رمز الخبر: ۴۰۷۰
تأريخ النشر: 11:32 - 07 May 2008
حمید حلمی زاده
ماتزال الذاکرة الانسانیة تستحضر الجریمة العظمی التی ارتکبتها امیرکا فی الایام الاخیرة للحرب العالمیة الثانیة (1945) عندما اقدمت ودون ایة مبررات علی قصف مدینتی هیروشیما وناکازاکی الیابانیتین بالقنبلة الذریة ، والتی راح ضحیتها مئات الالاف من القتلی والجرحی والمعوقین.

وبالرغم من استمرار تداعیات هذه الجریمة النکراء الا اننا لم نسمع حتی الان عن ان الولایات المتحدة هی فی وارد تعویض الاضرار الجسیمة التی لحقت بالیابانیین او الاعتذار منهم علی الاقل جراء ما اقترفته یدها الاثیمة بحق اناس مدنیین آمنین لم یتخیلوا یوما ان یموتوا بهذه الصورة الشنیعة.

المثیر للدهشة والاستغراب فی وقتنا الحاضر هو استماتة الامیرکیین وحلفائهم ومعهم الصهاینة ، لمنع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة من امتلاک الطاقة النوویة للاغراض السلمیة والتنمویة بدعوی ان ذلک یمکن ان یدفع طهران الی التسلح النووی !!

نقول هذا والعالم یشهد حالیا ملتقی اعضاء الامم المتحدة من اجل اعادة النظر فی المعاهدة الدولیة لحظر الانتشار النووی (NPT) والذی ستتواصل اعماله فی جنیف علی مدی اسبوعین .

فبالرغم من التزام ایران بقوانین الوکالة الدولیة للطاقة الذریة (NPT) ، الا ان ممثلی امیرکا ودول الاتحاد الاوروبی عمدوا وفی بدایة اعمال افتتاح هذا الملتقی الی اثارة موضوع "الملف الایرانی" بشکل مضلل ومغرض بالزعم ان طهران تعتبر نموذجا بارزا لتطویر التقنیة النوویة باتجاه انتاج السلاح النووی.

ویبدو بان الولایات المتحدة التی ینطبق علیها فعلا المثل القائل "ضربنی وبکی وسبقنی واشتکی" لا تشعر ابدا بعقدة الذنب لما مضی، ولا بالحیاء والخجل للعار المکتوب علی جبینها بسبب الجریمة التی لم یسبقها الیها احد.

لکن ما یدعو الی الحیرة والاستنکار معا ، هو تشدقها الزائد عن اللزوم بالدفاع عن معاهدة حظر الاسلحة النوویة ، والعمل دون هوادة لکی یصدق الرأی العام العالمی اکذوباتها واتهاماتها فیما یتصل بالبرنامج النووی السلمی للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.

وحسنا فعل الوفد الایرانی المشارک فی اعمال هذا الملتقی عندما قدم احتجاجا مشروعا ومحقا یؤکد علی انتهاک البلدان الغربیة ولاسیما امیرکا ، معاهدة حظر الانتشار النووی مطالبا اعضاء الاسرة الدولیة بمقاضاة هذه البلدان باعتبارها الناقضة الاولی لـ NPT

فطبقا للمادة السادسة من هذه المعاهدة کان یتوجب علی الدول الکبری ، العمل علی نزع اسلحتها النوویة التدمیریة ، لکن هذه الدول عدا عن کونها لم تف بهذه المادة، فانها اضافت الی ترسانتها الحربیة کمیات هائلة من الاسلحة النوویة المتطورة والقادرة علی ابادة ملایین البشر فی ای بقعة من العالم.

نحن نری بان الاوضاع الملتهبة التی تولدت بفعل العملیات العسکریة والحربیة للولایات المتحدة وحلیفاتها، فی منطقة الشرق الاوسط خلقت ظروفا عصیبة علی المسارات السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة فی انحاء الارض ، ولاشک بان هذه التداعیات الخطیرة تجرد امیرکا من صلاحية الوصایة علی الامن والسلم العالمیین ، باعتبارها صاحبة مشروع انتشار الفوضی والارهاب الدولی فی راهننا.