رمز الخبر: ۴۳۶۸
تأريخ النشر: 11:37 - 24 May 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب : لم يعد هناك اي حياء او اعتذار او ندم في قاموس السياسة الامريكية العالمية لاسيما فيما يتصل بالمنطقة وبخاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

فبعد اعلان وزارة الامن عن قضائها على شبكة ارهابية عميلة لامريكا قامت باعمال تخريبية في البلاد يتاكد اليوم اكثر من اي وقت مضى بان واشنطن لا تفتأ تتمادى في غيها وعداونها ضد ايران بكل الوسائل والادوات الخبيثة.

اللافت ان بيان وزراة الامن الايرانية اوضح ان فشل الادارة الاميركية في تنفيذ مؤامراتها في المنطقة والدول الجارة جعلها تحشد اجهزة استخباراتها لتجنيد شبكة ارهابية لارتكاب عمليات تخريبية داخل ايران.

وبالقاء نظرة الى طبيعة المهام التي اضطلعت بها هذه الشبكة بعدما تلقت تدريبات مكثفة في الولايات المتحدة شملت تفجير العبوات الناسفة مثلما حصل في مدينة شيراز اضافة الى اعمال ارهابية في مختلف محافظات البلاد وممارسات اجرامية اخرى توصلت وزارة الامن الايرانية الى تفاصيل دقيقة عنها وعن اعضاء الشبكة الذين ارتبطوا بالاستخبارات الاميركية والاسرائيلية والبريطانية يتبين من كل ذلك ان قوى الاستكبار العالمي سخرت امكانات ضخمة بهدف زعزعة الامن والاستقرار وزرع الخوف والرعب في نفوس ابناء الشعب الايراني لا لسبب الا لان هذا الشعب حطم مجمل المخططات الاميركية – الصهيونية على صخرة تلاحمه والتفافه المنقطع النظير حول قيادته الواعية.

ان السلوك الوضيع للسياسة الغربية في التغرير بمواطنين هنا او هناك لتنفيذ اعمال ارهابية وتخريبية في ايران وتوفير الارضية للاعتداء على حياة دبلوماسيينا في بغداد الى جانب تغاضي الاحتلال الاميركي – البريطاني عن نشاطات المنافقين في العراق يرافقه اخراج بريطانيا اسم زمرة المنافقين من قائمة المنظمات الارهابية ، ان مجمل هذا السلوك يظهر المشروع الاستكباري لاميركا وحليفاتها على حقيقته، مشروعا شيطانيا دمويا يمارس الارهاب الدولي بكل ما لهذه الكلمة من معنى ولا يتورع عن التوسل باقذر المهمات لتحقيق مآربه العدوانية والاستغلالية.

وبقراءة متأنية لمواقف الانظمة الاستكبارية في اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني ولسياساتها الاستفزازية والتحريضية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال العقود الثلاثة الماضية يمكن للفرد العادي ناهيك عن المراقب السياسي الجزم بان هذه الانظمة التي اقامت بنيانها على الباطل والغدر والاجرام وهضم حقوق الشعوب المقهورة والمستضعفة في انحاء العالم لا يمكن على الاطلاق ان تعتنق سوى عقيدة المكر والخداع والتضليل ولا يمكن ان يصدر منها سوى الشر والعدوان والارهاب والابادات البشرية.

وفي مقابل هذا الميراث الاجرامي المقيت ليس من المستغرب ان تنظر شعوب الارض باحتقار شديد الى تحذيرات الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش من مغبة ما سماه امتلاك ايران للسلاح النووي لسببين هما :
1- ان بوش الصغير اطلق كلامه هذا في معرض مشاركته في الذكرى الستين لاغتصاب الصهاينة المستوطنين ، فلسطين وتشريد شعبها العربي المسلم الى الصحارى والمنافي عدا ما ارتكبوه من مجازر رهيبة لتكريس احتلالهم اللامشروع.

2- ان بوش وآباءه مازالوا ملعونين منبوذين وفقا للراي العام العالمي على جرعتهم النكراء بقصف مدينتي ناكازاكي وهيروشيما بالقنبلة الذرية ، الجريمة النكراء التي لم تتجرأ على ارتكابها سوى اميركا ونظرا لانعدام مفردة الندم في القاموس السياسي للولايات المتحدة كما قلنا بدء ، فانها لم تكلف نفسها حتى الان عناء تقديم الاعتذار الى الشعب الياباني الذي ما برح يدفع حتى الان استحقاقات تلك الجريمة الشنيعة.

وبمثل هذا الارهاب وذاك التاريخ الاسود لا تبدو اميركا وبريطانيا واسرائيل ومن لف لفها مؤهلة ابدا لنشر الفضيلة والتبشير بالديمقراطيات والحريات،خاصة وان القيم الاخلاقية تدعو دوما الى مقارنة القول الحسن بالفعل الجميل وهذا ما هو بعيد جدا عن السلوك البربري الوحشي والحاقد لمروجي الارهاب الدولي في الوقت الحاضر.