رمز الخبر: ۴۲۳۶
تأريخ النشر: 13:32 - 17 May 2008
حمید حلمی زاده
فریق 14آذار فضح ارتباطاته بالمخطط الامیرکی - الصهیونی
المقاومة ومواجهة مؤامرة اغتیال انتصار الامة الاسلامیة

بسرعة البرق سقطت احدوثة فریق 14 آذار وحکومة فؤاد السنیورة فی لبنان، بعد تماد خطیر فی مناصبة العداء للمقاومة الشریفة التی اهدت للامة الاسلامیة انتصارها الباهر علی العدو الصهیونی فی صیف 2006.

فعلی مدی الفترة السابقة لتاریخ (8) ایار 2008 مارس فریق الموالاة بزعامة ولید جنبلاط وسعد الحریری وسمیر جعجع وبایعاز من الادارة الامیرکیة واسرائیل، مختلف اشکال الاستئثار بالسلطة ، والاستفزازات والتحرشات بهدف اثارة غضب حزب الله وقوی المعارضة اللبنانیة بشکل تدریجی الی ان بلغت الانتهاکات حد تجاوز الخطوط الحمر فی هذا البلد.

ومع ان قوی الثامن من آذار (فریق المعارضة) تحلت بالصبر وضبط النفس امام القرارات الکیدیة والاستعدائیة للحکومة اللاشرعیة، الا ان المعارضة وحرصا علی المصلحة الوطنیة لم تنجر الی هذا الفخ ذی الغایات المکشوفة ابتداءا، ودعت قوى فریق 14 آذار الی التراجع عن سیاساتها التی سولت لها المضی قدما نحو التصعید وتوتیر الاجواء اللبنانیة یوما بعد آخر.

والظاهر ان قوی الموالاة ، تلقت ایحاءات اقلیمیة وخارجیة زینت لها امکانیة اغتیال سلاح المقاومة بقرارات مشبوهة ومفهومة الدوافع ، مثل قرار الحکومة المبتورة ، الغاء شبکه الاتصالات السلکیة لحزب الله ومن قبل ذلک قرارها اقالة ضابط امن مطار بیروت القریب من اوساط المعارضة.

ویبدو ان فؤاد السنیورة وحکومته وفریق الموالاة سقطوا فی وهم الاحساس بالتفوق او التعویل علی الوعود الامیرکیة والاوروبیة حتی باتوا یعتقدون بانهم قادرون علی تحقیق ما لم تستطعه اسرائیل فی حرب الـ33 یوما ، شریطة التزام قلیل من الصمود والمثابرة حتی تصل الامور لما هو مرسوم!!

الملاحظ فی هذا المضمار تلقی فریق السلطة دعما اعلامیا اقلیمیا ودولیا واسع النطاق صب فی اتجاه واحد هو التشهیر بالمقاومة المظفرة ، واثارة الهواجس المذهبیة والطائفیة حول عقیدتها اضافة الی اثارة المخاوف من مغبة سیطرتها علی الساحة اللبنانیة.

الی ذلک فإن المظاهر المسلحة لقوی 14 اذار فی مناطق بیروت ومختلف انحاء لبنان، وقیام افراد هذا الفریق بعملیات قنص وارهاب طاولت افراد قوی المعارضة وانصارها ومواطنین ابریاء طیلة الفترة السابقة، جعل تحمل هذه الاجراءات الاستفزازیة الی النهایة امرا صعبا وعسیرا. کما جاء اقدام الحکومة علی اصدار القرارین المعروفین فی عملیة کسر عظم مقصودة ، لتشعل الاوضاع ما اجبر المعارضین علی التدخل لاعادة الامور الی نصابها.

الکشف عن خیوط المؤامرة
عصر یوم 8 ایار 2008 اعلن قائد المقاومة الباسلة وامین عام حزب الله العلامة السید حسن نصر الله وعبر مؤتمره الصحفی الذی عقده علی خلفیة اتخاذ حکومة السنیورة قراراتها الظالمة، اعلن علی مرأی ومسمع ابناء الامتین العربیة والاسلامیة واحرار العالم اجمع ، انه قد طفح الکیل وانه لم یعد امام قوی المعارضة خیار اخر سوی التعامل مع المستجدات الحاصلة بالتناسب مع خطورتها. وعدد السید نصرالله الابعاد التهدیدیة المثیرة لقرارات الحکومة بالاشارة الی :
- ان القرارات ادخلت لبنان فی مرحلة جدیدة بالکامل نظرا لخلفیاتها وتداعیاتها .
- ان لبنان ما بعد القرارات الاخیرة للحکومة التی اتخذت یوم الثلاثاء 6 ایار 2008 ، هو غیر لبنان من قبل جلسة الحکومة التی استمرت یومئذ حتی الفجر.
- انها کشفت حقیقة فریق 14 آذار وخلفیته وحقیقة التزامه وسلوکه فی العدوان الاسرائیلی علی لبنان فی تموز 2006 .
- انها تجرد المقاومة من اهم عنصر یحمیها کمقدمة لکشفها وبالتالی ، فان افراد فریق 14 آذار هم شرکاء فی القتل والاغتیال.
- انها تهدف الی الایقاع بین الجیش والقوی الامنیة من جانب وبین المقاومة من جهة ثانیة.

واوضح قائد الانتصار العظیم السید حسن نصرالله خلال المؤتمر الصحفی ان الحل للخروج من الازمة فی لبنان، هو الغاء القرارات غیر الشرعیة للحکومة الذی تأتمر باوامر ولید جنبلاط ، ثم فی تلبیة دعوة رئیس مجلس النواب السید نبیه بری الی طاولة الحوار.

وتابع ایضا انه لایعلن الحرب وانما یعلن قرار الدفاع عن النفس "لاننا وبعد تلک اللیلة الظلماء لجلسة الحکومة، لن نقبل بان یطلق علینا النار من ای کان ولن نقبل بأي تآمر علی سلاحنا، ولن نقبل بالمس بوجودنا وشرعیتنا ولوجاءت من کل جیوش العالم".

وقال امین عام حزب الله السید نصرالله ان السلاح لن یستخدم فی الداخل لا من اجل انقلاب ولا تغییر سلطة ولا لتحسین موقع، السلاح هو للدفاع عن السلاح.

واعتبر انه یواجه فی السلطة فریقا تابعا خادما ملتزما بامیرکا وینفذ مشروعا عجزت عنه الولایات المتحدة واسرائیل.

وانتهی السید نصرالله الی القول: عندنا یدان اثنتان: واحدة للحوار علی قاعدة الغاء القرارات الحکومیة الاخیرة والذهاب الی طاولة الحوار التی دعا الیها رئیس البرلمان نبیه بری، واخری فیها سلاح لا لتنفیذ انقلاب ولا للاعتداء ولا للسیطرة علی البلد، بل للدفاع عن السلاح.

سقوط مکونات المؤامرة

لم یتوقع العالم ان تؤدی عملیات الانتشار لقوی 8 آذار (فریق المعارضة) ومنها رجال حزب الله فی العاصمة بیروت والمناطق الاخری فی لبنان، الی تهاوی معاقل قوی 14 آذار الواحد تلو الاخر.

وکشفت التقاریر الوثائقیة لوسائل الاعلام المرئیة معلومات خطیرة عن ما کانت تخبئه قوی السلطة من استعدادات تستبطن جمیعها نزعة فریق 14 آذار نحو تحویل لبنان الی ساحة قتال وبؤرة مشتعلة بالفوضی والاضطرابات تلبیة لاملاءات الادارة الامیرکیة والقوی الغربیة والصهیونیة المستکبرة.

کما ان المداهمات التی جرت لمواقع قوی السلطة وسقوطها بسرعة، اماطت اللثام عن مدی هشاشة استعدادات هذا الفریق المعادی وانهیار معنویاته.

مابعد المؤامرة
کشفت التحرکات السیاسیة والاعلامیة الاقلیمیة والدولیة بعد انهیار السلطة اللاشرعیة فی لبنان ، عن توجهات انفجاریة تستهدف تبشیع صورة المقاومة الاسلامیة ورجال حزب الله المیامین وقائدهم الفذ المجاهد السید حسن نصرالله (دام علاه). ویمکن تلمس خطورة هذه التحرکات من خلال اطلاق بعض الاطراف المتلبسة بلباس علماء الدین نداءات مذهبیة تحریضیة تدعو الی الخوف من التطورات الجدیدة فی الساحة اللبنانیة بدعوی سعی حزب الله الی السیطرة والتحکم فی الاوضاع فی لبنان.

کما حشدت وسائل اعلام وفضائیات عربیة واجنبیة معروفة بعدائها لانتصار المقاومة المظفرة، کل طاقاتها وجهودها المحمومة من اجل عکس مشهد ملتهب وخطیر فی لبنان وتسمیة التحرک الذی قامت به المعارضة علی انه انقلاب.

لاشک ان القوی الاستکباریة اقلیمیة کانت او دولیة اوجست منذ البدایة خیفة من انتصارات المجاهدین اللبنانیین علی العدو الصهیونی المجرم ایام حرب تموز 2006 . وکانت حینئذ تعمل علی تزییف الحقائق والوقائع التی افرزتها بطولات رجال المقاومة الاسلامیة باشکال تبعث علی الریبة والاشمئزاز.

ولا یخفی علی احد تلک الاصوات النشاز الصادرة من وعاظ السلاطین مطالبة بعدم تایید المقاومة وحتی بعدم الدعاء الی الله لکی ینصرها.

ومن دون شک ان الشعوب العربیة والاسلامیة والبشریة المتطلعة الی التحرر والحق مثلما لم تنطل علیها الحملات الدعائیة للتشهیر بالمقاومة الباسلة آنذاک، فانها ستفوت الفرصة هذه المرة ایضا علی عملاء الاستکبار العالمی بزعامة الادارة الامیرکیة لکی لا یستطیعوا تمریر المؤامرة البغیضة الرامیة الی تشویه سمعة المجاهدین من اجل تطهیر الاراضی والحرمات والمقدسات من رجس القوی الغازیة والطامعة فی خیارات امتنا الکریمة.

المؤکد ان خیبة الامل من عدم تحقیق الفتنة الاستکباریة اهدافها المشؤومة لن تکون امرا مستغربا فقد اظهرت السنوات الثمان الماضیة ان جمیع التحرکات الامیرکیة – الاروبیة – الاسرائیلیة لتنفیذ مشروع الشرق الاوسط الکبیر، باءت بالفشل الذریع وان محاولات واشنطن تصدیر اخطائها وهزائمها المشینة فی افغانستان والعراق وفلسطین ولبنان الی خارج الولایات المتحدة والصاقها الاتهامات بالاخرین ولاسیما بالقوی الممانعة والمقاومة فی المنطقة تبرهن علی حالة العجز والخسران التی باتت تبصم السیاسات الامیرکیة الخرقاء فی الوقت الحاضر.