رمز الخبر: ۴۸۷۹
تأريخ النشر: 12:47 - 30 June 2008
فالقدرات التسليحية الدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية تعرف متى وكيف يكون التعامل مع "اسرائيل" وبالتالي فان هذا الكيان الغاصب يعلم بان عليه التفكير الف مرة قبل التورط مع ايران في اي مواجهة مجهولة العواقب بالنسبة له.
عصر ايران ، ربيع بلاسم – لم يكن القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية العميد محمد علي جعفري مبالغا عندما حذر كيان الاحتلال الصهيوني بالضربات الصاروخية الايرانية اذا ما اقدم على حماقة مهاجمة منشآتنا النووية.

فالقدرات التسليحية الدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية تعرف متى وكيف يكون التعامل مع "اسرائيل" وبالتالي فان هذا الكيان الغاصب يعلم بان عليه التفكير الف مرة قبل التورط مع ايران في اي مواجهة مجهولة العواقب بالنسبة له.

وقد يكون من السابق لاوانه الحديث عن امكانات الردع الايرانية ليس في مواجهة اسرائيل وحسب وانما في التصدي لاي عدوان يمكن ان تقدم عليه اميركا ايضا على خلفية الانتقام من طهران بسبب دورها في تقويض مشروع الشرق الاوسط الكبير.

فايران تعلم بان المعسكر الغربي الصهيوني الذي تعرض لانتكاسات وهزائم مريرة في لبنان وفلسطين والعراق خلال العامين الماضيين يحاول بكل الوسائل اعادة ماء وجهه والظهور بمظهر صاحب قوة البطش القادرة على تلقين قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة "دروسا تاديبية".

بيد ان الواقع على الارض يختلف بمقدار 180 درجة عن الادعاءات الفارغة للادارة الاميركية وحكومة الاحتلال الصهيوني لانهما تعانيان الان من عقدة اسمها "المصداقية" او "الاعتبار" لاسيما وان هذا الثنائي فشل فشلا ذريعا يوم كانا يمران في عصرهما الذهبي فكيف الحال وهما يستعدان للرحيل والانقشاع في الوقت الحاضر.

الى ذلك فان دافعي الضرائب الاميركيين والاوروبيين باتوا يضيقون ذرعا بهرقليات واشنطن وتل ابيب ويعتبرون ان ما يعانونه من ازمة اقتصادية خانقة مردها تورط حكوماتهم في رهانات خاسرة جرت عليهم المعضلة تلو الاخرى.

المؤكد ان النظام الاستكباري العالمي الراهن ما انفك يشمخ بانفه وهو لا يريد تصديق ان ايران اليوم ليست ايران الايام الاولى لانتصار الثورة الاسلامية المباركة.

فقد قطعت طهران حتى الان ما يقارب من ثلاثة عقود من الانجازات الجبارة التي جعلت من الايرانيين المثل الاعلى بالنسبة لشعوب العالم في الصمود والتطور وفي القدرة على احتواء اساليب الحرب النفسية لاميركا واسرائيل ومن لف حولهما.

من هنا لن نبالغ اذا قلنا ان جهوزية بلادنا ستكون بالمرصاد للمعتدين كائنا من كانوا وان كنا ندرك بان الظروف غير مؤاتية لارتكاب حماقة ما ضد اي موقع في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

على الاطراف الغربية ان تعي بان ايران ليست لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بالترغيب والترهيب. فكما ان طهران تصدت بمهارة فائقة للضغوط المختلفة والحرب الدعائية طيلة السنوات الخمس الماضية دون ان تفرط في اي جزء من حقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية فانها ستقدم للعالم لاحقا انموذجها الفذ عن طريقة اركاع المستكبرين والطامعين وجعلهم يندمون كثيرا اذا ما سولت لهم انفسهم المساس بها وبشعبها المجاهد باي شكل من الاشكال.