رمز الخبر: ۴۲۵۶
تأريخ النشر: 11:01 - 18 May 2008
لقد اثبتت الوقائع والتطورات الجارية عدم رغبة الاطراف الغربية المحتلة للعراق حتى الان في ابداء الجدية اللازمة لمكافحة الارهابيين والتنظيمات المتطرفة.
عصر ايران – ربيع بلاسم : الحالة الطبيعية للعراق منذ ان وجد الاحتلال الاميركي – الغربي على ارضه قبل اكثر من خمسة اعوام هي ان يعود اليه الامن والامان بعد ما قطع اشواطا بعيدة في محاربة الارهاب الذي تمارسه الجماعات المسلحة تكفيرية كانت ام صدامية ام عصابات لصوصية.

وتتحمل قوى الغزو الخارجي مسؤولية اكبر في اقرار الطمانينة والهدوء في هذا البلد انطلاقا من المواثيق والمعاهدات الدولية التي توجب على المحتل المحافظة على الارواح والممتلكات والالتزامات العائدة للبلد الخاضع للاحتلال. وتاتي عملية الهجوم على سيارة تقل ثلاثة من الدبلوماسيين الايرانيين يرافقهم سائق عراقي في مدينة الكاظمية المقدسة بضواحي شمالي بغداد لتكشف عن مدى تهاون الاحتلال الامريكي في قضية عودة الامور الى نصابها بالنسبة لحركة الذهاب والاياب في العاصمة وسائر المدن العراقية.

فالهجوم الغادر على دبلوماسيين ايرانيين بالقرب من مدينة دينية يفترض بها ان تكون امنة نتيجة للاجراءات والتدابير الامنية المبذولة من قبل الحكومة العراقية يعد مؤشرا على وجود اصرار وترصد مسبقين توخيا لادامة حالة القلق والتوتر والانفلات الامني في العراق تنفيذا لاجندة الاحتلال الخارجي الرامية الى سلب نعمة الاستقرار وراحة البال من هذا البلد الشقيق.

ولاشك في ان محاولة الاغتيال التي تعرض لها الدبلوماسيون الايرانيون وهم يتوجهون الى مدينة الكاظمية التي تضم مرقدي الامام موسى الكاظم والامام محمد الجواد (عليهما السلام) تعبر عن حقد اعمى لمنفذي العملية الاجرامية الذين يبدو انهم تسللوا الى مقربة من هذا الحرم الامن من مناطق بعيدة عنه جغرافيا بهدف معاودة اشعال الفتنة الطائفية التي وأدها اهل العراق سنة وشيعة بشكل حاسم.

ونظرا للاحترام الذي يكنه العراقيون للشعب الايراني بسبب خدماته السياسيه والاقتصادية والاجتماعية من اجل اعادة البسمة والطمانينة الى وجوههم رغم كل التحديات والصعوبات فان تعرض موكب الدبلوماسيين الايرانيين لاطلاق النار يثير هذا التساؤل وهو من المستفيد من ارتكاب هذا العمل الاجرامي وفي تلك المنطقة بالذات؟

في هذا الاتجاه تنطوي محاولة الاغتيال هذه على رسالة معنونة الى الحكومة العراقية برئاسة السيد نوري المالكي الذي توجه الى الموصل لتطهير هذه المحافظة من بقايا العصابات التكفيرية والمجموعات الارهابية المسلحة وذلك بعدما نجح نجاحا كبيرا في خطة فرض القانون ببغداد ومناطق اخرى من العراق.

ولهذه الرسالة مضمون واحد هو انه ليس من الضروري ان تتمكن الدولة الخاضعة للاحتلال من بسط هيمنتها الكاملة على البلاد اذا ما تعارض ذلك مع اجندة واهداف القوى المحتلة التي لا تخلو من النزعات الكيدية والانتقامية سواء ضد الحكومة المنتخبة من جانب او داعميها من جانب اخر.

على ان الدقة التي اعتمدت لدى مهاجمة السيارة الدبلوماسية منذ انطلاقها من مبنى السفارة الايرانية بوسط بغداد والى حيث جرت المحاولة الغاشمة تفسر حقيقة الارتباط الوثيق بين الارهابيين وحماتهم الذين وضعوا معا اثارة الضغائن والاحقاد بين العراقيين والايرانيين كاولوية اولى في المسلسل الاجرامي لاطالة امد الفوضى والاضطرابات في العراق.

لقد اثبتت الوقائع والتطورات الجارية عدم رغبة الاطراف الغربية المحتلة للعراق حتى الان في ابداء الجدية اللازمة لمكافحة الارهابيين والتنظيمات المتطرفة الامر الذي يعني ان الاحتلال والارهاب يسيران جنبا الى جنب في تساوق واضح يحقق الاطماع الاستغلالية للاستكبار العالمي.