رمز الخبر: ۴۹۵۴
تأريخ النشر: 11:12 - 05 July 2008
و قال هذا الخبير "ان الدوافع الاسرائيلية من وراء هذه التهديدات معروفة فهي مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الامريكي بوش حليفها الرئيسي تخشي من تولي الديمقراطيين زمام الامور بالولايات المتحدة ويتعامل اوباما مع ازمة الملف النووي الايراني بدبلوماسية اكثر وبالتالي فان الدويلة العبرية تسعي لرفع حرارة الازمة في هذه الفترة حتي تورط الحزب الديمقراطي فيها وتبقيه في نفس الدرجة التي يتعامل بها الجمهوريون مع هذه القضية" .
أكد خبراء ستراتيجيون و عسكريون و قانونيون مصريون أن أية ضربة تستهدف إيران ستحوّل المنطقة الي كرة من اللهب و ستلحق بإسرائيل خسائر فادحة كما ستدفع الي هجرة اليهود من الدويلة العبرية .

و افادت وكالة انباء فارس بأن الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن الخبير في الشؤون الايرانية أكد لصحيفة «الراية» القطرية ان رد الفعل الايراني سيكون عنيفاً علي اي عدوان ما سيجعل المصالح الامريكية في المنطقة العربية تتأثر كثيرا في الوقت الذي لا تضمن فيه اسرائيل ان تكون الحماية متوافرة لها بحيث لا تصاب بخسائر فادحة من الانتقام الايراني .


و قال هذا الخبير "ان الدوافع الاسرائيلية من وراء هذه التهديدات معروفة فهي مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الامريكي بوش حليفها الرئيسي تخشي من تولي الديمقراطيين زمام الامور بالولايات المتحدة ويتعامل اوباما مع ازمة الملف النووي الايراني بدبلوماسية اكثر وبالتالي فان الدويلة العبرية تسعي لرفع حرارة الازمة في هذه الفترة حتي تورط الحزب الديمقراطي فيها وتبقيه في نفس الدرجة التي يتعامل بها الجمهوريون مع هذه القضية" .

و اشار عبد المؤمن إلي ان "التهديدات الاسرائيلية لا تتجاوز كونها تهديداً اعلاميا لان توجيه ضربة لايران يتطلب حسابات دقيقة ومكلفة جداً ربما تعتمد اسرائيل علي دعم من أمريكا لكن الولايات المتحدة الامريكية لن تكون مستعدة للتورط المباشر في مثل هذه الضربة نظراً لوجود مصالح أمريكية في المنطقة علاوة علي أن وجود قوات امريكية في المنطقة يجعلها في مرمي النيران الايرانية خاصة صواريخها طويلة المدي" .

و عن مستقبل المنطقة العربية في حال تعرض ايران لضربة عسكرية صهيونية ، قال عبد المؤمن : "إن كل الدول العربية تقريبا علي نحو مطلق ترفض توجيه ضربة لايران او التعامل مع الملف الايراني من خلال الحل العسكري و تدعو إلي حل هذه الازمة بالحوار وبالسبل الدبلوماسية وتطالب في الوقت ذاته بإخلاء المنطقة من كافة اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك اسرائيل ولن تعمل علي التورط في أي عملية عسكرية ضد ايران لانها تدرك انها ستقوم بالرد وبخاصة انها ستكون سهلة وفي متناولها" .

و بالنسبة لتلويح محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاستقالة حيال توجيه ضربة ضد ايران أشار عبد المؤمن إلي ان البرادعي زار كل دول المنطقة و لديه تقارير كاملة عن الاوضاع العسكرية والمنشآت النووية في هذه المنطقة و يدرك ان المنطقة العربية تجمع فيها مصالح لعديد من دول العالم خاصة الدول الكبري و ان اقرار الامن والاستقرار هو الذي يمنع من تصعيد حرارة المنطقة ويؤثر علي المصالح الحيوية، كما يدرك بصفته مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان المشروع الايراني ليس بالشكل الذي تصوره اسرائيل والولايات المتحدة. ويري ان هناك فرصة لتسوية المشروع .

من جانبه أعتبر المستشار مرسي الشيخ الناشط السياسي مدير مركز العدالة للدراسات الحقوقية والسياسية ان المناورات العسكرية الاسرائيلية التي جرت مؤخراً و التي قيل ان هدفها التحضير لضربة محتملة علي المنشآت النووية الايرانية ، هي مجرد استعراضات عسكرية وبالونة اختبار في الهواء تقوم بها اسرائيل لاحداث نوع من القلق في الداخل الايراني.

و أوضح قائلاً : لا أعتقد ان اسرائيل مهيأة الان لشن حرب ضد ايران خاصة وا نها محاصرة من جميع الجوانب بخصوم واعداء كما انها أعلنت انها تسعي إلي السلام مع الفلسطينيين ودمشق فكيف تقدم علي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه سكانها -حسب آخر الاحصاءات - بابرام اتفاقية سلام علي ايران وأشار إلي ان إقدام اسرائيل علي توجيه ضربة عسكرية لايران تعد كذلك خطوة غير محسوبة تهدد أمنها واستقرارها موضحاً انه في حال وقوع حرب فإن اسرائيل ستكون الخاسرة حتي ولو كانت أمريكا وراءها وذلك انها الاكثر حاجة إلي الاستقرار والسلام .

ورأي مرسي الشيخ أنه في حالة شن ضربة اسرائيلية علي المنشآت النووية الايرانية فان عواقبها ستكون وخيمة للغاية علي المنطقة كلها وعلي اسرائيل كما سيترتب عليها هجرة اليهود إلي خارج الدولة العبرية وذلك لان أرض الميعاد ستكون كرة من اللهب وقال : ان التهديدات الاسرائيلية علي ايران تهدف للضغط عليها لاعادة النظر في مسألة تخصيب اليورانيوم وإعادة النظر في قوتها العسكرية الا ان ايران لن تستجيب وهي تتقدم يوماً بعد يوم في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية وذلك يمثل في حد ذاته خطراً علي اسرائيل وغيرها من دول المنطقة.

اما الدكتور محمد العدوي استاذ العلوم السياسية بجامعة اسيوط فقد اعتبر ان التهديدات الاسرائيلية هي نوع من المناورة السياسية مشيراً إلي ان رد ايران سيكون عنيفاً للغاية من دون شك لانها تمتلك صواريخ طويلة المدي وتستطيع ان تصل إلي قلب اسرائيل من خلال انصارها في لبنان والعراق وفلسطين.

و اعرب عن اعتقاده بان اسرائيل تهدف من وراء مناوراتها الاخيرة إلي محاولة طمأنة شعبها وكسب الرأي العام الاسرائيلي وخاصة في ظل الاوضاع الداخلية المهترئة بعد الاتهامات التي وجهت لرئيس الحكومة اولمرت بالفساد، وتعكس في الان ذاته حالة التوتر في الداخل الاسرائيلي التي لا تسمح بخوض معركة ضد ايران.

و اعتبر العدوي ان التهديدات الاسرائيلية نوع من تبادل الادوار ما بين الولايات المتحدة واسرائيل من اجل الضغط علي طهران للاستجابة للحوافز التي قدمها الدول الكبري والدول الاوروبية مؤخرا مؤكدا انه في حالة وقوع حرب اسرائيلية ايرانية فان المنطقة ستتحول إلي كرة اللهب وفق التعبير الذي استخدمه د. محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الي ذلك اكد الدكتور سمير غطاس الخبير في الشؤون الاسرائيلية ان اسرائيل لن تخفي ابداً استعداداتها الداخلية لمواجهة ما يسمي امتلاك ايران لخيارها النووي ، لكن يجب التمييز بين القرار السياسي والاستعدادات العسكرية ؛ فاسرائيل باستمرار تنزع إلي الخيار العسكري وجاهزة دائماً عند الحاجة لاحباط اي عدوان عليها او التدخل في حرب استباقية اذا ما تجاوزت ايران ما يسمي بالخط الاحمر لانتاج القنابل النووية لافتا إلي ان اسرائيل علي المستوي العسكري تعمل باستمرار علي رفع كفاءتها العسكرية من ناحية وتطالب امريكا بتزويدها باحداث التقنيات العسكرية بمنظومتين اولها طائرات f35 وهي الطائرات التي يصعب كثيراً اكتشافها بواسطة الرادار وطائرات بعيدة المدي يمكن تزويدها في الجو بالوقود والتي يمكن ان تكون سلاحاً فاعلاً اذا ما استدعي الامر .

كما ان هناك استعدادات كان اخرها المناورات العسكرية التي قامت بها قبل ايام من احتمال التدخل العسكري لضرب اهداف ايرانية في العمق ولكن يبقي القرار السياسي حيث لاتزال إسرائيل تراهن عليه اذا اقتضي الامر ولكنها في نفس الوقت اذا ما اضطرت ستقوم به منفردة، كما هو الحال عندما وجهت ضربة للمنشآت النووية السورية لأنها أدركت ان رد الفعل السوري سيكون محدوداً للغاية.

و اشار سمير غطاس إلي ان الأمر مختلف تماماً في الحالة الإيرانية فاذا قامت بعمل منفرد فإنها ستتعرض لضربة ثانية قوية تحدث خسائر عالية جداً وهناك شك انها تستطيع القيام بذلك بأسلحة تقليدية لتدمير البرنامج النووي كاملاً . و في حالة تعرض إيران لضربة إسرائيلية فانه لا مناص امام إيران للرد بعدة طرق رداً مباشراً علي إسرائيل و لدي الترسانة الإيرانية إمكانية لهذا الرد بإطلاق صواريخ مداها يصل للداخل الإسرائيلي .

و اضاف سمير غطاس ان لدي طهران إمكانية تحميل رؤوس صواريخ بيولوجية و هي الأقل نووياً بالإضافة إلي امتلاكها طائرات كيماوية وهناك رد غير مباشر عن طريق الأطراف الإقليمية من حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في فلسطين .

و اكد هذا الخبير إن إيران يمكنها ان ترد علي إسرائيل رداً مؤلماً قد يرفع سقف الحرب الي مستويات أخري .