رمز الخبر: ۳۷۵۹۴
تأريخ النشر: 10:24 - 16 November 2017
الحكام الجدد يريدون ان يثبتوا للجميع ان قدرة منطقة الشرق الأوسط هي السعودية وليست ايران.

عصر ايران - الوقوف على رأس الشارع، اللهو بالسلاسل، وإزعاج الناس بسؤالهم لماذا نظرت هكذا، أو ألم تر أناسا من قبل، وثم البدء بالصراع، تصاوير أليفة لدينا، وقد واجه كل واحد منا مثل هذه الحالات مرة واحدة على الأقل.

كثير من هؤلاء الأوباش كانوا يبحثون عن ذرائع من أجل الصراع، ومازالوا؛ لاسيما أمام الأشخاص الذين كانت هناك تحديات في ما بينهم. فكان حدث أو سلوك صغير يؤدي إلى صراع كبير.

وكل هذه الصراعات كانت من أجل ان يُري البلطجيين أنهم أكبر قدرة في الحي وليعرف الناس ذلك.

الظروف في الشرق الأوسط غير عادية. من أي جهة تنظر إلى المنطقة ترى نار حرب ناشبة. وهذه الأوضاع غير العادية سببت في أن تقوم بعض الدول ومن ضمنها السعودية باللعب كالأوباش، وأن تعرض نفسها القدرة الكبرى في المنطقة.

تعامل السعودية مع قطر، يظهر ذلك بشكل جيد. قطر التي كانت حليفة السعودية الاستراتيجية لسنوات طويلة، تحولت اليوم الى عدو تستعد السعودية اليوم ان تدفع ملايين الدولارات من أجل إسقاطها.

وتعامل السعودية مع إيران أيضا يدل على خلافات قديمة. كانت السعودية إبان حكم الملوك السابقين تحاول التعامل مع ايران بشكل سلمي، إلا ان الحكام الجدد الذين غالبيتهم من الشباب يريدون ان يثبتوا للجميع ان قدرة منطقة الشرق الأوسط هي السعودية وليست ايران.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو انه ما هو دليل غضب السعودية هذا كله؟ فوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية في ايران أدى الى تحولها من بلد منطوٍ على نفسه الى بلد نشط في المجال الدبلوماسي. وبعد الاتفاق النووي، استطاعت ايران ان تحسن علاقاتها مع الدول الأخرى لاسيما الدول الأوروبية، فخضعت كبرى دول العالم لسياسة الحوار الروحانية، وأقرت أنه لا يمكن حل مشاكل الشرق الأوسط دون حضور ايران.

وقد أدى دور إيران هذا الى خوض السعوديةِ الساحةَ لتحول دون ازدياد قدرة ايران في الشرق الاوسط، خوفا من نفوذها في المنطقة؛ ما تسبب في تفاقم المنافسة بين ايران والسعودية بشكل جدي.

السعودية وبسبب نفوذها وقدرتها الاقتصادية في البلدان العربية والإسلامية استطاعت ان تشكل تحالفا ضد ايران، ومن جانب آخر استطاعت ايران ان تجذب دولا آخرى كلبنان والعراق، وسوريا، ونوعا ما سلطنة عمان، ليتكون قطبان كبيران في منطقة الشرق الأوسط بشكل رسمي. وقد أثرت هذه العلاقات الباردة على جميع مستويات العلاقات بين هذين البلدين من الرياضة حتى الحج والسياسة.

ومن جهة أخرى يدعم ترامب السعوديةَ، ما سبب في اطمئنان السعودية في خوض الصراع ضد إيران.

ويبدو أن السعودية تريد ان تثبت لإيران وبأي نحو يمكن انها القدرة الكبرى في المنطقة، ولا يمكن لأي بلد مواجهتها.

لقد دخلت اليوم منطقة الشرق الأوسط أزمة جدية يمكنها أن تضرم النار في حقلها وتحرقه.

الكلمات الرئيسة: السعودیة ، ایران