رمز الخبر: ۵۸۹۸
تأريخ النشر: 09:07 - 16 August 2008
حذر خبراء من خسائر باهظة تتكبدها اقتصادات دول الخليج الفارسي الست ، في حال نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق «هرمز» الحيوي ، إذا تعرضت منشآتها النووية لضربة عسكرية أمريكية .
و افادت وكالة انباء فارس أن الخبراء أشاروا في أحاديث متفرقة إلى أن الآثار ستكون كارثية على مختلف قطاعات الاقتصاد ، حيث سيتوقف 90% من إجمالي الصادرات النفطية في الخليج الفارسي ، إضافة إلى أن أسعار المواد الغذائية ستقفز أكثر من ثلاثة أضعاف ، متسببة في تفاقم خطير في الأزمة الغذائية الحالية ، كما أن قطاعات الصناعة و الشحن و التعدين و التأمين ستتعرض إلى «نكسة تاريخية» .
و يتم نقل نحو 90% من صادرات نفط الخليج الفارسي على ظهر ناقلات النفط عبر المضيق ، كما أن «هرمز» يعد الشريان الذي تمر من خلاله أكثر من 50% من حجم تجارة المنطقة مع العالم ، لذلك يعتقد الخبراء أن إغلاقه يعد عقوبة لدول الخليج الفارسي .
و تتوقع وكالة الطاقة الدولية تضاعف صادرات النفط عبر المضيق إلى ما بين 30 مليونا و 34 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 .
و وصف الخبير الاقتصادي البحريني ، الدكتور حسين الجاسم ، مضيق هرمز بـ«رئة» الخليج ( الفارسي ) الاقتصادية و قال "إن إغلاقه سيجر كارثة محتومة على اقتصادات المنطقة المفتوحة على العالم عبر هرمز ، بعد أن تصبح كل الصادرات و الورادات تحت الخطر" .
و لفت الجاسم إلى "هزة في الأمن الغذائي في الخليج ( الفارسي )، ترتفع معها أسعار المواد الغذائية إلى أكثر من 3 أضعاف ما هي عليه الآن ، خاصة في الدول التي تعتمد بشكل كلي على الصادرات و لا توجد فيها زراعة ؛ مما سيؤدي إلى تحليق التضخم إلى مستويات غير مسبوقة ستلقي بأعباء إضافية على المواطنين و الوافدين لا يمكن تحملها".
و قال "إن السوق ستفتقر إلى أجهزة و معدات و مواد أوروبية و عالمية الصنع ؛ ما سيضر بسوق السيارات و العقارات و الصناعات التحويلية و غيرها من القطاعات التي لا يمكن تأمين مستلزمات استمرارها عبر المنافذ البرية مع الدول العربية أو عن طريق النقل الجوي" .
و طبقا لوحدة معلومات «لويدز» فإن الإغلاق سيضر بما يقرب من 88% من صادرات النفط الخام السعودية المحمولة بحرا ، و كل الإمدادات القادمة من الإمارات العربية المتحدة و الكويت و قطر و كل الصادرات العراقية تقريبا .
و يعتقد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول و المعادن الدكتور أسامة أحمد عثمان أن توقف تصدير النفط لن يؤثر بشكل مباشر على خطط التنمية في المملكة العربية السعودية لوجود فوائض في الميزانية و مدخرات كبيرة و إمكانية تحويل بعض الصادرات النفطية إلى البحر الأحمر" .
و لكنه يؤكد في حديث لـ«الأسواق.نت» أن الآثار ستكون خطيرة جدا على اقتصادات المنطقة ، و يشرح ذلك بالقول "إن الآثار النفسية ستلعب دورا كبيرا في حال اندلعت الحرب و استهدف مضيق «هرمز» ، لأن الدول ستتجنب التجارة عبره ، و ستتوقف شحنات النفط بكل تأكيد ، و سترتفع أسعار التأمين و الشحن" .
و يضيف "أن الاستثمارات ستتعرض إلى هزة ، لأن رأس المال جبان ، و يتفادى مناطق الحروب و النزاعات، و ستتأثر أيضا حركة السفر إلى المنطقة" .
و قال "إن حجم الخسائر مرتبط بطول النزاع و مدة بقاء المضيق مغلقا ، فكلما طال التوتر تعاظم حجم الخسائر و تفاقمت الأزمات ، و لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالنتائج حينها" .
و فسر عثمان عدم جدوى خطط طوارئ خليجية في قوله "إن الخطط البديلة مكلفة للغاية ، و يحتاج تنفيذها إلى فترات زمنية طويلة" .
و أضاف "أن إيران لن تجد صعوبة في استهداف آبار النفط في منطقة الخليج ( الفارسي ) في حال استخدمت بدائل عن هرمز ، لذلك فإن إيجاد قنوات تصدير أخرى عبر البحر الأحمر مثلا لن تكون ذات جدوى" .
و كشفت أرقام 2006 أن السعودية تصدر 88% من نفطها عبر مضيق هرمز ، و العراق 98%، و الإمارات 99%، و الكويت 100%، و قطر 100% .
و يرى خبراء نفطيون أن أسعار النفط في السوق العالمية ستقفز فوق مستوى الـ250 دولار ، و ربما تصل إلى 400 دولار في حال تم إغلاق المضيق و استمر توقف إمدادات النفط من الخليج الفارسي .
/ نهاية الخبر / .