رمز الخبر: ۴۴۰۹
تأريخ النشر: 09:49 - 26 May 2008
وأضاف قرباني: أن الولايات المتحدة قامت بدعم الحكومات الدكتاتورية من أجل قمع نهضات الامة الاسلامية، وعينت لها مستشارين غربيين بهدف تكريس النفوذ الفكري والاسترتيجي الغربي على الانظمة.
إعتبر مسؤول عسكري ايراني كبير ان هدف قوى الاستعمار في المنطقة هو ايجاد شرق أوسط كبير، يحتوي على دويلات ضعيفة ومختلفة، حتى لا يتمكن المسلمون من بناء الذات بالاعتماد على النفس، داعيا الغرب للاعتراف بقوة إيران وقوى المقاومة في المنطقة.

وقال مستشار رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية العميد مرتضى قرباني في تصريح لقناة العالم الاخبارية الاحد: إن هدف القوى الاستعمارية القديمة والحديثة "وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا" في المنطقة، هو تأسيس شرق أوسط كبير عبر تجزئة بلدانه إلى دويلات صغيرة ضعيفة ومختلفة، تتمكن من السيطرة عليها ونهب ثرواتها، حتى لا يتمكن المسلمون من بناء الذات والنهوض بالواقع عبر الاعتماد على قدراتهم الذاتية الكثيرة.

وأضاف قرباني: أن الولايات المتحدة قامت بدعم الحكومات الدكتاتورية من أجل قمع نهضات الامة الاسلامية، وعينت لها مستشارين غربيين بهدف تكريس النفوذ الفكري والاسترتيجي الغربي على الانظمة.

وتابع: لكن الشعب الايراني وبقيادة الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) استطاع أن يتغلب على ذلك الواقع، وأن يسجل إنجازا تاريخيا عبر ثورته، واقامة الجمهورية الاسلامية في ايران في عام 1979، رغم كل محاولات الغرب وكيان الاحتلال الاسرائيلي لاضعاف هذه الثورة والانقلاب عليها.

وأشار العميد قرباني إلى الهجوم الواسع الذي شنه النظام العراقي السابق على إيران بعيد الثورة الاسلامية، من أجل احتلال بعض المناطق، وتحت تأثير النزعة السلطوية لذلك النظام، وقال: استطاع الشعب الايراني وبأيد عزلاء وعبر تضحيات جسام وهبـّة جماهيرية بدعوة من الامام الخميني، أن يصد هذا الاعتداء، الذي شارك فيه ورعاه الغرب والشرق بكل ما استطاعوا من قوة وبكافة الامكانيات للقضاء على الثورة الاسلامية.

وأكد أن القوة الاولى للايرانيين التي اعتمدوها في صد العدوان البعثي كان الاسلام والقيادة الاسلامية الفذة للامام الخميني، الذي استطاع أن يوحد الشعب الايراني، ويجسد فيه الروح الوطنية من أجل الدفاع عن البلاد، رغم ضآلة الامكانيات مقابل الترسانة العراقية الضخمة المدعومة والمسندة من الشرق والغرب.

وأشار هذا المسؤول العسكري الايراني الكبير الى ذكرى تحرير مدينة خرمشهر التي احتلها الجيش العراقي وقال: ان القوات الايرانية التي كانت تتشكل غالبا من قوات شعبية، استطاعات ان تلحق هزيمة نكراء بالعدو وان تكبده خسائر فادحة بالمعدات والارواح، كما تمكنت من أسر الالاف من الجنود العراقيين، معتبرا ان الانتصار في خرمشهر كان المقدمة للانتصارات الاخرى والكثيرة التي سجلت لايران خلال الحرب المفروضة عليها طيلة ثماني سنوات.

وشدد العميد مرتضى قرباني على أن الانتصار التاريخي الايراني في تلك الفترة شكل ضربة وصفعة قوية للولايات المتحدة ومصالحها ومخططاتها المشؤومة في المنطقة، حيث حاولت خداع المنطقة بالخطر الايراني المزعوم واخافتها منه في وقت كانت إيران تدافع عن حدودها.

وتابع: ان الاعداء لم ولن يتوانوا عن محاولاتهم النيل من مكانة وسمعة وامن الجمهورية الاسلامية وعبر مختلف السبل ودون انقطاع، حيث نلاحظ الهجمة الدبلوماسية والاعلامية والسياسية ضد طهران، وعلى مختلف المستويات، في وقت لم تعتد ايران على أحد يوما، بل كانت دائما تتعرض للاعتداءات من الاستعمار وعملائه في المنطقة.

ودعا قرباني الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الاعتراف بأن إيران أضحت قوة في المنطقة، وبأن المقاومة في المنطقة رقم يجب ان يحسب له الف حساب، انهما يستمدان قوتهم من إيمانهم والتوكل على الله والذات والقوة الشعبية، ولن يستطيعوا يوما القضاء عليها وستقف بوجه طموحاتهم التوسعية والعدوانية ما دامت هذه القوى موجودة في اوساط الامة الاسلامية.

وخلص العميد قرباني الى التأكيد بأن رسالة إيران اليوم للعالم والمنطقة هي السلام والامن والاستقرار والصداقة، مضيفا بان ايران لم ولن تعتد على احد، لكنها ستتصدى لاي عدوان تتعرض له، ولن يكون بمقدور احد أن يتصدى للقوات الايرانية التي أصبحت اليوم أقوى من أي وقت مضى.


العالم/