رمز الخبر: ۳۲۱۴۷
تأريخ النشر: 16:51 - 05 December 2012
أعلن الاحتلال الصهيوني الجمعة، عن نيته إقامة ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس غداة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في منظمة الأمم المتحدة، مما يدل على الإنزعاج البالغ الذي شعر به في هذا السياق، لكونه يعلم بالتبعات الحقوقية التي ستترتب على الصعيد الدولي لصالح الفلسطينيين.

وهذا ما يدل على استهزاء العدو بالرأي العام الحر الذي يرفض ويدين استمراره في اقامة المستوطنات لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، لكن المثير هو ان بعض الدول والمنظمات تنتقد وترفض ما يفعله الكيان الصهيوني، دون ان يكون لموقفها تأثير يذكر على أرض الواقع.

فالولايات المتحدة التي تعلن ان أمن الكيان الصهيوني، هو بمثابة الصخرة في سياساتها، هل تكون صادقة في انتقادها واعلانها ان المستوطنات تؤدي الى تراجع عملية السلام، وهي التي لم تتخذ موقفا محايداً على الإطلاق كوسيطة، في تعاملها مع الجانبين، وكل همها منصب على التحرك وفق أنغام اسرائيل أزاء القضية الفلسطينية.

وان الاوروبيين الذين كانت بعض دولهم وراء زرع الغدة السرطانية في المنطقة على أمل أن تنتشر يوما لتمتد من النيل الى الفرات، يراؤون أيضاً في انتقاداتهم لإقامة المستوطنات وهذا ما يعلم به الصهاينة.

فيما الأمين العام للأمم المتحدة يرفض بدوره مشروع اقامة المستوطنات كونه قد يفصل القدس عن باقي مدن الضفة الغربية ويقطع الطريق على أي حل للدولتين، دون ان تتمكن منظمته حتى الآن من إتخاذ خطوة فاعلة لوقف كيان الاحتلال عن الإستمرار في تماديه بانتهاك القوانين الدولية.

ولا يغيب عن المرء ان كل ذلك ليس سوى للتمويه والايحاء بانهم يولون الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ولكن دون ان يتخذوا أي خطوات عملية لانهاء معاناة الفلسطينيين الذين أثبتوا مقدرتهم على تلقين العدو ما يستحقه لوقفه عند حده، لو كان ما يسمى المجتمع الدولي يتفهم منطق المقاومة القائم على ان ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.

ان على المجتمع الدولي هذا ان يدرك بأن إعتزام الاحتلال توسيع الاستيطان بعد منح فلسطين صفة دولة مراقب يمثل تحديا لهذا المجتمع، وانه لن يبقى أمام الفلسطينيين الا ان يلاحقوا الجرائم الصهيونية بكافة أشكالها.

الوفاق