رمز الخبر: ۳۸۹۴۵
تأريخ النشر: 10:19 - 04 February 2018
شعار مكافحة الفساد الاقتصادي في ايران لم يحقق اي نجاح في ايران ولم يجد ثمرا في بعض الملفات أهمها ملف "بابك زنجاني" .

عصر إيران - لقد أعلن النائب العام السعودي عن تسوية الحسابات مع بعض المتهمين في ملف الفساد المالي والاقتصادي في هذا البلد، قائلا: لقد تم عودة ما يزيد على 106 مليار دولار من أموال المتهمين الى خزينة البلد حتى الآن وذلك في إطار مشروع مكافحة الفساد الاقتصادي؛ والرقم هذا يعادل مدخول عامين من بيع البترول في ايران.

وقد جاء الخبر بعد مرور شهرين على اعتقال عشرات من الأمراء والمسؤولين السابقين وأصحاب المناصب السعوديين بأمر من محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس لجنة مكافحة الفساد الاقتصادي في السعودية، وقد كان هذا المبلغ ثمنا للإفراج عن هؤلاء الأمراء والذي تم خلال الأسبوع الجاري.

لقد سبقتنا السعودية في مكافحة الفساد

الطريقة التي اتخذتها السعودية كانت فريدة من نوعها. فرغم ان اعتقال اصحاب الفساد والإفراج عنهم مقابل دفع الغرامة أدى الى إبداء بعض الانتقادات في الأوساط الدولية، إلا انها كانت مجدية بالنسبة للسعودية التي رسمت لنفسها أفقا اقتصاديا واضح الملامح في إطار مشهد التنمية لعام 2030.

بلدنا إيران أيضا يعاني من أزمة الفساد الاقتصادي منذ سنوات عديدة، إلا ان شعار مكافحة الفساد الاقتصادي في ايران لم يحقق اي نجاح في ايران وحسب، بل حتى انه لم يجد ثمرا في بعض الملفات التي تم تشكيلها، وأهمها ملف "بابك زنجاني" الملياردير النفطي، والذي لم تتم استعادة أكثر من 2.5 مليار دولار من ديونه الى وزارة النفط وهي مازالت مفقودة المصير وفق تصريحات مسؤولين في هذه الوزارة.

لا نقول هنا إننا علينا بالقيام بنفس ما فعلته السعودية واعتقال المدينين دون حكم قانوني، ولكن هل يجب القيام بعمل ما أو لا؟

ما حدث في السعودية كان إرادة جدية في مكافحة الفساد اكثر مما هو اعتقال لعدة أمراء واسترجاع أموال الشعب منهم.

قد اعتدنا منذ سنوات على أقوال المسؤولين من فوق المنصات، بأسمائهم المستعارة والقوائم التي يخبئها مسؤول ما من اجل تهديد مسؤول آخر، دون ان تخرج في النهاية قائمة أو يؤدي ملف كبير في الفساد الاقصادي الكبير الى نتيجة ما.

لنترك المجاملات ونقرّ أن السعودية سبقتنا في مكافحة الفساد أيضا.

من السيء للجمهورية الإسلامية الإيرانية ان يسير لصوص أموال شعبها بكامل حريتهم، وفي المقابل تكون منافستها في المنطقة، بدأت بتطهير بيئتها الاقتصادية، وسبقتها في ذلك.

كان من المقرر ان تكون الجمهورية الإسلامية قدوة للبلدان الإسلامية؛ فعلى المسؤولين أن يأخذوا الأمر بعين الاعتبار لكيلا تصبح السعودية في النهاية قدوة وتغدو إيران عبرة.

الكلمات الرئيسة: السعودیة ، مکافحة الفساد ، إیران