان يعرف بالضبط من اين أتت الطائرة بلا طيار التي تم كشفها في ترقوميا بجنوب الخليل واسقطتها مقاتلات اف-16 وكيف اوصلت نفسها الى جنوب فلسطين المحتلة. فهناك الكثير من التكهنات، لكن لا وجود ليقين تقريبا، ماعدا التصريحات الاخيرة للسيد حسن نصر الله، من ان هذه الطائرة صنعتها ايران واستطعنا نحن ارسالها الى قلب فلسطين المحتلة!

ويزداد الموضوع تعقيدا عندما نعرف انه لا المنظومات الرادارية في الشمال والجنوب ولا منظومات الاقمار الصناعية لم تسجل اي منها، دخول هذا الطائر الى فلسطين المحتلة، وحتى ان قوات اليونيفيل، لم ترصد عبور هذه الطائرة بلا طيار للاجواء اللبنانية وتحليقها باتجاه الحدود الجنوبية.

ومن وجهة النظر التقنية فان عدم القدرة على الكشف الراداري عن الاشياء الطائرة، لا يعني عدم وجودها، لان هناك العديد من الحالات تظهر بان هذه الاشياء استطاعت الاقتراب من اهدافها المنشودة، على اساس التكنولوجيا التي لا ترصدها الرادارات، من دون ان يتم كشفها على شاشات المنظومات الرادارية.

واحتمال ان يكون هذا السيناريو اعدته اجهزة الاستخبارات بالجيش الاسرائيلي لاهداف مخطط لها او للاستثمار السياسي في الداخل الاسرائيلي، يتراجع ويضعف عندما نواجه مبدأ اساسيا للكيان الصهيوني الا وهو ان الامن الداخلي الاسرائيلي، خط احمر قاتم اللون، لا احد يملك في هذا الكيان، العبث به، لا الحكومة ولا المعارضين ولا اجهزة الاستخبارات.

ان التجربة قد اثبتت بان اسرائيل قد تقدم على تعريض ارواح مواطنيها في خارج اسرائيل، للخطر لتحقيق مآرب سياسية او امنية، لكنها لا تفعل ذلك في الجبهة الداخلية اطلاقا!

ووفقا للاذاعة الاسرائيلية وبناء على الدراسات التي اجريت لحد الان على حطام هذه الطائرة بلا طيار، اتضح بان الطائرة لم تكن مسلحة ودخلت اجواء فلسطين المحتلة لاغراض التجسس.

وعلى الرغم من عدم اتضاح الرؤية بشان كيفية وصول هذه الطائرة بلاطيار الى اجواء صحراء النقب، لكن استخبارات الجيش الاسرائيلي، واثقة بان هذه الطائرة لم تدخل من الجنوب وقطاع غزة.

وحسب الاذاعة الاسرائيلية، فان هذه الطائرة هي من النوع المتطور وصنعت تاسيسا على تكنولوجيا شرقية، وهي بتصرف بعض دول المنطقة وحزب الله.

ان التاخر الاسرائيلي ذي المغزى في تحديد مكان انطلاق هذه الطائرة ومسارها، توقف في النهاية بجانب اسم حزب الله. ان انتشار منظومة صواريخ باتريوت في منطقة جبل كارميل في الشمال والتحركات العسكرية الاخيرة للجيش الاسرائيلي في محور الغجر حتى ارتفاعات جبل الشيخ، بجانب الطلعات الجوية غير العادة للطائرات العمودية وطائرات الاستطلاع فوق مزارع شبعا تكشف بان اسرائيل، تحمل حزب الله ، مسؤولية ارسال هذه الطائرة بلا طيار الى اجواء جنوب فلسطين المحتلة.

ان تحركات الجيش الاسرائيلي في الجبهة الشمالية تظهر بان قادة هذا الجيش، يعتقدون بان حزب الله مزود بهذه التقنية المتطورة، فضلا عن ان هذا الحزب، قادر على التوغل في سماء فلسطين المحتلة.

وعلى اي حال، فان حزب الله ومع تبنيه مسؤولية ارسال هذه الطائرة بلاطيار بداخل العمق الاسرائيلي، اظهر بان طورا جديدا من الحرب الاستخباراتية مع اسرائيل، قد بدا، بحيث انه كان حريصا على ان يتم تلقي هذه الرسالة في اسرائيل من ان سماء فلسطين المحتلة، معرضة لاختراقها من قبل المقاومة.

وهذا التهديد، يمكن اعتباره تطورا استراتيجيا خطيرا في سياق ان اسرائيل معرضة للضربة، وان ارتباك وتخبط الجيش الاسرائيلي في التعاطي مع هذه القضية، حدث لهذا السبب بالضبط.

وفي حال صح هذا الافتراض ، فان حزب الله اراد اعلام اسرائيل بان الازمة السورية، لم تربك تركيز الحزب على العدو الرئيسي، وان عيون المقاومة، مازالت ساهرة وتراقب اسرائيل في الضوء والعتمة.

وعندما قال متان فيلنائي في حفل وداعه خلال تسليمه وزارة الامن الداخلي الاسرائيلي الى افي ديختر ليتسلم هو سفارة الكيان الصهيوني في الصين، كلاما صدم الجميع وهو: ان سكان اسرائيل يجب ان يعتادوا على سقوط الصواريخ مثلما ان اليابانيين معتادون على الزلازل. وبذلك يبدو انه بعد اراضي فلسطين المحتلة، فان سماءها يجب ان تعتاد على تهديدات العدو ايضا.