رمز الخبر: ۴۰۳۳
تأريخ النشر: 18:39 - 05 May 2008
وحول موعد جولة المباحثات الرابعة بين إيران واميركا، قال السفير الإيراني إنه لم يتم تحديد الموعد بعد، موضحا في هذا الصدد "هذا الموضوع قيد الدراسة وسيتم الاعلان عن موعده بعد إجراء المشاورات مع المسؤولين العراقيين".
قال السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي، أن "دور إيران يقوم دائما على دعم الحكومة العراقية ومؤسساتها النابعة من ارادة الشعب العراقي، هذا التوجه كان وسيبقى إحدى أولويات السياسة الخارجية الايرانية".


وأكد كاظمي قمي في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط, ان إيران لا تريد اقتتالا شيعيا ـ شيعيا داخل العراق، موضحا أن طهران وان كانت تدعم خطوات حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أجل ضبط الامن في العراق ونزع سلاح الميليشيات المسلحة، إلا أنها لا تريد أن يتم هذا بالقوة العسكرية بل عبر الحوار، مشددا على أن قضية الميليشيات لا يمكن حلها بالأساليب العسكرية.


وقال كاظمي قمي "ان ايران تقدم دعما لحكومة العراق المنبثقة من الشعب والتي تناضل من أجل إقرار الأمن والاستقرار في هذا البلد، وذلك في اطار العلاقات السياسية والرسمية.وبشأن اميركا فان ايران دخلت في ثلاث محادثات ثلاثية (ايرانية ـ عراقية ـ اميركية) بطلب من الحكومة في بغداد والحكومة الاميركية ايضا، حيث تم الاعلان عن نتائجها بصورة شفافة وواضحة لوسائل الاعلام. لقد قدمنا توصياتنا حتى الآن للمسؤولين الاميركيين حول اسباب ظهور الازمات والظروف المأساوية جراء الاحتلال وعرضنا مقترحاتنا حول سبل الخروج من هذه الحالات، وكان مما أكدنا عليه هو ضرورة وضع الملف الامني تحت تصرف الحكومة العراقية ومؤسساتها".

وحول موعد جولة المباحثات الرابعة بين إيران واميركا، قال السفير الإيراني إنه لم يتم تحديد الموعد بعد، موضحا في هذا الصدد "هذا الموضوع قيد الدراسة وسيتم الاعلان عن موعده بعد إجراء المشاورات مع المسؤولين العراقيين".


وأضاف ان ايران تقف الى جانب حكومة المالكي لضبط الأمن في العراق، لكنها في الوقت نفسه لا تعتقد أن الحل العسكري هو المدخل المناسب لقضية الميلشيات، موضحا "دور إيران يقوم دائما على دعم الحكومة العراقية ومؤسساتها النابعة من ارادة الشعب العراقي، هذا التوجه كان وسيبقى إحدى أولويات السياسة الخارجية الايرانية. ايران لن تدخر جهدا يمكن ان يساعد على إقرار الامن والاستقرار في العراق. اننا سعداء بأن الحدود بين الجمهورية الاسلامية والجار العراقي هي من أكثر الحدود أمنا وثباتا".

وتابع قائلا "في الوقت نفسه فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم مسعى الحكومة العراقية للتعامل بحزم مع الجماعات المسلحة والخارجين على القانون. اننا ننصح أن يتم التوصل الى تسوية لقضية الميليشيات وذلك في اطار ضمان المصالحة والحوار الوطني استنادا الى بنود الدستور في العراق".

وحول هل تدعم إيران قرارا بنزع سلاح ميليشيات بدر إذا ما قررت حكومة المالكي نزع سلاح كل الميليشيات على الاراضي العراقية، قال كاظمي قمي "نحن نعتقد ان قضية الميليشيات العراقية لا يمكن تسويتها عبر الأساليب العسكرية، ونؤمن بأن أصلح طريق للحل يمر من خلال الحوار الموضوعي والوفاق الوطني بين العراقيين استنادا إلى الدستور وقرارات البرلمان العراقي".

ونفى السفير الإيراني الاتهامات القائلة بأن طهران تعد نفسها لملء الفراغ الأمني والسياسي عند انسحاب القوات الاميركية من العراق، موضحا "مثل هذه الاتهامات لا أساس لها وهي ناتجة عن شحن الأجواء وترويج الاكاذيب خدمة لأجندة ونوايا مريبة وهي تفتقد لأية قيمة، لأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر الشعب العراقي شعبا واعيا ومثقفا ونبيها ولا ينطلي عليه مثل هذا الدس الاعلامي".

كما رفض اتهامات القوات الاميركية والبريطانية لطهران بدعم الميليشيات المسلحة من اجل شغل واشنطن عن استهداف طهران، موضحا "الاميركيون يعتمدون حاليا سياسة التخويف من إيران، والحال ان قوات الاحتلال هي العامل الأصلي والحقيقي لكل الأزمة والتوترات في العراق، انهم يستخدمون تكتيكات ودعايات نفسية اعلامية لإلصاق المسؤولية بالآخرين".
وتابع "من المؤكد ان الاحتلال والإرهاب هما المشكلتان الرئيستان في العراق، والجميع يعلم من الذي يدعم المجموعات الارهابية المنتشرة في هذا البلد، وكيف تشكلت وكيف قويت شوكتها. فمن جانب هم يقولون انه ما دام الاحتلال الاميركي مستمرا فإننا سنظل نواصل عملياتنا، لكن من جانب آخر فإن اميركا هي الأخرى تقول اننا سنبقى في العراق ايضا، إذن نحن امام عملية لف ودوران.

لقد أكدنا مرارا وتكرارا في العديد من المواقف على ان تحديد موعد لجدولة الانسحاب من العراق وتخويل المزيد من الصلاحيات للحكومة في بغداد وايضاً لقوات الشرطة، كل ذلك بإمكانه ان يساعد على اقرار الأمن والاستقرار في العراق".

ونفى كاظمي قمي الاتهامات التي وجهها مسؤولون عراقيون لإيران بإيواء عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي على أراضيها، موضحا "أنا آسف لسماعي تلك المواقف الصادرة عن بعض الأصدقاء والاخوة العراقيين والتي لا تتطابق مع روح العلاقات الحميمة بين البلدين، ولا تنسجم مع طبيعة الدعم الإيراني للعراق حكومة وشعبا. ولا شك بأن هذه المواقف ليست مفيدة للأوضاع الجارية في العراق وليست قادرة على تأمين مصالح هذا البلد".

وأضاف "اننا إذ نرفض وندين حضور القاعدة في إيران، فإننا كنا نؤكد دائما على حقيقة هي ان بعض عناصر القاعدة كانوا سابقا موجودين في إيران، لكنه قد تم تسليمهم إلى بلدانهم كل حسب جنسيته.

لكن من في المنطقة أو في اميركا لا يعلم الجهة التي صنعت القاعدة وطالبان ودعمتهما؟ ان كل هذا واضح ومكشوف بالنسبة للأميركيين ونحن نعتقد ان دوافع مثل هذه الدعايات ضد إيران تعود أيضاً إلى هزيمة أميركا في العراق جراء تطبيق سياسات خاطئة هناك. ولهذا فإن أميركا ترى في تصدير الاخطاء والتشهير بالآخرين مخرجا للتنصل من هذا الفشل".

وحول مجالات التعاون بين طهران وبغداد، قال كاظمي قمي "قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية مساعدات ملحوظة للعراق في الابعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والبوليسية والصحية والتعليمية. ففي البعد السياسي حدث تبادل الزيارات والوفود، والمشاركة في المؤتمرات الدولية، ودعوة دول الجوار الى دعم العملية السياسية وحكومة نوري المالكي. زيارة الرئيس السيد محمود احمدي نجاد إلى العراق وتشجيع الآخرين على افتتاح سفارات بلدانهم في بغداد. ان كل هذه المساعي تصب في دعم الحكومة المنتخبة من قبل الشعب العراقي"
وتابع "في البعد الاقتصادي تم تخصيص قرض طويل الأجل بهدف انشاء البنى التحتية في العراق، مد الطاقة ومنها الكهرباء والغاز والنفط إلى العراق. تقديم الخبرات الإيرانية اللازمة لإنشاء محطات توليد الكهرباء في العراق.

تشغيل الخطوط الجوية بين طهران وبغداد. زيادة عدد زوار العتبات المقدسة. اما في البعد الأمني والبوليسي فتم تعزيز التدابير والضوابط الحدودية بهدف منع تسلل الإرهابيين والأفراد الذين يريدون عبور الحدود بصورة غير قانونية. مكافحة تهريب السلع والمخدرات. استعداد قوى الشرطة في كلا البلدين لتشكيل لجان مشتركة للتعاون والتنسيق.. وفي التعليم تم التعاون بين البلدين في مجالات تعليمية مختلفة وتشكيل دورات صحية وتأهيلية للأطباء العراقيين اضافة إلى تأهيل آخرين لمشاغل حرفية متنوعة".

وقلل السفير من أهمية التقارير التي قالت ان السفارة الإيرانية في بغداد توسعت لتصبح ثاني أكبر سفارة في العراق بعد السفارة الاميركية، موضحا "عدد أعضاء سفارة الجمهورية الاسلامية الإيرانية في بغداد ومنذ عهد النظام العراقي السابق (نظام صدام) لم يتغير. ان الكادر الموجود في سفارة بلادنا في بغداد ينقسم إلى تفريعات معروفة وهي أقسام السياسة، والإعلام والتجارة والاقتصاد والديوان الإداري والقنصلية".

مهر/