رمز الخبر: ۴۷۴۶
تأريخ النشر: 12:45 - 22 June 2008
حميد حلمي زادة
حميد حلمي زادة

بقراءة خلفية التصريحات التصعيدية لزعماء الكيان الصهيوني والتي هددوا فيها ايران بالتدمير إن هي فكرت في مهاجمة اسرائيل، يمكن معرفة حالة الخوف التي يعيشها المحتلون في الوقت الحاضر، الأمر الذي يدفعهم الى اتخاذ مواقف متخبطة و مهزوزة، سارع المحللون السياسيون الإسرائيليون أنفسهم الى التحذير منها كونها باتت تفرز رؤية واضحة عالمياً تجاه هذا الكيان خلافاً لتلك الإدعاءات القائلة بأن اسرائيل تقع في عين العاصفة ، جراء التهديدات المحيطة بها.

وسواء أنجح هذا التحذير في ثني أمثال شاؤول موفاز أو بنيامين اليعازر عن مواصلة هذا السلوك الإستفزازي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، أو لم ينجح فإن ذلك لن يغيّر شيئاً في حقيقة أن الكيان الصهيوني هو كيان عدواني بغيض بالأصالة وبالفعل و أنه يستهدف من خلال الممارسات الكيدية والأكاذيب الدعائية تلغيم الأجواء العالمية ضد إيران و مشروعها النووي السلمي على أمل توجيه ضربة عسكرية استباقية لها في المستقبل.

فالمسؤولون الصهاينة يعتبرون بأن السياسات الغربية ولاسيما الأمريكية فشلت حتى الآن في إجبار طهران على التخلي عن نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم على الرغم من قيام مجلس الأمن الدولي بإصدار ثلاثة قرارات تنطوي على عقوبات اقتصادية كبيرة حيال ايران. ولعل هذا السبب هو الذي دعا شخصاًَ مثل وزير البنى التحتية في حكومة الإحتلال الصهيوني بنيامين اليعازر الى التشكيك في قابلية العقل الغربي على استيعاب أو فهم ما تحققه طهران من نجاحات نووية تنموية على الرغم من الضغوط الدولية التي تتعرض لها، مشيراً في هذا الصدد الى مئات الصفقات التي عقدتها الشركات الأوروبية والأمريكية فضلاً عن الشركات الصينية والكورية الشمالية مع إيران.

وفي نطاق تصريحات اليعازر و معه ايضاً شاؤول موفاز الذي يسيل لعاباً لخلافة ايهود اولمرت في زعامة حزب كاديما ومن ثم لرئاسة الحكومة حال استقالة اولمرت من منصبه نتيجة لإتهامه بالفساد، ترى الأوساط السياسية والإعلامية الصهيونية بأن تصعيد حمى التحريض على إيران ، والتهديد بضربها أسفر للآن عن نتائج معكوسة على مستوى ظهور اسرائيل بمظهر الطرف الذي لاينفك عن استخدام لغة التوعد المجنونة ، وتحوُّل ايران الى الطرف المجني عليه أمام العالم ما جعلها في موقف دفاعي ازاء تصريحات بعض الساسة المجانين في تل أبيب.

أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي ترصد مثل هذا التوجه وتضعه في خانة الإفلاس الصهيوني جراء هزائم اسرائيل المخزية في لبنان ومحاولاتها اليائسة لإعادة ماء الوجه الضائع ورفع معنويات جيشها المنهار، فإنها ترى أن تجاهل هذه التهديدات الهوجاء، بالسكوت، قد يُفسر على أنه قبول بالمزاعم الرامية الى اتهامها بالتوجه نحو التسلح النووي.

وازاء ذلك فإن طهران وإن هي اقدمت على تقديم احتجاجها على تصريحات شاؤول موفاز لدى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للمطالبة برد فعل حازم حيال تصريحات نائب رئيس الوزراء الصهيوني موفاز، فإنها أكدت أيضاً على أنها تحذر اسرائيل من رد موجع جداً إذا ما هاجمت المنشآت النووية الإيرانية، حسب ما جاء على لسان وزير الدفاع الإيراني الجنرال مصطفى محمد نجار.

وترى طهران كما صناع القرار في العواصم العالمية أن جنوح تل أبيب الى لغة التهديد والوعيد، يعود الى تغيّر المعادلة الإقليمية لصالح قوى المقاومة والممانعة في الشرق الأوسط، جراء هزيمة اسرائيل العسكرية في لبنان وقطاع غزة بفلسطين وتخلخل المشهد السياسي والإقتصادي والإجتماعي في داخل الكيان الصهيوني ، وعجز أمريكا بإدارتها الجمهورية المتطرفة بزعامة جورج بوش الأبن عن تفعيل توصيات مؤتمر أنابوليس لصالح تكريس التفوق الإسرائيلي في المنطقة، و فشل محاولاتها المحمومة من أجل إخافة الجوار العربي من برنامج طهران النووي السلمي ، وإخفاقها كذلك في إيجاد درع صاروخي يهدف الى استدراج البلدان العربية الى فخ مواجهة مفتعلة مع إيران.