رمز الخبر: ۳۶۰۰
تأريخ النشر: 13:10 - 12 April 2008
لكن الشرطة في باريس تقول شيئا اخر لا ينسجم مع تصريحات وزير الخارجية الفرنسي.فالشرطة تقول ان محمد زهير الصديق لم يكن يخضع للاقامة الجبرية وكان بامكانه مغادرة الاراضي الفرنسية متى ما شاء.
عصر ايران – لقد تحولت قضية الاختفاء المفاجئ ل "محمد زهير الصديق" في باريس منذ قبل شهر ولحد الان الى موضوع جدي تواجهه وزارة الخارجية الفرنسية.

وقد عرف الصديق الذي هو مواطن سوري وعسكري هارب من الجيش السوري ب "الشاهد الرئيسي" في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري لانه وفقا لافاداته فقد وجهت اصابع الاتهام الى سورية في ملف اغتيال الحريري ولذلك فان اربعة من كبار ضباط الجيش وجهاز الاستخبارات اللبنانيين قد اعتقلوا واودعوا السجن في حين يرى العديد من اللبنانيين بما فيهم حزب الله بان اعتقال هؤلاء الضباط الاربعة بمن فيهم اللواء جميل السيد يتسم بطابع سياسي بحت.

وقد ادعى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بان محمد زهير الصديق كان يخضع لاقامة جبرية لكنه غادر فرنسا قبل شهر واختفى اثره.

وتؤكد المصادر الخبرية بان الصديق الذي كان قد وصل الى باريس في صيف عام 2005 كان يخضع مذاك وحتى قبل شهر لمراقبة امنية في حي "ايويلين" الراقي في باريس.

لكن الشرطة في باريس تقول شيئا اخر لا ينسجم مع تصريحات وزير الخارجية الفرنسي. فالشرطة تقول ان محمد زهير الصديق لم يكن يخضع للاقامة الجبرية وكان بامكانه مغادرة الاراضي الفرنسية متى ما شاء. وفي خضم هذا الكلام المتباين والمتناقض ابلغ عماد الصديق شقيق محمد زهير الصديق صحيفة "الوطن" السورية بان شقيقه قد يكون تعرض للقتل.

ويرى عماد الصديق ان شقيقه اما ان يكون قتل او تم تغيير مكان اقامته ، وفي كلا الحالتين يقول ان الشرطة الفرنسية على علم بالقضية ليوجه بذلك اصابع الاتهام الى الشرطة الفرنسية.

كما تحدث عماد الصديق عن محاولات مجموعة لبنانية لاغتيال شقيقه وادعى بان "مروان حمادة" وزير الاتصالات اللبناني الحالي ( وهو من حلفاء وليد جنبلاط ومن قوى 14 اذار) هو وراء سيناريو "اختفاء" او "مقتل" شقيقه محمد زهير الصديق.

ويعتبر وليد جنبلاط ومروان حمادة من الشخصيات اللبنانية المعارضة لسورية وقد حملا منذ اليوم الاول من اغتيال الحريري ، سورية والرئيس السوري بشار الاسد شخصيا مسؤولية هذا الاغتيال ومازالا يصران على هذا الاتهام.

ويشكل التحقيق الذي اجرته اللجنة الدولية للتحقيق بشان اغتيال رفيق الحريري مع محمد زهير الصديق اساس التهم الموجهه ضد سورية في حين اعلن قاضي التحقيق في الملف قبل فترة رسميا ان الكثير من تصريحات زهير الصديق كانت كاذبة ولا اساس لها.

من جهة اخرى ذكر حزب الكتائب اللبناني على موقعه على الانترنت ان زهير الصديق توجه الى الامارات بعد مغادرته فرنسا وهو يعيش مع اسرته حاليا في ابوظبي.

لكن زعيم تيار "التوحيد" اللبناني وئام وهاب الذي يعد احدى شخصيات تيار 8 مارس والقريب من سورية فقد تحدث في تصريح ادلى به لقناة "ال بي سي" اللبنانية عن احتمال مقتل زهير الصديق وطالب بمتابعة مصيره.

اما حسن فضل الله ممثل حزب الله في مجلس النواب اللبناني فقد وجه سوالا الى وزير الخارجية الفرنسي بانه لماذا امتنعت الحكومة الفرنسية عن تسليم زهير الصديق الى القضاء اللبناني الذي طالب مرارا بصورة رسمية بتسليمه. وتساءل : هل ان الحكومة الفرنسية تملك معلومات عن زهير الصديق تغير مصير ملف التحقيق بشان اغتيال رفيق الحريري؟

ان جميع هذه التطورات المتعلقة بملف زهير الصديق تشير الى ان التيارات التي لها مصلحة خاصة في تصريحات الصديق تحاول منعه من مواجهة القضاء اللبناني لتخفي بذلك معلوماته الكاذبة التي ادلى بها في التحقيق.

ان اتهام الحكومة الفرنسيه والقاء المسؤوليات القانونية عليها يتم على الارجح بهدف ابقاء زهير الصديق على قيد الحياة لكي يتضح اكثر فاكثر بان ملف اغتيال رفيق الحريري هو ملف ذو طابع سياسي قبل ان يكون ملفا جنائيا. وقد تعزز هذا الامر بعد ان تغير المصير السياسي للشرق الاوسط لاسيما لبنان بشكل محسوس بعد اغتيال الحريري الشئ الذي كان لصالح اميركا واسرائيل اكثر من اي طرف اخر واسفر عن انسحاب الجيش السوري من لبنان وعزل سورية سياسيا بين الدول الغربية والعديد من الدول العربية الحليفة لاميركا.