رمز الخبر: ۵۲۸۶
تأريخ النشر: 12:39 - 26 July 2008
محمود الطيب
عصر ايران ، محمود الطيب – شئ لا يصدق اصرار رئيس الولايات المتحدة على تكريس اكذوباته المستمرة بشان العمل على نشر الحريات ودعم الديمقراطيات والدفاع عن حقوق الانسان لاسيما في منطقة الشرق الاوسط وبالتحديد في العالمين الاسلامي والعربي.

فرغم بقاء بضعة اشهر على ولاية جورج بوش في البيت الابيض ما انفك هذا الرجل الذي يوصف بالحماقة يكرر دعاواه السابقة ويوصي خليفته في الادارة الاميركية القادمة بمواصلة "برنامج عمله للحرية" وكأن العالم الذي عايش عهده الملئ بالحروب والنزاعات والاضطرابات غافل عن مغامراته الطائشة وسياساته الخاطئة التي افسدت الكثير من الاوضاع هنا وهناك.

اضف الى ذلك ان فترة رئاسته شهدت مغادرة العديد من كبار المسؤولين الاميركيين لمناصبهم اما بسبب ادوارهم الاجرامية في ما دار في افغانستان والعراق او جراء تبرمهم واستيائهم الشديدين من تشدق بوش ومستشاريه بشعارات انكشف زيفها وبانت على حقيقتها عبارات رنانة ظاهرها جميل في حين ان باطنها شر مطلق واهداف لصوصية لا تمت باي صلة للقيم الفاضلة.

ويكفي جورج بوش الصغير افتضاحا انه الرئيس الاميريكي الوحيد - حتى الان طبعا- الذي اقحم جيشه في عمليات احتلال غاشمة ضد بلدان تفصل بينها وبين بلاده القارات والمحيطات ابتغاء السيطرة على مواردها والتحكم في مواقعها الاستراتيجية رغما عن رغبة المجتمع الدولي وحتى حلفائه في اوروبا واستراليا وكندا وكذلك في الشرق الاوسط.

ومع ذلك يعتبر الشعب الاميركي هو الاكثر تضررا من سياسات رئيسه الذي حول ميزانية الولايات المتحدة الى ميزانية حرب افردت مبلغ 70 مليار دولار لمغامراته وفريقه المتطرف المحافظون الجدد في افغانستان والعراق وكل ذلك تحت ظل شعار نشر الحرية.

كما يعرف الكثيرون بان سياسات جورج بوش وسلوكياته المجنونة هي التي اسالت لعاب المضاربين في النظام الراسمالي الغربي الخاضع للسيطرة الصهيونية ودفعت اسعار النفط الى الصعود من 25 دولارا الى نحو 150 دولارا للبرميل الواحد الامر الذي كان سببا مباشرا في ارتفاع نسبة غلاء المعيشة بشكل لافت في اكثر بلدان العالم.

وامام هذا الثنائي المتناقض "شعارات نشر الحرية وعمليات القرصنة الدولية" لن يحار المرء حين يسمع مزاعم رئيس المكتب البيضاوي ودعوته الرئيس الاميركي القادم (جمهوريا كان او ديمقراطيا) الى تبني نهجه ، فان هذا يعني بان النظام الراسمالي الغربي الصهيوني قد حسم خياراته في ادامة مسيرة النزاعات والفوضى والازمات بوتيرة اكثر تزايدا في المستقبل.

والمؤكد ان قيام هذا النظام الاستغلالي بتحريك محكمة لاهاي ضد الرئيس السوداني عمر البشير والشعب السوداني الشقيق ليس سوى دليل قاطع على العلامات الخطيرة التي تنبئ منذ الان عن ماهية السلوكيات الغربية الصهيونية الجشعة حتى بعد انتهاء عهد بوش الصغير وزمرة المجانين معه في اميركا.