رمز الخبر: ۴۲۳۵
تأريخ النشر: 12:58 - 17 May 2008
كلما تنازل العرب والمسلمون عن احد حقوقهم لصالح العدو الصهيوني ازدادت اسرائيل تمردا وضراوة وارهابا على الجميع.
عصر ايران – حميد زادة : اذا كانت النكبة قد اضاعت فلسطين من ايدي العرب والمسلمين فانها ايضا كانت خير مقياس لمعرفة درجة وفاء الامة حكومات وشعوبا لمبادئها وتمسكها بثوابتها طيلة الستين عاما الماضية.

ان نظرة الى ما حفلت به منطقتنا حتى الان من احداث وتحولات واسقاطات جراء هذه النكبة تجعلنا اكثر قناعة بان التوصل الى اي حل للقضية الفلسطينية على قاعدة طرد المحتلين الصهاينة واعادة اهلها الاصليين الى ديارهم وتعويضهم عن ما تكبدوه طوال فترة التشرد والاغتراب هو امر مرتبط بل لصيق بتغير الاوضاع العربية والاسلامية نحو الافضل وبوضع الامة امام تجربتها الرسمية والجماهيرية ينبغي التوافر على مدى تاثير تلك التجربة الستينية الماضية في اطالة امد الاحتلال الصهيوني لفلسطين واستهتار اسرائيل الغاصبة بالكرامة والحقوق المشروعة وتماديها في الغي والعدوان يوما بعد اخر.

فلو عرفنا ان الغاية من الخط الاساسي للمشروع الصهيوني هو حماية المصالح الاستغلالية الجشعة للنظام الاستكباري العالمي بزعامة الاستكبار الامريكي وكذلك احالة الشرق الاوسط الى كانتونات متناحرة تسودها الفوضى والتوتر وصولا الى تفوق اسرائيل في المنطقة لاستغربنا الى حد الذهول من تهافت بعض الانظمة العربية على تطبيع علاقاتها مع دولة الارهاب الصهيوني في مختلف الابعاد والمجالات بل ومباركتها تل ابيب ايضا في اعمالها العدوانية والانتقامية على الفلسطينيين نكاية بحركتي حماس والجهاد الاسلامي وعلى اللبنانيين نكاية بحزب الله والمقاومة الاسلامية المظفرة.

لذلك ثمة حواجز كثيرة ومتشعبة تمنع حتى الان وبصعوبة مشهودة من انجلاء الظلمة الحالكة الناتجة من النكبة وانقشاع المآسي والمصائب والكوارث المتتالية ليس عن اهلنا في ارض الاسراء والمعراج فحسب بل عن عموم امة العرب والمسلمين ان لم نقل عن البشرية كلها.

اننا عندما نعود بالذاكرة ونتوقف عند محطات القضية الفلسطينية الواحدة تلو الاخرى تظهر لنا هذه الحقيقة بجلاء وهي انه كلما تنازل العرب والمسلمون عن احد حقوقهم لصالح العدو الصهيوني ازدادت اسرائيل تمردا وضراوة وارهابا على الجميع. وكلما تلقى المحتل الغاصب لفلسطين والقدس الشريف ضربات ماحقة كلما انكفأ وتقوقع واصابته المذلة اكثر ولم يقو على الصمود حتى وان امدته اميركا وحليفاتها باسباب القوة والبطش.

هذا بالفعل هو واقعنا بكل وضوح وعلى كل حال ، فان الامة هي المدعوة الى حسم خياراتها ان ارادت الخروج من ليل النكبة الطويل واستقبال فجر تطهير فلسطين والارض والانسان والمقدسات المحتلة في المنطقة العربية والاسلامية من رجس الغزاة.