رمز الخبر: ۴۰۳۴۰
تأريخ النشر: 15:09 - 06 May 2018
زيارات الرئيسين الأذربيجاني والإيراني المتبادلة والوثائق الموقع عليها خلال هذه الزيارات قد أقلقت بعض القوى.

عصر ايران - أذرتاج - من الملاحظة في الأيام قليلة الماضية نشر أنباء ومقالات ترمي الى تشويه العلاقات بين أذربيجان وايران لدى وسائل الإعلام الناشطة في بعض البلدان. كأن معلومات حول البرنامج النووي الإيراني تسرب او تنقل من خلال أراضي أذربيجان. وخضعت هذه المعلومات لفحص أشد من جانب الهياكل والهيئات الحكومية الأذربيجانية. كما قال بيان وزارة الخارجية إن هذه المعلومات لا تمت بصلة الى حقيقة، لا، بل هي وهمية.

وليس من باب الصدفة ظهور مثل هذه المقالات التي لا أساس لها من الصحة في الوقت الراهن الذي يشهد تطور العلاقات الناجح بين باكو وطهران حيث ان زيارات الرئيسين الأذربيجاني والإيراني المتبادلة والوثائق الموقع عليها خلال هذه الزيارات في توسيع العلاقات المفيدة للتعاون في المجال الاقتصادي قد أقلقت بعض القوى. كما ان الشركات القابضة العابرة للقوميات التي تسعى الى ممارسة الضغوط على ايران لطردها من منطقة الشرق الأوسط قد طمحت الى موارد ذلك البلد الغنية للطاقة أيضا. واللاتي ما زالت تريد اجبار ايران على الجثو بالعقوبات الاقتصادية التي لم تحمل دائما طابعا عادلا تحاول كذلك تشويه علاقاتها مع جيرانها أيضا واطلقت تطبيق مبدأ "الصيد في الماء العكر".

أذربيجان وايران بلدان صديقان وجاران. واهم المسائل التي تهم كلتا الدولتين بجانب الروابط التاريخية هي تطوير الاقتصاد بالاحتفاظ بالاستقرار الاجتماعي السياسي. وغرض الذين يريدون املاء على هاتين الدولتين بخرق الاستقرار لا يرمي على الاطلاق الى التوصل الى الحياة الحرة والمزدهرة للشعبين بل اعتراضهما عن ممارستهما سياسة مستقلة.

وقد سبق ان اعلن الرئيس إلهام علييف ان أذربيجان لن تسمح باستخدام أراضيها ضد ايران. ولم يكن من الصدفة إدلاء الرئيس الأذربيجاني بمثل هذا البيان في حين تخطي العلاقات مع ايران مرحلة تطور حيث ان رئيس الدولة بكونه سياسيا بصيرا حكيما كان يلم بوجود من يطمح الحاق أضرار بهذه العلاقات أيضا.

وتواجه أذربيجان اليوم ضغوط تمارس عليها بانتهاجها سياسة خارجية مستقلة فضلا عن معاناتها من مواقف ازدواجية المعايير ضد نفسها. وتسعى القوى الكبرى الى إدارة أذربيجان التي أعادت استقلالها بثمن دمها انتهازا منها للفرصة السانحة في المرحلة التنموية التاريخية وتوجيهها إياها كيفما تريد واستغلال الدولة والبلد ولكنها تغض البصر لأسباب عن سياسة العدوان والاحتلال الأرمينية والمجازر التي ارتكبتها.

وفي حين يحاول الشعب الأذربيجاني التقدم على سبيله دون ان يمنع أحدا ويحقق إنجازات في هذا السبيل بقيادة الرئيس إلهام علييف تظهر "حقوق الأنسان" و"الديمقراطية" في الأذهان. ولكن استغلال هذين المفهومين من اجل التدخل في السياستين الداخلية والخارجية للدول المستقلة لا يشك فيه أحدٌ.

ولكنها تحاول هذه المرة جر أذربيجان الى نزاع مع جارها للتمكن من "صيد أرنبين من طلقة واحدة" من خلال إثارة انعدام الثقة المتبادلة.

واستهدف أحد الرصاصين إيران وآخرهما أذربيجان. وفي حالة اختراق العلاقات يقع اقتصاد إيران تحت ضربات وهو يعاني من العقوبات من دون ذلك. كما ان ممر النقل الشمال الجنوب الدولي الذي من شأنه ان يحفز ويعطي دفعة كبيرة لتطوير أذربيجان وإيران اقتصاديا سيعرض للبتر بإهدار الأموال المصروفة لذلك المشروع حتى الآن مع إغلاق خروج ايران الى العالم.

وفي حقبة يشهد فيه سعر النفط مدا وجزرا في الأسواق العالمية لأسباب سياسية لن يسمح لأذربيجان التي تعير أهمية لممرات النقل الدولية التي من شأنها ان تنوع اقتصادها بلعب دور بلد عابر أيضا. ونشر وبث الأنباء الكاذبة لدى الصحافة الخارجية لا تهدف إلا لتحقيق هذه المخططات. البتة، ستوجد في إيران وأذربيجان على حد سواء قوى تنوي لعب دور "الطابور الخامس" الذي سيطلب قطع العلاقات بالمزيد من مبالغة القضية بإثارة ضجة بالقيل والقال.

ومثل هذه التقنية السياسية لا تطبق للمرة الأولى حيث ان التدخلات الحربية في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من الدول قد سبقها نشر معلومات وأنباء لدى الصحافة الخارجية تدعي بوجود أسلحة الدمار الشامل في تلك البلاد. ولكن الفترة اللاحقة إثر كل واحد منها قد أوضحت أنها لا تملك سلاحا نوويا. ورأى المجتمع الدولي ان السلاح النووي وحقوق الإنسان والديمقراطية ليس سوى ذريعة والسبب هو إدارة الدول المستقلة كما ذكرنا أعلاه.

وكتب مساعد الرئيس الأذربيجاني للشؤون الاجتماعية السياسية علي حسنوف قبل بضعة أيام في حسابه على الفيسبوك آراءه وموقف الدولة من الموضوع ان "أذربيجان لا تشارك في أية من الحملات والعقوقات التي تمارسها الغرب ضد الدول المجاورة ولا تسمح بالاستفادة من أرضها كمنصة او أرضية ضد هذا البلد او ذاك.

كما لم تقف أذربيجان موقفا إيجابيا من مبادرات تصدير "موجة ديمقراطية" لسنوات 1990م عبرها الى الجنوب وآسيا الوسطى ولا تنضم اليوم في مشاريع مثل "الهلال الشيعي" والشرق الأوسط الجديد ولا تشارك في أي اتفاق يأتي ضد شعوب روسيا وايران وتركيا الصديقة على الرغم من انها عانت وما زالت من الدرجة الكافية من التشجيع والترويج والتحريض والضغوط المستمرة اليوم أيضا".

وما ابدى رئيسا أذربيجان وايران إرادة سياسية لاجل اتخاذهما خطة ضد ارادتهما لنبأ كاذب مدرج في جريدة ما. ورئيسا كلتا الدولتين مطلعان جيدا على مثل هذه التقنيات السياسية. وقد سبق ان اعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عام 2005م انه يفضل مصالح الشعب الأذربيجاني على كل شيء وانتهاجه سياسة خارجية مستقلة حيث انه رغم مطالبة الغرب بعدم التعاون في مجال الطاقة مع ايران وضغوطها على ذلك سوى رئيس الدولة ذلك التعاون مع ايران من اجل التوصل الى ضمان جمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي الأذربيجاني جيبها الخارجي بالغاز الطبيعي من خلال اتفاقية تبادل الغاز الطبيعي مع ايران من اجل امداد الغاز الطبيعي الى نخجوان التي أصبحت بمنأى من أراضي أذربيجان الام عبر امداد أذربيجان الغاز الى ايران من استارا وايران الى نخجوان من تبريز.

كما حضر الرئيس الإيراني حفل تدشين الغاز الطبيعي الى نخجوان عام 2005م بزيارة رسمية لها. وقد اعلن هذا الواقع بصراحة ان الضغوط التي تمارس ضد أذربيجان لا طائل تحتها.