رمز الخبر: ۵۷۷۵
تأريخ النشر: 08:52 - 11 August 2008
وها هي العلاقات النموذجية بين ايران والجزائر اخذت تعيد مسارها وشاء التاريخ ان يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو القيادي الكبير في حركة التحرير الجزائرية هو المجدد لهذا المسار الطيب ليضع تجربته السياسية الطويلة في خدمة العلاقات الاخوية بين طهران والجزائر ودفعها نحو الامام.
عصر ايران ، يوسف علي الصديق – في ضوء الاجواء الايجابية للعلاقات التاريخية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية الجزائرية ،ياتي انعقاد اجتماع القمة بين الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والجزائري عبد العزيز بوتفليقة في طهران، لبحث سبل تطوير افاق التعاون الثنائي في المجالات المختلفة وتقييم الاوضاع الاقليمية والدولية لاسيما وان الزيارة التي يقوم بها الضيف الجزائري الكبير الى طهران واللقاءات الحاصلة عنها، تتزامن مع توالي الاحداث والتطورات الحساسة في العالمين الاسلامي والعربي.

لقد شهدت العلاقات الثنائية تقدما واسع النطاق طيلة السنوات الثمان الماضية ترافقا مع وصول الرئيس بوتفليقة الى منصب رئاسة الجمهورية الجزائرية حيث صار التاكيد على ان يبدد الجانبان الغيوم التي لبدت سماء العلاقات بين البلدين جراء سوء الفهم ودخول اطراف خارجية على خط العلاقة النموذجية التي كانت تربط البلدين حتى عام 1993.

اذ ان من المعروف ان الجزائر شهدت منذ العام 1993 وحتى سنة 2000 ازمة سياسية داخلية عاصفة اخلت بالكثير من المعايير والطروحات الناضجة التي تميز بها هذا البلد الذي قدم مليون ونصف المليون شهيد على مذبح الحرية والاستقلال الوطني وكان المجاهدون الجزائريون قد كافحوا الاستعمار الفرنسي على مدى 130 عاما بالغالي والنفيس، لكن الاطراف الغربية لم تنس احقادها يوم قرر الشعب الجزائري التحرر كليا من التبعية الفرنسية خاصة والاجنبية بعامة فاستغلت احتقان الاوضاع السياسية في هذا البلد لضرب ابنائه بابنائه وكانت النتيجة اصابة عملية التقدم في البلاد بالشلل والتعثر مدة عقد من الزمن.

وها هي العلاقات النموذجية بين ايران والجزائر اخذت تعيد مسارها وشاء التاريخ ان يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو القيادي الكبير في حركة التحرير الجزائرية هو المجدد لهذا المسار الطيب ليضع تجربته السياسية الطويلة في خدمة العلاقات الاخوية بين طهران والجزائر ودفعها نحو الامام.

وها هو يزور طهران للمرة الثانية طيلة فترة رئاسته بدعوة من اخيه الرئيس محمود احمدي نجاد وردا على الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني في شهر اب في العام 2007 الى الجزائر.

ولاشك بان القمة الايرانية – الجزائرية مع ما تحظى من اهتمام اسلامي وعربي ودولي تشكل خطوة اخرى جديدة لتوطيد العلاقات الثنائية اكثر فاكثر وخدمة لمصلحة الشعبين الايراني والجزائري ولمصلحة المنطقة والعالم الاسلامي برمته، حيث ان الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية التي سيتدارسها الرئيسان تمتاز بخصوصية خاصة ، باعتبارها ستناقش مع استعدادات المسلمين والعرب لنبذ اصعب المراحل الدولية الحساسة وراء ظهورهم ... المراحل التي خلفتها السياسات والممارسات الفاشلة للادارة الاميركية في الشرق الاوسط وفي العالم عموما.