رمز الخبر: ۴۵۱۶
تأريخ النشر: 18:24 - 07 June 2008
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ: ان المالكي سيبحث مع المسؤولين الايرانيين ملفات سياسية واقتصادية مهمة أبرزها الاتفاقية الامنية المزمع عقدها مع الولايات المتحدة وتزويد العراق بالكهرباء وانشاء محطات الطاقة وتوريد المحروقات.
يبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على رأس وفد وزاري رفيع المستوى اليوم السبت زيارة رسمية لطهران في اطار جولة تشمل كذلك الاردن.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ: ان المالكي سيبحث مع المسؤولين الايرانيين ملفات سياسية واقتصادية مهمة أبرزها الاتفاقية الامنية المزمع عقدها مع الولايات المتحدة وتزويد العراق بالكهرباء وانشاء محطات الطاقة وتوريد المحروقات.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني أعلن في وقت سابق من يوم أمس الجمعة أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيزور طهران اليوم لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، مشيدا بحسن نوايا طهران ورغبتها في مساعدة بغداد.

وفي تصريح ادلى به اثر لقائه السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي، قال طالباني: ان زيارة المالكي تهدف الى تطوير العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر.

واشاد الرئيس العراقي بدعم ايران للامن والاعمار في بلاده ووقوفها الى جانب القوى العراقية الاصيلة في فترة النضال ضد النظام البائد، مؤكدا عزم بغداد على تعزيز علاقاتها وتعاونها مع طهران في المجالات السياسية والاقتصادية والحدودية كافة.

في هذه الاثناء تجددت التظاهرات في كل من مدينة الصدر شرقي بغداد والكوفة وسط البلاد احتجاجا على الاتفاقية المزمع توقيعها بين واشنطن والحكومة العراقية.

فقد تظاهر الالاف في مدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية بغداد احتجاجا على الاتفاقية، معتبرين انها امتداد للاحتلال.

واحتشد عشرات الالاف عقب صلاة الجمعة في ساحات المدينة استجابة لدعوة السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، باستمرار التظاهر حتى الغاء الاتفاقية.

وردد المحتجون هتافات مناهضة للاحتلال تدعو الى خروجه من البلاد، كما دعوا الحكومة العراقية والبرلمان الى رفض الاتفاقية وعدم الانصياع الى الضغوط الاميركية بتوقيعها مهما كلف الثمن. واحرقوا العلم الاميركي ومزقوا اوراقا تمثل مسودات لهذه الاتفاقية.

وحمل مئات المتظاهرين اعلاما عراقية ورايات اسلامية ولافتات قالت احداها: " الاتفاقية الامنية اسوأ من الاحتلال " واعتبرت اخرى " الاتفاقية الامنية اعلان حرب ضد الشعب العراقي ".

وقال ستار البطاط خطيب صلاة الجمعة الذي وضع على كتفه علما عراقيا: ان "العراق سيصبح قاعدة عسكرية اميركية تقوم بتصفية حساباتها مع من تريد ".

واضاف: ان "الاتفاقية ستعطي حصانة للجندي الاميركي بان يقتل ويعتقل دون محاسبة او مراقبة ".

وتابع خطيب المسجد امام حشود المصلين: "اقولها، ما دام مقتدى الصدر يرفض الاتفاقية لن يكون هناك توقيع عليه ".

ووسط الهتافات احرق عدد من المتظاهرين علما اميركيا ودمية تمثل الرئيس الاميركي جورج بوش.

وفي الكوفة خرج حشد كبير من انصار التيار الصدري بعد صلاة الجمعة في الشارع وهم يحملون لافتات قالت احداها: " لن يكون العراق مستعمرة اميركية " و" لن نسمح ان يتحول العراق الى ضيعة اميركية ".

وخاطب صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري المصلين قائلا:" اذا اتبعنا من يرفض الاتفاقية بشكلها الحالي فقط بعد اسبوع سيقول لقد جئنا باشياء جديدة ايجابية وسيطالب بالموافقة عليها ".

وتابع العبيدي: " علينا الا نقع في المحظور ولنرفضها جملة وتفصيلا ".

وحمل عدد من المتظاهرين الذين ساروا بمشاركة عدد كبير من النساء وسط اجراءات امنية مشددة اعلاما عراقية ورايات اسلامية.

وشهدت الجمعة الماضية تظاهرات مماثلة للتيار الصدري في بغداد ومعظم المدن العراقية.

وفي المواقف السياسية من الاتفاقية الامنية، دعا عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني في مدينة كربلاء المقدسة المسؤولين العراقيين الى رفض هذه الاتفاقية وكل ما يخدش الثوابت الوطنية، لاسيما سيادة العراق.

وكان السيد السيستاني اكد على ضرورة ان تتسم الاتفاقية العراقية الأميركية الطويلة الأمد بأربعة مضامين رئيسية هي: الشفافية والحفاظ على السيادة الوطنية والإجماع الوطني، وان يتم عرضها على البرلمان العراقي للتصديق عليها.

من جانبه، اكد رئيس جماعة علماء العراق " فرع الجنوب " الشيخ خالد عبد الوهاب الملا في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الجمعة: ان هذه الاتفاقية مضرة بمصالح العراقيين حكومة وشعبا، مشيرا الى ان الشعب بدأ تحركا واسعا ضد توقيعها.

ودعا الملا المرجعيات السياسية والدينية والفكرية الى الوقوف صفا واحدا وتحت خطاب موحد، من اجل تثقيف الشعب العراقي وتوعيته بمخاطر إبرام هذه الاتفاقية، مؤكدا ان "العراقيين اليوم وحدوا كلمتهم عربا وأكرادا وسنة وشيعة وغيرهم، في موقف موحد من الاتفاقية التي تمس بسيادة الشعب وحكومته المنتخبة، ولن يقبلوا بمثل هذه الاتفاقية، باي حال من الاحوال".

وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية للتوصل الى اتفاقية امنية طويلة الامد بعد 31 كانون الاول/ ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجود قوات الاحتلال في هذا البلد.

العالم/