رمز الخبر: ۳۶۳۱
تأريخ النشر: 12:17 - 14 April 2008
ويمكن لطهران التاكيد على امر واحد وهو : ان العلاقات الايرانية – العربية التي هي عميقة الجذور وتقوم على قواسم الجيرة والدين والتاريخ والمصير المشترك هي عصية على الاختراق والتزلزل.
عصر ايران – محمود الطيب : بعدما خرجت القوى الغربية خالية الوفاض من الضغوط المتلاحقة والحرب الدعائية التي مارستها العام الماضي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وكان صوت ايران قيادة وحكومة وشعبا هو الاعلى داخليا وخارجيا تحاول هذه القوى الاستغلالية بزعامة اميركا ان تعيد تحركاتها بشكل تتكثف فيها حملاتها الاعلامية المغرضة للاساءة الى طهران ومواقفها المشروعة على صعد متعددة.
وتعرب الاستراتيجية الاستكبارية عن مواقفها المعادية هذه عبر تلغيم الاجواء الاقليمية والمواقف السياسية باكاذيب وتصورات تضليلية يراد منها الاخلال بالمصداقية الايرانية التي صارت تفرض نفسها اتوماتيكيا في المحافل الدولية.
ويبدو ان الغرب المتصهين يحدوه امل كبير هذه المرة في ان توقع اباطيله الهلع في نفوس المنطقة شعوبا وحكومات ولاسيما في ما يتصل بالانجازات المتالقة التي حققتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في حقلي التقنية النووية وعالم الفضاء.
على صعيد متصل ثمة مساع اميركية وبريطانية واسرائيلية محمومة لالقاء تبعات الانفجار القائم بين الصدريين وقوات الاحتلال الاجنبية على ايران وتقديمها امام العالم على انها المسؤولة الاولى عن تدهور الاوضاع في العراق.
ويتناسى الاميركيون وحلفاؤهم ان احتلالهم البغيض هو اصل البلاء لكل ما جري ويجري في العراق منذ اكثر من خمسة اعوام.
ان العقل والمنطق يقولان انه كلما تخلص العراق من اعباء هذا الاجتياح التسلطي الشيطاني بشكل اسرع تكون عودة الاستقرار والامان الى ربوعه مجرد وقت يتم فيه تضميد الجراحات الناتجة عن الاحتلال الغاشم واعادة بناء ما دمرته ماكنة الحرب الامريكية الرعناء.
فعندما يتحقق للعراقيين غاياتهم بعودة الهدوء والعافية فان من الطبيعي ان يصبح العراق اكثر استعدادا لرأب الصدع وازالة اثار العدوان الاستكباري الامريكي والتوحد على برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يعزز مقومات الدولة والحكومة في هذا البلد الشقيق على اسس متينة عمادها اعادة اللحمة الوطنية بعيدا عن مخلفات النظام الصدامي المقبور.
المؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي خبرت سياسات الولايات المتحدة وحليفاتها في الغرب المتصهين تراقب التحركات الاستكبارية المشبوهه الرامية الي ايقاع الفتنة بين طهران وبغداد من جانب وطهران والعالم العربي لاسيما دول الجوار في الخليج الفارسي من جانب اخر وانطلاقا من الثقه بالنفس يمكن لطهران التاكيد على امر واحد وهو : ان العلاقات الايرانية – العربية التي هي عميقة الجذور وتقوم على قواسم الجيرة والدين والتاريخ والمصير المشترك هي عصية على الاختراق والتزلزل لانه لا يمكن للدخلاء القادمين من وراء المحيطات ان يكونوا بديلا للتداخلات الجيوسياسية في المنطقة ولقناعة بلدانها بان قدرها هو التعايش السلمي القائم على الاحترام والمودة وحماية المصالح المتبادلة ومجابهة العدو المشترك الغاصب الذي يتهدد الجميع بلا استثناء في الشرق الاوسط.