رمز الخبر: ۳۴۹۷۶
تأريخ النشر: 13:43 - 18 April 2017
عصر إيران - حين كان الرئيس السوريبشار الأسديصف قطر معالسعوديةوتركياوغيرها بالدول الداعمة للارهاب، كانت طهران تحافظ على علاقة اقتصادية جيدة مع الدوحة وسياسية مضطربة ولكن غير مقطوعة بتاتا.

بين الإمارة العربية الصغيرة والجار الفارسي الكبير مصالح اقتصادية كبيرة وواعدة، ترتبط خصوصا بأكبر حقل غاز في العالم، وبينهما قنابل متفجرة، لكن لم تنفجر أي منها حتى الآن. لا بل ثمة معلومات أفادت مؤخرا عن تعاون في عملية التبادل التي حصلت في سوريا في كفريا والفوعة ومضايا والزبداني.

وفيما يستعر نار الصراع الايراني-السعودي على أكثر من جبهة نظرا للعلاقات المتدهورة بين ايران والسعودية، تبقى قطر شريكا اقتصاديا كبيرا لايران، وتقيم علاقات قويّة معسلطنة عمان، وتتقارب منالكويتالتي تسعى للعب دور وساطة مع السعودية، لا بل ان للايرانيين استثمارات في دولة الامارات تفوق 300 مليار دولار بالرغم من ان الأخيرة تطالب طهران باعادة 3 جزر هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى.

في الاقتصاد أوّلاً بين قطر وايران: بينما يؤجج النفط والغاز الصراع على النفوذ في المنطقة، ترسم الطبيعة خطوط التماس الودّية بين قطر وايران في قضية حقل غاز الشمال. إنّه أكبر حقل غاز طبيعي في العالم؛ تتقاسمه الدولتان.

97.50 ترليون متر مكعب من الغاز و50 مليار متر مكعب من المكثّفات السائلة يتوزعون في نحو 9700 كيلومتر مربع في حقل غاز الشمال. 6000 كيلومتر مربع تقع في مياه قطر الإقليمية. 3700 كيلومتر مربع تقع في مياه ايران الإقليمية.

في العام 1989 بدأ الإنتاج في حقل غاز الشمال، ويمثل اليوم 20 % من احتياطي الغاز العالمي.
يشترك البلدان في تطوير هذا الحقل. انعكس ذلك تفاهماً بينهما وجليداً على الأزمة الخليجية-الإيرانية .

في السياسة ثانيا: بقيت قطر الدولة الخليجية الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي المنسجمة مع ايران على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الأمني. فكانت الدولة الخليجية الأولى التي طالبت بمشاركة طهران في مهمات حفظ الأمن في المنطقة، مع اقرارها بأن ايران من أقوى وأكبر دول المنطقة.

في أواخر العام 2006، بعد هزيمةاسرائيلفي حربها على لبنان في تموز؛ زار أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني طهران؛ واعترفت قطر بحق امتلاك ايران برنامجاً نووياً سلمياً وفي الوقت عينه أكدت على حق المنطقة في العيش بأمان واستقرار. ولكن، غرقت المنطقة في بحار الدماء والحروب. 

وبقي حقل غاز الشمال يجمع بين قطر وايران في علاقة وصفها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في أيلول من العام المنصرم بـ"الحميمة".

لا يبدو أنّ لدولة قطر هواجس من تمدّد تأثير الثورة الإيرانية إلى داخل رقعتها. فالمكوّن الشيعي في الداخل القطري يتمتع بحق المواطنة. أو ربّما، وجدت الدوحة التوازن بين هواجس مشتركة مع انتمائها الخليجي ومصالحها الإقتصادية.

لكن ما قد يفسد بالود قضية، أمران:

1-زيادة ايران من صادرات الغاز لبلدان مجاورة كباكستان والكويت وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والهند.

2-إعادة نسج قطر لعلاقات اقتصادية مع اسرائيل مع ما يستتبع ذلك من مخاطر على المصالح الإقتصادية المشتركة بين قطر وإيران.

من جهة أخرى، الموقف القطري من سوريا وبعض الفصائل المسلحة الإرهابية يضع علاقة قطر-ايران في دائرة الخطر.

على الرغم من المعلومات المتوفّرة أنّ اتفاقيات سريّة عدّة جرت منذ بدء الأزمة في سوريا بين الجانبين الإيراني والقطري، بهدف وقف إطلاق النار أو تحرير الأسرى أو إجلاء مدنيين -مثلا الاتفاق حول الفوعة ومضايا- فإنّ التواصل القطري الإيراني بشأن الواقع الميداني في سوريا يصل إلى طريق معقّد؛ ما استدعى التدخل الروسي.

عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاء مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في موسكو يوم السبت الفائت، حيث من ضمن ما أعلنه الوزير القطري هو اتفاق بلاده مع روسيا حول وحدة الأراضي السورية واختلاف موقفهما من نظام الرئيس بشار الأسد. قال ذلك بعدما ارتفعت لهجة اميركية مماثلة.

أمّا ما لم يُعلن عنه صراحة وربما علمت به قطر فستكشفه الأيام المقبلة، حيث تشير المعلومات إلى أنّه مِن المستبعَد وجود جانب قطري في لجنة التحقيق التي ستتولى التحقيق في مسألة كيميائي بلدة خان شيخون. كما ان قطر التي رعت الاخوان المسلمين منذ بداية ما سُمِّيَ بالربيع العربي، أدركت ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على وضع خاتمة للاخوان عبر ادراجهم على لائحة الارهاب، مما يعني تضييق الخناق عليها وضرورة الانفتاح على ايران وروسيا وتعديل دورها في سوريا.

فهل ستتفق قطر وايران على قائمة موحّدة للتنظيمات الإرهابية كما تمنّت موسكو؟ بين المصالح والصراع، الغلبة للمصالح اليوم بين ايران وقطر. فهل تتبدّل قطر؟ 

المصدر: النشرة
الكلمات الرئيسة: ایران ، قطر ، سوریا ، الغاز