رمز الخبر: ۵۳۳۹
تأريخ النشر: 09:45 - 29 July 2008
اكتسب المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز في طهران،اهمية قصوى على مستوى مناقشة مختلف القضايا والاحداث العالمية وصياغة التوصيات والقرارات الكفيلة بحل الكثير من المشاكل والتحديات.
عصر ايران، حمزة هادي حميدي – يكتسب المؤتمر الوزاري لبلدان حركة عدم الانحياز الذي افتتح يوم الثلاثاء 29 تموز/يوليو في طهران ويستمر حتى الاربعاء ، اهمية قصوى على مستوى مناقشة مختلف القضايا والاحداث العالمية وصياغة التوصيات والقرارات الكفيلة بحل الكثير من المشاكل والتحديات التي تعاني منها الدول النامية في العالم على خلفية التوجهات التسلطية والاستغلالية والنزعة الاحادية العمياء لبعض اطراف الاسرة الدولية.

والجمهورية الاسلامية الايرانية اذ تحتض هذه التظاهرة السياسية والجماهيرية الدولية على اراضيها فانها تعقد امالا عريضة على ان يحقق هذا المؤتمر الكبير اهدافه المرجوة في مضمار مكافحة امراض الاحادية القطبية والحد من تداعياتها على مسيرة التنمية المستدامة في الدول الاعضاء وتعزيز الصلات وتوسيع مجالات التعاون فيما بينها بما يخدم المصلحة الوطنية لكل منها.

ولا شك فان ان هذه المنظومة العالمية مؤهلة لصنع قرارات ومواقف متماسكة قادرة على تقديم العطاءات والابداعات المختلفة بعيدا عن تأثيرات السياسات الهيمنية واستحقاقات المشاريع الاستكبارية التي لا تنظر الا لمصالحها دون الاخذ في الاعتبار ما تخلقه من كوارث ومآس لعموم بني البشر في مختلف انحاء العالم.

وبالاشارة الى تاسيس هذه الحركة في بداية الستينات وذلك تزامنا مع حمى الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي انذاك نتيجة للحرب الباردة فان طي هذه الصفحة مع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 وضع البلدان الاعضاء في حركة عدم الانحياز امام مشهد جيوسياسي جديد غلبت عليه صيغة الانفراد بالقرارات الدولية الى جانب الحضور المباشر في مناطق النفوذ الاستراتيجية تكريسا لنظام القطب الواحد وسعيا لتغيير الاوضاع القائمة في منطقة الشرق الاوسط بخاصة وفي العالم بعامة.

وازاء ذلك فقد دفعت بلدان ذات مواقع هامة في المنطقة ضرائب هائلة نتيجة للاطماع السلطوية للتحالف الغربي-الصهيوني بقيادة اميركا والذي اشعل العديد من الحروب والنزاعات والازمات التي ما فتئت ملتهبة جراء التصرفات والسلوكيات الجهنمية لقوى الاستكبار العالمي واخطائها المريعة لدى تنفيذ سياسات السيطرة والتحكم على الاخرين.

وبما ان حركة عدم الانحياز وبما تمثله من هيئة عالمية تقوم على قاعدة حماية الاستقلال الوطني للدول الاعضاء فيها وما تملكه من القدرات والطاقات الهائلة التي تمكنها من التصدي للنزعة الاحادية فانها مهيأة نفسيا في راهننا للقيام بدور تقدمي وطليعي بالغ الاهمية على صعيد وضع قراراتها حيز التنفيذ والعمل على رسم البرامج الصحيحة والراقية في الابعاد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتشكيل جبهة عالمية متراصة تستطيع بها ومن خلال مكوناتها المترامية الاطراف صيانة سياداتها ومقدراتها ومكاسبها وبلوغ اهدافها التنموية والقيمية بقفزات جبارة وبوتيرة متسارعة.

ولابد من التنويه الى ان التعاون بين ايران حاضنة هذا المؤتمر الوزاري وكوبا باعتبارها رئيسة قمة حركة عدم الانحياز في الوقت الحاضر، وفر مناخا افضل لوضع الاهداف والمصالح العليا للدول الاعضاء موضع الاولوية وصولا الى صنع الاطر والاليات الكفيلة بتفعيل قرارات الحركة والحصول على نتائجها المظفرة على الرغم من كل المصاعب والعقبات الاميركية والصهيونية.