رمز الخبر: ۳۹۹۸
تأريخ النشر: 12:20 - 04 May 2008
لذلك فان الحكومات والانظمة التي تصدر منها مثل هذه الممارسات غير الانسانية ، لا يمكن لها ان تكون حاملة راية القيم الانسانية،
عصر ايران – مقتطفات من أقوال وتصريحات قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد علي الخامنئي بشان اميركا .

- إذلال الشعوب بقوة السلاح :

ان العديد من دول اميركا اللاتينية وعلى النقيض من الولايات المتحدة الامريكية – التي لا تملك حضارة عريقة وتاريخية – تملك حضارات عريقة وتاريخية ، والامر واضح بالنسبة لاسيا. ان الدول الاوروبية – بما فيها بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا واسبانيا وسائر الدول – قد دخلت اراضي هذه الدول الغنية واعتمدت على التقدم الذي كانت تملكه مقارنة بتلك الدول لتستخدم القوة والسلطة واخذوا الرقيق ولم يرحموا احدا. تعرفون ان السود الذين يعيشون اليوم في اميركا هم ابناء السود الذين اخذهم الاوروبيون كرقيق من افريقيا الى اميركا، فاصول هؤلاء افريقية. لقد فصلوا الابناء عن امهاتهم وفتتوا الاسر وابادوا الممتلكات ودمروا الدول التي كانت غنية بالموارد الطبيعية ومسخوا ثقافاتها وتسببوا عمدا في تخلف هؤلاء عن جادة التعليم والتربية والتقدم العلمي. من قام بهذه الاعمال؟ الدول التي تتمشدق بمحبتها للشعوب والديمقراطية والحضارة وهم يتشدقون بنفس الشئ اليوم ايضا. هذا الامر يعود الى القرنين التاسع عشر والعشرين. واذا نظرنا اليوم فسنرى انه في مطلع القرن الحادي والعشرين فان هذه القضايا تتكرر نفسها، وقضية العراق احداها، وقضية افغانستان احدى هذه القضايا. اي انه يتم من خلال اعتماد القوة والسلاح ، اذلال الشعوب وتجاهل مطالبها. لذلك فان الحكومات والانظمة التي تصدر منها مثل هذه الممارسات غير الانسانية ، لا يمكن لها ان تكون حاملة راية القيم الانسانية، لكن العالم ادير بهذه الطريقة. ان الثقافة التي روجت في العالم بواسطة المئات من وسائل الاعلام الحديثة هي حصيلة ادارة كهذه. (تصريحات سماحته امام طلبة كلية الامام علي (ع) العسكرية).

- انحراف لا مثيل له :

كلما كان التقدم اكثر كلما كان الابتعاد عن الصلاح والانسانية والعدالة اكثر: تشاهدون اليوم ذروة الحضارة المادية من الناحية العلمية والثروة والقوة العسكرية والجهود السياسية والدبلوماسية في اميركا. ان اميركا تملك ثروة وقوة عسكرية اسطورية وتحرك سياسي كبير، لكنكم تشاهدون ذروة الابتعاد عن الانسانية والمعنوية والاخلاق والفضيلة في هذا المجتمع الامريكي ، لم يشاهد قبل هذا في اي مجتمع اخر. لقد تحولت ابشع الاعمال البشرية والاخلاقية والجنسية والاجتماعية اليوم الى قانون وعرف مقبول في هذا المجتمع المتقدم والمجتمعات المماثلة له. فالخطيئة موجودة في جميع المجتمعات البشرية، لكن الخطيئة التي تتحول الى عرف وقانون ويتم الدفاع عنها تعد انحرافا لا مثيل له. ويشاهد اليوم بوضوح هذا الانحراف في المجتمع الامريكي باعتباره اكثر المجتمعات المتقدمة علميا وصناعيا وماليا واقتصاديا وسياسيا. وتشاهدون رجلا او امراة ظاهرهما جيد واذا راى احد هذا الرجل او هذه المراة في شارع او محل ما فانه لن ينتابه شعور بالتشاؤم ازاء سلوكهما الاخلاقي لكنهم يتحولون في سجن ابوغريب ببغداد الى ذئاب مفترسة. لان كلبا متوحشا يكمن في هذا الظاهر الانساني الحسن والجيد والانيق. ان الصور التي نشرت عن سجن ابوغريب احدثت صدمة لدى اكثر الشرائح الاجتماعية غفلة في المجتمعات الغربية وايقظتها. الذي مارس التعذيب هو امراة – رغم المشاعر اللطيفة التي يجب ان تتحلى بها امراة- والذي تعرض للتعذيب ، هم عدة رجال وجريرتهم هي انهم كانوا مشبوهين، ومورس التعذيب ضدهم باعلى مستويات البشاعة وان المجتمع الذي ارتكب هذه الجريمة هو مجتمع متطور علميا وصناعيا ومدنيا ويدعي قيادة البشرية! وعندما تغيب الهداية المعنوية والثقافة السليمة في مجتمع ما ، فالنتيجة ستكون هذه. وكانت هذه الخطيئة الكبري للحضارة الغربية. ان المعاندين الغربيين يقومون بقلب الحقائق ويوحون بان الاسلاميين المثقفين يعارضون الحضارة الغربية ويعارضون العلم والتقدم. في حين ان معارضة المؤمنين بالاسلام للحضارة الغربية ليس بسبب التقدم العلمي ومكافحة الخرافات وعلمنة جميع العلاقات الاجتماعية بل بسبب الفراغ المعنوي في هذه المجموعة من العالم.