رمز الخبر: ۳۹۰۵۳
تأريخ النشر: 09:24 - 07 February 2018
على ايران ان تمانع من تشكيل اي اتفاق رأي دولي ضد برنامجها الصاروخي؛ الامر الذي هناك علائم تلوح وتدل على تكوينه.

عصر إيران - قبل أربعة أشهر وقبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان ايران غير ملتزمة بتعهداتها وفق الاتفاق النووي، كتبت خلال مقال انه من الأفضل ان تتفاوض ايران مع أمريكا.

واستدللت في المقال ان إجراء المفاوضة مع ترامب أسهل وأريح بسبب روحه التجارية، كما ان ايران تستطيع عبر ذلك ان تتمتع أكثر بمعطيات الاتفاق النووي. وكانت زبدة المقال ذلك ان يتم الحفاظ على الاتفاق النووي بشروطه الحالية، وان يجلس الطرفان خلف طاولة المفاوضات ليناقشا مواضيع أخرى.

واليوم وبعد مرور أربعة أشهر أعلنت بلومبرغ ان أوروبا بصدد القيام بمزيد من الضغوطات ضد برنامج ايران الصاروخي، أملا في الحفاظ على الاتفاق النووي وإرضاء ترامب. كما أن أعلنت رويترز ان الدول الموقعة على الاتفاق النووي بدات بمناقشات حول برنامج ايران للصواريخ الباليستية والنفوذ الايراني في المنطقة.

وقد أنكرت السلطات الايرانية اي مفاوضات حول برنامجها الصاروهي والدفاعي. غير انه يبدو انه إن كانت ايران اقترحت بنفسها المفاوضات حول مواضيع غير الاتفاق النووي (لانه لا يمكن البدء بالمحادثات حول الاتفاق النووي من جديد) لتمكنت من الإبداع في اتخاذ الخطوات، ولرحب الشارغ العام بها أكثر، كما انها كان يمكنها ان تزيح محور المفاوضات عن نفسها ليشمل دول المنطقة ومن ضمنها السعودية.

أما اليوم، فما هي السيناريوهات المحتملة في المستقبل؟

1- إن بقيت ايران رافضة للمفاوضات حول برنامجها الصاروخي وقضايا المنطقة، فمن المحتمل مقاطعتها من قبل الاتحاد الأوروبي. غير ان هذه العقوبات لن تكون جدية كثيرا. الا ان مثل هذه السيناريوهات تبرر خروج امريكا من الاتفاق النووي.

ومثل هذه الظروف تذكّر ببداية الأزمة النووية المفتعلة بداية العقد الماضي في ايران، ويبدو ان هناك مشروع يفتتح قريبا وعنوانه هذه المرة هو أزمة البرنامج الصاروخي الايراني.

وفي هذا السياق على ايران ان تمانع من تشكيل اي اتفاق رأي دولي ضد برنامجها الصاروخي؛ الامر الذي هناك علائم تلوح وتدل على تكوينه. وإن وقفت أوروبا الى جانب أمريكا في ما يخص موضوع البرنامج الصاروخي لإيران، سيلتحق الصين وروسيا بها قريبا، وهكذا سوف نشهد الطريق المعقد الذي قطعه الملف النووي الايراني لمدة 12 عاما.

2- مفاوضة ايران حول برنامجها الصاروخي أمر خطأ، وقد أعلنت إيران وعلى حق انها غير مستعدة لإجراء المفاوضات حول قوتها الدفاعية؛ لانها إن كانت هذه المفاوضات تنحصر على ايران وحسب، فسوف يطرح هذا السؤال نفسه بأنه ما الذي يمكن لإيران ان تحصل عليه من جراء هذه المفاوضات؟

خلال المفاوضات النووية كانت مطالبات ايران واضحة؛ ولكن ما هي النتائج التي سوف تحصل ايران عليها إن جرت المحادثات حول البرنامج الصاروخي؟ يبدو ان ايران ستخسر اكثر مما تربحه، لذلك فإن المفاوضات في هذا الإطار لن تصب في صالحها.

وفي مثل هذه الظروف على ايران ان تعدّ نفسها لاتفاق نووي دون وجود أمريكا. وقد كتبت قبل ذلك انه لا معنى للاتفاق النووي دون أمريكا، وأهم الأسباب هو عودة العقوبات الأولية، ولاسيما العقوبات الثانوية ضد ايران. بيد انه يمكن توفير ظروف عبر الاستشارات لتفادي الاضرار التي قد تأتي من جراء عودة العقوبات الثانوية، لكي لا يصبح البقاء ضمن الاتفاق النووي غير مجد.

وهذه الاستشارات يجب ان تتم مع الاتحاد الاوروبي، لكي يقفوا أمام العقوبات الثانوية ضد ايران كما عارضوها في تسعينيات القرن الماضي، او على الأقل، كي يقنعوا أمريكا ان تحدد سقفا للشركات التي تنوي التعامل مع ايران، وتوبيخها بعد تجاوز هذا السقف. وفي مثل هذه الحالة يمكن لإيران ان يستبدل العقد الكبير مع شركة واحدة بتوسيع الاطراف المتعامل معها، كما ان ترامب سوف يكون كذلك قد وفي بوعده الانتخابي بالخروج من الاتفاق النووي.

الكلمات الرئيسة: ایران ، الإتفاق النووی